الهيدبانغينغ Headbanging... و مخاطر الإنسجام المفرط مع الموسيقى.
الموسيقا >>>> الموسيقا والطب
هل من الممكن حقاً أن ينجم عن هذا الانسجام الموسيقي أضراراً طبيّة؟
بدايةً، ما هو الهيدبانغينغ؟
الهيدبانغينغ هو عبارة عن حركات إيقاعية عنيفة تتمثل بهزّ الرأس مع الموسيقى غالباً للأمام و الخلف، أو للأسفل و الأعلى، و هو شائع جداً مع موسيقى الروك "Rock"، البانك "Punk"، و الميتال "Metal".
قد ينجم عن هذه الحركات الإيقاعية العنيفة للرأس أضراراً طبيّة خطيرة!! فقد نشرت مجلة لانسيت "The Lanset" حالة تخص أحد معجبين فرقة موتورهيد "Motörhead"، حيث عانى هذا الشخص من نزيف دماغي مزمن نتيجة قيامه بالهيدبانغغ، و بهذا تكون هذه الحالة أول حالة مسجلة من نزيف دماغي ناتج عن هذه العادة.
رجل يبغ من العمر 50 عاماً قام بالاستفسار عن حالته لدى قسم جراحة الأعصاب في كلية هانوفر "Hannover" الطبيّة في ألمانيا في شهر كانون الثاني من عام 2013، و ذلك بعد أسبوعين من الصّداع المستمر الذي أصاب رأسه بالكامل. لم يكن هنالك أي شيء يُذكر في قصته السريرية أو تاريخه الطبي، كما لم يُعاني أي صدمات على الرأس. لم يكن يتعاطى أية مواد مخدرة، كما أن الفحص العصبي و الدراسات المخبرية كانت طبيعية. و لكن، أظهر فحص الأشعة المقطعية للجمجمة (الطبقي المحوري) أن هذا الرجل لديه ورم دموي مزمن تحت الأم الجافية "Subdural
Hematoma" على الجانب الأيمن من دماغه.
كانت تلك هي الحالة الأولى المُسجَّلة التي تشير إلى أن الهيدبانغينغ من الممكن أن يسبب ورم دموي مزمن تحت الأم الجافية، كما قام واضعو الدراسة بالكشف عن ثلاث حالات ورمية تحت الأم الجافية ثانوية للهيدبانغينغ كانت حالات حادة أو تحت حادة.
يعرف الأطباء أن الهيدبانغينغ يمكن أن يترافق مع إصابات متعددة مثل تسلخ الشريان السباتي (الذي يبدأ بتمزق في أحد شرايين الرقبة)، شد رقبي مفاجئ، ريح منصفية، و كسر في الناتئ السني للفقرة الرقبية الثانية.
على الرغم من أن حالات الأورام الدموية تحت الجافية الموثقة قليلة جداً، إلى أن معدل الإصابة أكبر بكثير، و ذلك لأن أعراض هذا النوع من إصابات الدماغ تكون غالباً صامتة سريرياً و لاعرضية، و تسبب فقط صداع خفيف يمكن أن يُشفى بشكل عفوي.
وفي شرحهم للنزف الحاصل في الحيز ما بين الجمجمة و سطح الدماغ، يقول واضعو الدراسة: "نحن نفترض أن الهيدبانغينغ المتمثل بحركات سريعة للأمام و الخلف و التي تتباطأ ثم تعود لتتسارع شدتها تباعاً تؤدي إلى تمزق في الأوردة الجاسرة، و الذي يسبب نزيف في الحيز تحت الأم الجافية."
على الرغم من خطورة الحالة، إلا أن الجراحين كانوا قادرين على حل هذه المشكلة، عن طريق ثقب الجمجمة لإزالة الخثرات الدموية التي تشكلت. و قد تم تصريف السائل و الدم من الحيِّز تحت الجمجمة خلال 6 أيام بعد العملية الجراحية، فهدأ الصداع لدى المريض. و قد أظهرت الفحوص التي أُجريت بعد شهرين من العلاج أن المريض تعافى تماماً.
كما نرى أن لكل متعة حدّين، قد تكون هذه العروض ممتعة و محفزة للجمهور و لكن الانغماس في الهيدبانغينغ المفرطة يعرض المشجعين للخطر الكبير.
المصدر: هنا