داء الحلأ التناسلي
التوعية الجنسية >>>> الأمراض المنقولة بالجنس
يعد فيروس HSV من الفيروسات الممرضة الشائعة التي تسبب أمراضًا ذات صورة سريرة واسعة ومختلفة سنئأتي عليها تباعًا، ويوجد نمطان من هذا الفيروس: النمط الأول Type 1 و النمط الثاني Type 2.
عادة ما يتسبب النمط الأول بالإصابة الفموية الوجهية، بينما يسبب النمط الثاني الاصابة التناسلية (وليس دائمًا إذ من الممكن أن يسبب كل منهما أي نوع من الإصابة).
ينتمي هذا الفيروس الى عائلة الـ Herpesvirdae تحت فرع Alphaherpesvirinae، وهو فيروس من النمط Double-stranded DNA والذي يتصف بخواص بيولوجية مميزة هي:
• إمكانية إصابته وتكاثره بالجملة العصبية، والكمون داخل العقد العصبية (مثل عقدة مثلث التوائم في الإصابة الوجهية والعقد العجزية في الإصابة التناسلية).
• إعادة التفعيل للإصابة الكامنة في العقد في المناطق التابعة لها، بتحريض من عوامل مختلفة (مثل الرضوض والحمى والـ stress والتغيرات الهرمونية المرافقة للدورة الشهرية عند الإناث، وغيرها)
مما يؤدي لتكرار الإصابة بشكل عرضي أو غير عرضي على شكل طرح shedding الفيروس مما يساهم بانتشار العدوى، وتحدث إعادة التفعيل بشدة أكبر عند الأشخاص المصابين بنقص أو ضعف للمناعة (المصابين بالـ AIDS أو مرضى السكري أو عند الاستخدام المزمن للستيروئيدات أو أي سبب أخر يؤدي لنقص المناعة)
ينتشر هذا الفيروس في جميع أنحاء العالم، ويعد الإنسان الثوي (الناقل) والمستودع reservoir الوحيد له، وينتقل له بشكل مباشر بالتماس بدون تواسط أي ناقل آخر، عبر تماس الفيروس مع الأغشية المخاطية المعرضة (كالأغشية المخاطية للفم وعنق الرحم عند الإنثى والملتحمة في العين) أو عبر الشقوق والجروح الجلدية.
يعتبر الفيروس معطلًا في درجة حرارة الغرفة وفي الأوساط الجافة، لذلك فالإنتقال عبر الرذاذ الناجم عن التنفس أو استخدام الأغراض الشخصية نادر، ومع ذلك يفضل عدم استخدام الأدوات الشخصية للمصاب.
عوامل الخطورة:
- تصاب النساء بشكل أكثر تواتراً من الرجال، لأن إنتقال الفيروس جنسياً يتم بشكل أسهل للنساء من الرجال.
- تعدد الشركاء الجنسيين
الأعراض:
تعد 80% من الإصابات غير عرضية؛ تمر بسلام بدون أي أعراض تذكر، أو مع إعراض خفيفة جدًا.
و يختلف السير السريري للعدوى بالـ HSV وفقًا للعمر والحالة المناعية للشخص المصاب ومكان الإصابة والنوع المستضدي antigenic للفيروس (البروتينات على سطح الفيروس).
عادة ما تترافق الإصابة الأولية البدئية (عند التعرض الأول) بكلا النمطين الأول والثاني بأعراض جهازية مثل الحمى والتعب وفقدان الشهية، وفترة أطول للأعراض ونسبة إختلاطات أكبر من الإصابات الثانوية (التي تحدث عند إعادة التفعيل).
تبدأ الإصابة الأولية عند التعرض للمفرزات التي تحتوي على HSV-1 (عادة مفرزات فموية) أو على HSV-2 (عادة مفرزات جنسية)
مما يؤدي لنوعين من الإصابة:
الإصابة الفموية:
التي تحدث عادة عند التعرض للنمط الأول HSV-1 مسببةً طيفًا واسعاً من الأمراض مثل: التهاب اللثة والأغشية المخاطية للفم الحاد بالهربس Acute herpetic gingivostomatitis، التهاب البلعوم واللوزات الحاد بالهربس Acute herpetic pharyngotonsillitis، والتهاب الشفة بالهربس Herpes labialis.
الإصابة التناسلية:
أو ما يعرف باسم الحلأ التناسلي Genital herpes وهو مرض شائع منتقل بالجنس تختلف شدته وتواتره ومعدل تكرار الإصابة حسب عدة عوامل مثل النمط الفيروسي و التعرض المسبق للفيروس (سواء من نفس النمط أو نمط مغاير، فالتعرض المسبق للفيروس من نمط HSV-1 يترك أضداداً antibodies تؤدي للتخفيف من شدة الإصابة بالفيروس من نمط HSV-2) والجنس (حيث تكون إصابة النساء أشد) والحالة المناعية للمريض.
الحلأ التناسلي الأولي (البدئي): يمكن أن يحدث بسبب كلا النمطين الأول والثاني (غالباً من النمط الثاني) وقد تكون الإصابة بكليهما لا عرضية. ولا يمكن التمييز بين النمطين اعتماداً على الأعراض السريرية فقط، ولكن النكس أشيع عند الإصابة بالنمط الثاني.
تمتد فترة الحضانة من 3-7 أيام عادةً (من 1 -3 أسابيع).
وكما ذكرنا سابقاً تتميز الأصابة الأولية بأعراض جهازية وموضعية شديدة ومطولة (بالمقارنة مع الإصابة الثانوية).
تتضمن الأعراض الجهازية: الحمى والصداع والتعب والألم العضلي (خاصةً في الأيام الثلاثة أو الأربعة الأولى).
بينما تتصف الأعراض الموضعية بالألم والحكة وعسرة التبول مع افرازات من الإحليل أو المهبل، و تضخم مؤلم بالعقد اللمفاوية الناحية.
ويختلف المرض بتظاهراته بين الرجال والنساء:
عند النساء: ظهور حويصلات حلأية على الأعضاء الجنسية الخارجية مثل الشفرين الكبيرين والصغيرين، الدهليز أو فوهة المهبل. وفي الأماكن الرطبة تتمزق هذه الحويصلات لتترك قرحات شديدة الإيلام. كما يمكن أن تتضمن الإصابة عنق الرحم فتصبح مخاطيته متقرحة ومتموتة، كما يصاب الإحليل. ويمكن عزل الفيروس من البول مما يؤدي لعسرة تبول قد تكون شديدة جداً لدرجة حدوث احتباس بولي حاد.
عند الرجال: تظهر الحويصلات الحلأية على رأس القضيب والقلفة (الجزء من الجلد الذي يغطي الرأس والذي يزال بالختان) وجسم القضيب وأحياناً على كيس الصفن والأفخاذ والإليتين. وفي المناطق الجافة تتحول الحويصلات إلى بثرات وتتجلب (تصبح قاسية) وقد يصاب الإحليل أيضاً مما يؤدي إلى أعراض عسرة تبول وطرح مفرزات.
قد يصاب العجان (المنطقة بين كيس الصفن وفتحة الشرج) عند الأشخاص الذين يمارسون الجنس الشرجي Anal sex مما يؤدي للاتهاب المستقيم والشرج بالهربس Herpertic proctits.
تستمر الآفات التقرحية عند الرجال والنساء بين 4-15 يوم حتى حدوث التجلب وإعادة تشكل الجلد.
الداء الناكس الحلئي:
تعود الإمراضية الكبيرة للحلأ لإمكانية كمون الفيروس وإعادة تعفيل الإصابة. وتعد إعادة التفعيل العرضية وغير العرضية أشيع عند الإصابة بال HSV-2.
وتسبق الإصابة بأعراض بادرية prodrome مثل المضض والألم والشعور بالحرق في مكان الإندفاع. و تتبع بظهور حويصلات هربسية تشفى خلال 7-10 أيام (تشفى أسرع من الإصابة الأولية).
الإصابة تحت السريرية أو اللاعرضية:
تكون معظم الإصابات لا عرضية حيث أن 70-80% من المرضى إيجابي المصل (المصابين فعلياً) لم يمروا بطور الإصابة العرضية التي تحدثنا عنه، أو عانوا من أعراض إصابة خفيفة لم يعرفوا ما هي حتى تم تثقيفهم عن أعراض المرض.
إن الخطورة الكبرى للطور العرضي هو إمكانية نقل العدوى وطرح الفيروس shedding بشكل لا عرضي مما يؤدي لانتاشر المرض بشكل أكبر.
التشخيص:
يتم تشخيص المرض بعد الشك السريري بعزل الفيروس من عينة نسيجية مأخوذة أو من مسحة من الأفات المتقرحة للفحص الخلوي والنسيجي في مخبر التشريح المرضي، بفضل المنظر المميز للنسج والخلايا المصابة بالفيروس، مما يسمح بالتشخيص السريع خلال ساعات. أو من خلال عزل DNA الفيروس من العينات بطريقة ال PCR الذي يمكن أن يكشف طرف الفيروس اللاعرضي. بالإضافة إلى إمكانية أخذ عينية من الدم والبحث عن الأضداد الدالة على حدوث الإصابة في المصل (تستخدم بشكل أساسي في الدراسات الوبائية أكثر من استخدامها في الممارسة السريرية).
المضاعفات:
• الإصابة بأمراض منتقلة بالجنس: حيث تزيد الإصابة بالحلأ التناسلي من خطورة الإصابة بالأمراض المنتقلة بالجنس الأخرة مثل الـ HIV.
• انتقال الإصابة من الأم الحامل لوليدها أثناء مروره عبر المهبل مما يعرضه للإصابة بـ حلأ الوليد أو neonatal herpes الذي قد يؤدي لإصابة الوليد بالعمى أو الأذية الدماغية أو حتى الموت. ويتم تفادي ذلك بالولادة القيصرية.
• الأسر البولي الحاد الناتج عن عسرة التبول الشديدة.
• التهاب السحايا أو التهاب الدماغ بالسفلس الناتج عن انتشار الفيروس الدموي عند الأشخاص المضعفين مناعياً، ويعد هذا الاختلاط خطيراً ومهدداً للحياة.
• التهاب المتسقيم والشرج (خاصةً عند الممارسة الشرجية بين الرجال المثليين جنسيياُ).
العلاج:
لا يوجد علاج شاف Curative للمرض وتتوجه الجهود للتخفيف من حدة الهجمات ومنع تكاثر الفيروس عن طريق الأدوية المضادة للفيروسات التي تعمل على:
• شفاء أسرع للآفات خلال الإصابة الأولية
• تقليل شدة ومدة الأعراض عند الإصابات والهجمات الناكسة
• تقليل تواتر النكس
• تقليل احتمال نقل الإصابة عن طريق تقليل طرح الفيروس.
تتضمن الأدوية المضادة للفيروسات كل من:
• acyclovir
• famiciclovir
• valacyclovir
الوقاية:
تتم الوقاية من الإصابة بالحلأ التناسلي كما تتم الوقاية من كل الأمراض الجنسية:
• بالامتناع عن الممارسة الجنسية أو حصرها مع شريك جنسي واحد غير مصاب.
• استخدام الواقي الذكري.
• تجنب الممارسة الجنسية في وقت الهجمات.
من المهم استشارة الطبيب عند الإصابة أثناء الحمل لما فيها من خطورة على الجنين وخاصةً الإصابة بالثلث الأخير من الحمل، وتتم الوقاية بتعاطي الأدوية المضادة للفيروسات أو التخطيط لولادة قيصرية.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا