10 نصائح لتجنب النزاعات في أماكن العمل (الجزء الأول)
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> موارد بشريّة
وتعد النزاعات أمرا شائعاً في أي بيئة عمل، حيث تشير بعض المصادر إلى أن المدراء في أقسام الموارد البشرية يقضون حوالي 25% إلى 60% من وقتهم وهم يعملون على حل الخلافات بين الموظفين.
وفي دراسة لجامعة North Carolina أقر أكثر من نصف الموظفين بقلقهم من أن نزاعاتهم في الماضي، أو نزاعاتهم الحالية قد تسببت لهم بضياع وقتهم، في فترة كانوا بأمس الحاجة لاستثمار وقتهم في العمل.
بينما صرح أكثر من ربع الموظفين إن المحاولات المستمرة لتجنب الخلافات مع زملائهم سببت تراجع إنتاجيتهم. لكن الأسوأ من هذا أن المواجهات العنيفة في ازدياد، ففي دراسة عن مجتمع إدارة الموارد البشرية، قال أكثر من نصف العمال أنهم شهدوا مواجهات عنيفة في أماكن عملهم.
إن معرفة كيفية التعامل مع مواقف العمل المتوترة تساعد على تجنب انفجار الخلافات العنيفة بين الزملاء، حيث أنه عليهم تجنب الوصول لهذه الدرجة من العنف.
يحدد خبراء السلوك خمسة أساليب رئيسية لحل النزاعات بين الزملاء وتجنبها وهي كالآتي: تجنب، استوعب، تعاون، أوجد حلا وسطيا، ثم واجه.
هناك العديد من الأساليب الناجعة لحل الخلافات بين زملاء العمل، عادة ما يقتصر المشرفون على العمل على طريقة أو اثنتين لحل النزاع، حيث أنهم يختارون الطرق المناسبة لمواقعهم في العمل لحل النزاع، بينما يضطر الموظفون في المستويات الأقل لاستخدام خيارات أخرى للحفاظ على علاقات مثمرة في العمل، و الحفاظ على بيئة عمل مريحة. إن فهم مهارات حل النزاع له تأثير كبير على مهاراتنا العملية التي تحدد مسار حياتنا المهنية. إذ أنك إن قمت بتوبيخ أحدهم أو قللت من احترامه فقط لمجرد أنه يخالفك الرأي فإنك بهذا تزرع أعداء لك في كل مكان، في المقابل فإن احترام الآخرين وتقبل آرائهم سوف يفتح الآفاق أمامك ويزيد من فرص نجاحك في العمل.
هذا المقال يعرض عشرة طرق للتتعامل مع الخلافات بين الزملاء في بيئة العمل.
10- عد للـعشرة أو للمئة..
إن المواجهات المحبطة في العمل قد تتحول بسهولة لحديث غاضب وصراخ متبادل، ولعل من أسوأ الأخطاء التي قد تقع فيها خلال المواجهة هي فقد أعصابك والتفوه بأشياء ستندم عليها لاحقا. ففي أحسن الأحوال ستظهر ضعفاً في أوقات المحن وفي أسوأ الأحوال قد يكلفك ذلك عملك.
عندما تجد نفسك في غمرة الإنفعال خذ بعض الوقت وحاول أن تبعد نفسك وتفكيرك عن أية مشاعر أو ردود أفعال، وأن تحدد موضوع الخلاف الحقيقي. وإذا اضطرك الأمر فانسحب من الخلاف الدائر، وخذ استراحة وتنفس بعمق، ثم قم بتحليل الوضع قبل أن تظهر ردة فعلك. إن قيامك بتنحية المشاعر الجانبية، والحفاظ على موضوعيتك، يساعدك كثير على حل نسبة كبيرة من المشاكل الصغيرة في العمل بعيداً عن الغضب والاستياء. كما أن هذا يساعدك على تطوير أسلوبٍ مدروسٍ في كيفية التعامل مع زملاء العمل، وهذا بالنهاية سيزيد من احترام الزملاء وحبهم لك بدل استخدام أسلوب اللوم والتقريع.
9- أعط الجميع فرصةً للحديث
يقوم بعض الناس بشن حرب كلامية عدائية على خصومهم بلا توقف، والهدف من ذلك هو اسكات خصومهم خلال النزاعات. قد تساعد هذه الطريقة المدراء (مشرفوا العمل) على اسكات خصومهم، لكن هذا النوع من التصرفات، لن يكون في صالح سمعتهم أبداً.
إن إسكات زميلك في العمل و رفض سماع وجهة نظره لا يكون دائما حلاً للمشكلة. فلا تحول نزاعاً أساسياً إلى حوارٍ تسمع فيه نفسك فقط، بل حاول أن تستمع لوجهة نظر الطرف الآخر وأن تتعلم من المشكلة. دع زميلك يوضح وجهة نظره في المسألة، فقد يكون من المفيد تحديد وقت لنهاية النقاش، إذ أن هذا يساعد كل الأطراف على الالتزام بالحديث فقط عن الأمور المتعلقة بموضوع النزاع، وتجنب الجدالات الجانبية التي لا علاقة لها بالموضوع الأساسي.
8- اختر معركتك
إن الصراعات شائعة جدا في البيئة التي يتم فيها العمل على مشاريع مهمة، لكن المشكلة تكمن في أنه بمجرد حدوث إي توتر بينك وبين أي زميل في العمل، فإنك ستصبح ميالاً لاتخاذ نمط دفاعي في كل مرة تحتك فيها بهذا الشخص. تحكم بغضبك ولا تدع مشاعر الغضب تلتهب في صدرك في كل مرة تصادف فيها هذا الشخص في عملك. إن الأفضل دائما هو القيام بتحديد المسائل التي لا يمكنك المساومة عليها، والتغاضي عن باقي المسائل. إن قيامك تساهلك مع زملائك في إيجاد حلول مرضية للجميع في المسائل التي يمكنك التنازل فيها (لاتعد أساسية بالنسبة لك) سيسهل عليك الحصول على مرادك في الأمور التي تهمك فعلاً. قم بتجنب النزاعات المتوقعة، ولا تتبع حدسك وإلا فإنك ستكون تستجيب لحدسك، وتسمح للتوتر بالتصاعد بدون أي سبب وجيه. لا تنسى أن تكون موضوعيا عندما تتعامل مع زميلك في العمل، بدلا من اتخاذ موقف عدائي مسبق. إن محاولتك للحصول على أفضل مافي هذا الشخص في كل مرة تتعامل معه فيه، تعتبر مضيعة للوقت واستنزافا عاطفيا لك وقد يأتي بنتائج عكسية تماما.
7- تجنب النميمة ونشر الشائعات
إن الإنتاجية الجيدة تعتمد بشكل كبير على العلاقات المهنية الجيدة بين الزملاء. فالزملاء الذين يتحدثون عن آخر خطوط الموضة، قد يبنون ثقةً وانسجاماً أكبر مع زملائهم، لكن الأمر قد يتحول إلى مغامرة خطيرة عند تجاوز الحدود والانتقال من الأحاديث الودودة إلى نطاق النميمة والشائعات. إذ أن الشائعات والقيل والقال غالبا تسمم جو مكان العمل بالكامل، كما أنها تولد جواً عاماً من انعدام الثقة، وإثارة المشاعر السلبية بين الزملاء والمشرفين. ضع في اعتبارك أن الشائعات بطبيعتها غالبا مضللة أو خاطئة تماما، لهذا فإن المشاركة في دائرة النميمة يسبب تفاعلا مليئا بالمشاكل مما قد يدمر فاعلية طاقم العمل بالكامل.
الخبر الجيد أنك لست مضطرا للمشاركة في المشكلة، فعندما يحاول أحد الموظفين إقحامك في حديث الشائعات، فإنه بإمكانك تغيير الحديث بأدب، أو حتى الانسحاب من الحوار. إن هذا بالطبع لا يعني تجنب أي حوار مع زملائك خارج إطار العمل، ولكنه يعني ببساطة تجنبك للحوارات المدمرة أو المسيئة التي لا طائل ولا فائدة منها.
6- استخدم لغة عملية
إن النزاعات في العمل يمكنها بسهولة أن تسبب توتر المشاعر لكلا الطرفين، مما يثير البعض ممن يسهل عليه التفوه بكلمات هجومية، لجعل الطرف الآخر يشعر بالتهديد. فمثلا قد تسمع من زميل غاضب كلمات مثل: " أنت دائما متأخر عن الموعد النهائي للتسليم" أو "هل من الصعب عليك القيام بهذا العمل؟"
من الواضح أن عبارات كهذه لا تساعد أبدا في بناء جو حواري هادف، إذ أن إسقاط جانب واحد من شخصية المرء، أو جزء من تاريخه الوظيفي ليس عملا مهنيا، بل إنه غالبا ما يسيء لك أكثر من الشخص المستهدف. إن استخدام مثل هذه الألفاظ الاستفزازية ستضع الطرف الآخر في موقف دفاعي مباشر، كما أن التهكم والسخرية ستفاقم الوضع سوءاً، وتولد استياءً قد يدوم لوقت أطول بكثير من الغضب الناتج عن الخلاف الحالي.
لذلك فإنه يتوجب عليك في مثل هذه الظروف التمسك بالموضوعية واللغة المهنية، لكنك إن شعرت بالانفعال الزائد خلال النقاش وبأن الكلمات المسيئة على وشك الخروج منك، عندها قد يكون من الأفضل لك أن تنسحب وتعود للحوار في وقت لاحق.
سنتابع مع النصائح الخمس المتبقيّة في المقال القادم..
المصدر:
هنا