"لا توجد جريمةٌ كاملة" هو شعارٌ يعتمد عليه جميع المحقِّقين في العالم، ويتجلّى هذا الشعار على نحوٍ أوضح في الجريمة الإلكترونيّة؛ إذ يعتقد الشخص الذي يمتلك بعض برامج الاختراق أنّه خبير، ويبدأ بعملياته التي غالباً ما تنتهي به في السجن، أو يتحول إلى قصَّةٍ مُضحكةٍ تُحكى في ليالي الشتاء الباردة.

لنتابع بعض هذه القصص التي رتَّبناها وفقاً لوجهة نظرنا، ويمكنكم ترتيبها كما تشاؤون؛ فليس للغباء معايير ثابتة للقياس.

• في المرتبة الخامسة:
في أواخر العام الماضي 2014، تعرَّضت كيلي أوسبورن (Kelly Osborne) إحدى مشاهير برنامج الرقص مع النجوم (Dancing With The Stars) لسرقة حساب بريدها الإلكتروني.
لحسن حظِّ كيلي، لم يكتفِ السارق بقراءة رسائلها الخاصة، وإنّما أراد مراقبة رسائلها المستقبليّة، فغيَّرَ إعدادات الحساب لتوجيه جميع الرسائل التي سترسلها في المستقبل إلى حسابه الخاص؛ ممَّا سهل عمليَّة ملاحقته واعتقاله.

• في المرتبة الرابعة:
في بنغلادش هاجم الشاب العشريني شاهي ميرزا (Shahee Mirza) وعددٌ من أصدقائه الموقع الرسميِّ لجيش بنغلادش تاركين الرسالة الآتية على الصفحة الرئيسيَّة للموقع:
"الحكومة لا تتخذ أيَّ إجراءٍ لتنمية الفقراء، ولكنّها مرَّرت قانوناً عن مكافحة الجريمة الإلكترونيّة. أنتم لا تعلمون ما هو الأمن السيبراني أو كيف تحمون أنفسكم. اصغوا جيداً، القراصنة ليسوا مجرمين، إنّهم أفضل بعشر مرَّاتٍ من خبرائكم. نحن عباقرةٌ لدرجةٍ لا يمكن أن تتخيلوها" اخْتُرِقَ من قِبل شاهي ميرزا.

لسوء الحظ نسي شاهي في آخر رسالته اسمه الكامل! أعتقد أنَّ عشر سنواتٍ في السجن - في واحدةٍ من أفقر دول العالم - لن تمُّر مُسرعةً على صديقنا شاهي.

• في المرتبة الثالثة:
يُعَدُّ إدوارد ماندرو (Eduard Mandru) مخترقاً ذكيَّاً جداً بجميع المقاييس؛ إذ بقيت عمليَّته المُوجَّهة ضد حواسيب وزارة الدفاع الأمريكيّة في عام 2006 دون اكتشافٍ لسنواتٍ عديدة، ولم يكن لدى الوزارة سوى دليلٍ واحدٍ فقط، وهو عنوان البريد الإلكترونيِّ للمُخترق الذي نفَّذ العمليّة وهو: (wolfensteien_ingrid@yahoo.com).

في عام 2009 اعْتُقِلَ إدوارد لأنه استخدم هذا البريد ضمن سيرته الذاتية في العديد من مواقع التوظيف.
عزيزي إدوارد: في المرَّة القادمة؛ استخدم عنوان بريدٍ جديد فهو مجاني ويمكنك إنشاء بريد جديد كُلَّ يوم!

• في المرتبة الثانية:
في إحدى قنوات IRC المخصَّصة للدردشة، جرت المحادثة الآتية بين شخصين: الأوَّل اسمه المستعار "bitchhacker" والثاني "elch":
: ليش حذفتني من الغرفة؟
: ما حذفتك أنت عندك ping timeout
: شو؟ التوقيت بجهازي صحيح إنت حذفتني لأنّي كنت عم هكرك ههههههههه
: بس قلي عنوان الشبكة عندك واعتبر حالك ميت هههههه
: العنوان عندي 129.0.0.1
: لا لا العنوان هو 127.0.0.1
: أيوااا خلص خلال خمس دقايق الهارد عندك رح ينحذف كلو
: عندي برنامج بس بكتبلو عنوان IP وهو رح يدمرك
: قول باي باي هههههههه

بعد دقيقة واحدة
* checker Quit (~java@euirc-61a2169c.dip.t-dialin.net) Ping timeout# غادر الغرفة

طبعاً هذا أحد الأخطاء القاتلة؛ لأنّه استخدم البرنامج دون أيِّ خبرة أو معرفة سطحية بعلم الحاسوب، وهو ما يُسمَّى بـ طفل السكريبتات Scripts Kiddy، إذ إنَّ العنوان 127.0.0.1 هو العنوان المحلي الخاص بكل حاسب، أي إنَّ هذا الشخص قد هاجم نفسه فقط وسبَّب تعطيل حاسبه!

• في المرتبة الأولى:
على الرغم من أنَّ هذه القصَّة تُعَدُّ نوعاً من الإبداع، وتنمُّ عن ذكاءٍ منقطع النظير؛ لكنّها تسبَّبت -من ناحيةٍ- أُخرى لصاحبها بالسجن فترةً طويلةً من أجل لا شيء! حدث ذلك عندما اكتُشِفَ أنّ كاميرا السرعة الزائدة للسيارات - والتي تتوضّع على جوانب الطرقات - التقطت صورة للوحة السيّارة، ثُمَّ استخرجَ نظام تحليل الصور رقمَ السيّارة من الصورة وأرسلها لقاعدة بياناتٍ خلفيةٍ؛ وذلك لتحرير المخالفة.

استبدل صديقنا هذا لوحة سيارته ذات الرقم ('ZU 0666') لتصبحَ ('ZU 0666،0،0; Drop Database Table') وعندما أُرسلت العبارة السابقة إلى قاعدة البيانات، أدَّت لحذف البيانات المُخزّنة كافة، واعتقال صاحب السيَّارة التي تحمل اللوحة ZU0666.
المصادر:
هنا

هنا

هنا