الخدمات المجانية والخدمات المدفوعة على الانترنت... أيهما أفضل؟
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> اقتصاد
قال الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك: "أريد أن أكون واضحاً تماماً في أننا لم نعمل إطلاقاً مع أية وكالة حكومية في أي بلد على وضع رقابة على أي منتج أو خدمة من خدماتنا. إنّ نموذج عملنا واضح جداً، نحن نبيع منتجات رائعة ولكننا لا نقوم بجمع بيانات شخصية بناء على محتويات بريدك الإلكتروني أو إعدادات تصفح الإنترنت لديك لبيعها لأصحاب الحملات الإعلانية، ولا نقوم بتحويل المعلومات التي خزنتها على جهازiPhone الخاص بك أو على خدمةiCloud إلى نقود، ولا نقوم بقراءة بريدك الإلكتروني أو رسائلك للحصول على معلومات تسويقية. لقد تمّ تصميم برامجنا وخدماتنا لتحسين أجهزتنا".
و كان أهم ما قال هو: "عندما تكون خدمات الانترنت مجانية، فأنت لا تكون الزبون بل السلعة".
هذا الادعاء أثار غضب مؤسّس شركة Facebook مارك زوكربيرغ الذي وصفه بأنه "مثير للسخرية" قائلاً: "شعرت بالإحباط لأن الكثير من الناس يساوون بين نماذج العمل الإعلانية و عدم القدرة على اكتساب ثقة الزبائن."
"هل تعتقد أنك لمجرد قيامك بدفع النقود لشركة آبل قد أصبحت زبوناً مهماً لهم؟ لو كان هذا صحيحاً، لقاموا بتخفيض أسعار منتجاتهم!".
كما أشار زوكربيرغ أيضاً إلى التعليقات التي أدلى بها كوك حول نهج شركة آبل الأمني بعد تسريب الصور والتي يقول فيها أنه لا يريد للشركة أن تصبح كنزاً من بيانات المستخدمين لوكالة الأمن القومي الأمريكي NSA ناصحاً بالابتعاد عن الشركات التي تقدّم خدمات مجانية. و على الرغم من عدم تسمية كوك لهذه الشركات إلا أنه من الواضح أن كوك كان يشير إلى شركتي Google و Facebook.
كما رد أيضاً رئيس مجلس الإدارة في غوغل إيريك شميدت على تصريحات كوك قائلاً أن لدى شركته أفضل معايير التشفير، وأنّ كوك لم يطّلع بشكل جيد على ما يقدمه منافسوه.
و في نفس السياق، أشار زوكربيرغ في تعليقاته إلى موقع Ello الذي تم إطلاقه مؤخراً ليصبح المنافس لفيسبوك دون الاستعانة بالإعلانات، حيث يعد الموقع الجديد بأنه لن يقوم بجمع بيانات المستخدمين للحصول على العائدات.
ومما ذُكر في هذا الموقع: "إنّ شبكتك الاجتماعية مملوكة من قبل أصحاب الحملات الإعلانية، حيث أن كل منشور تشاركه و كل صديق تضيفه وكل رابط تتابعه تتم ملاحقته وتحويله إلى بيانات تُشترى من قبل أصحاب الحملات الإعلانية حتى يتمكنوا من عرض المزيد من الإعلانات، فأنت إذاً المنتَج الذي يباع ويشترى". فكان ردّ زوكربيرغ لمجلّة Time : " لن ينمو موقع Ello مطلقاً بنموذج العمل هذا. مهمتنا هي ربط كل شخص في العالم، ولن تستطيع فعل ذلك من خلال خدمة يدفع الناس ثمنها".
من الجدير بالذّكر أنّ Facebook و Google تريان الأشياء بشكل مختلف عن شركة Apple، حيث تعتقدان أنّ الخدمات المجانية تفيد الزبائن، وأن الإعلان هو وسيلة لمواصلة تقديم الخدمات، وأنّ الخدمات المجانية ببساطة تتخذ مساراً آخر للوصول للهدف المشترك نفسه و هو حصد الإيرادات".
إنّ الجدال بين الشركات ومشجعي الخصوصية حول الخدمات المجانية والمدفوعة على الإنترنت ليس جديداً، ولن نجد الآن أو في أي وقت قريب جواباً شافياً يفيد في تحديد أي من الطرفين يعتبر على حق، فإيرادات الشركات تنمو في الحالتين، ولذلك من السهل القول أن كلا الأسلوبين جيّد في العمل على الأقل بالنسبة لهذه الشركات.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
مصدر الصورة: هنا