قياساتُ جسمِ باربي تضعُ أهدافاً غيرَ واقعيةٍ للفتيات الصغيرات (تدمِّر معنوياتِهنّ).
الطب >>>> مقالات طبية
عُرضت دمى باربي على الرفوف منذ عام 1959 وأصبحت صورتُها النموذجَ المثاليَّ للفتيات. كانت نحيلة، لديها صديقٌ مثالي، عائلة، منزل، ومفاتيح فاتحة، من تلك التي لا تتمنى أن تكونَ مكانها؟ كبرَت هذه الفتياتُ ولم تقترب قياساتُهنَّ حتى من الحدِّ الذي يسمح لهنَّ علم الأحياء به. وقد شاهدنا العديدَ من الفتياتِ ممن قُمْنَ بعملياتِ تجميلٍ لكي يصبحنَ بجمال باربي، ولكن هل هذه قياساتٌ حقيقيةٌ للجمال أم أنّها مجردُ وهم؟
تخيل لو كانت باربي امرأةً حقيقية.
بحسب الأطباء، فإنَّ قياسات باربي التي ستكون ذاتَ طولٍ يبلغُ 6 أقدام، ووزنٍ يبلغُ 100 باوند، و صدرٍ بـ39 إنشاً، وخصرٍ بـ19 إنشاً ،ووركين لصبيٍّ دونَ سن المراهقة، هي قياساتٌ غير حقيقة وغير عملية، فقياساتها ستجبرها على السير على قوائمها الأربعة بدلاً من اثنتين ولن تتمكنَ فيزيائيّاً من حملِ رأسها كبيرِ الحجم. بل ويمكن أن نطلق عليها "المرأة المستحيلة" مع أبعادها الفيزيائيةِ غير الحقيقية والتي يمكن أن تجعلها تبدو قادمةً من الفضاء.
إن المرأةَ الأمريكيةَ المتوسطةَ سيتوجب عليها السيرُ في بيتٍ من المرايا المشوّهة لتصل إلى النموذج الذي تقدمه باربي.
وكان مصممو دمية باربي متنبِّهين إلى ما يقوم به الجمهور من تحويل باربي إلى امرأةٍ نموذجية، ففي عام 1965 خرجت الشركة بـ"حفلة نوم باربي". في مهمةٍ مستحيلةٍ للوصول إلى قياساتِ باربي التي لا يمكن الوصول لها، أصبح لدى العديد من الفتيات ما يُسمى بـ"تأثير باربي".
ولكن مؤخراً، حدث تحوّلٌ ثوريٌ بين الفتياتِ غيَّرَ من تصورهنَّ للجمال. ففي عام 2013، انخفضت مبيعاتُ باربي بنسبة 6%، و13% خلال فترة الأعياد. ذكرت شبكة الشركة مؤخراً أنَّ مبيعاتِ الدميةِ إنخفضت ولكنهم لن يوقفوها، ويقول المسؤولون التنفيذيون أنّهم يحاولون أن يزيدوا من ابتكاراتهم.
يقول الرئيس التنفيذي للشركة: "في الواقع، نحن لا نبيع ما يكفي من دمى باربي، وما هو واضح بالنسبة لنا هو أنّ المشهد قد تغيّر".
وعلى الرَّغم من تراجع "موضة" باربي فإنَّ وسائلَ الإعلام بشتى أشكالِها -إعلاناتٍ كانت أم برامجَ تلفيزيونيةٍ- كانت وما تزال تقدمُ صورةً وقياساتٍ وهميةً للجمال، مما يجعل المرأةَ بحالةٍ من الإحباط محاولةً الوصولَ لهذه القياسات.
المصادر:
هنا