كيف تتم صناعة الألعاب؟ (الجزء الأول)
المعلوماتية >>>> برمجة الألعاب
تقوم شركات تصنيع الألعاب بتسخير أفضل السيناريوهات التي تجمع المغامرة والخطر والشخصيات الجريئة والمتآمرة، بالإضافة إلى الدقة في رسومات الحاسب لإنشاء جوِّ من التفاعل بين اللعبة واللاعب، وإدخال اللاعبين داخل اللعبة لمنحهم تجربة مسليّة ومشوقة أكثر، كون سوق ألعاب الفيديو أصبح تنافسياً بشكل كبير.
قد تختلف الخطوات التفصيليّة التي تمرّ بها كلُّ لعبة من مطوِّرٍ إلى آخر، ولكن تبقى هناك المراحلُ الأساسية الموحّدة وهي التي ستكون نقطة تركيزنا في هذا المقال.
١- مرحلة تحديد مفهوم اللعبة:
كل الألعاب التي مرّت عليك بدأت بفكرة من داخل الشركة المصنِّعة للعبة أو من أفراد من خارج الشركة. وفي الحالتين يكون مفهوم اللعبة هو مجرد فكرة بسيطة عن اللعبة ومحتوياتها. كأبسط مثال على ذلك، قد تكون الفكرة عبارة عن لعبة مغامرات يتحكّم فيها اللاعب بسلاحف النينجا أو بشخصية معينة.
قد تكون فكرة اللعبة مستمّدة من شخصيات من خارج مجال الألعاب مثل شخصية من كتاب أو من مسلسل تلفزيوني أو من فيلم أو شخصية تاريخية. أو قد تكون فكرة اللعبة محاكاة لتجارب واقعية مثل الطيران والألعاب الرياضية والسباقات.
هناك العديد من البرامج لصنع ألعاب الفيديو، وقد طُوّرت هذه البرامج من قبل صنّاع الألعاب لتسهيل العمل وإيصال اللعبة إلى شكلها النهائي. ولكن هذا لا يعني أن تطوير الألعاب أمرٌ سهل، بل يحتاج كغيره من المجالات إلى الكثير من الممارسة، وبالطبعِ لن تكون لعبتك الأولى مثل الألعاب الاحترافية التي اعتدتَ أن تلعبها!
٢- مرحلة ما قبل الإنتاج:
الخطوة التالية في عملية صناعة اللعبة هي المرحلة التي تُسمّى بمرحلة ما قبل الإنتاج. يعملُ ضمن هذه المرحلة فريقٌ من المنتجين ومساعدي المنتجين والمصمّمين والمبرمجين والفنانين والكُتّاب الذين يتقيّدون بمتطلّبات اللعبة التي يقومون بتطويرها. على سبيل المثال، إذا كانت اللعبة عبارة عن محاكاة لتجربة واقعية، ستكونُ حرية الإبداع مقصورةً على ما هو مقبول ضمن نطاق هذا الحدث الذي تجري محاكاته. وكمثالٍ آخر، إذا كانت اللعبة التي يجري تطويرها تحت ترخيص شركة ديزني مثلاً، سيكونُ هناك قيودٌ حول محتويات القصة وأشكال الشخصيات وحركاتها وكلامها.
أما إذا كانت اللعبة من النوع الذي يستوجب خلق قصة، فستكون هذه الخطوة الأولى ضمن هذه المرحلة. خلق القصة هي أهم الخطوات لأنها تتضمّنُ تحديد الشخصيات والمؤامرات والحركات وطابع اللعبة العام. وبمجرد اكتمال القصة أو الحبكة، يتمُّ الانتقال إلى الخطوة التالية وهي تنظيم هذه العناصر مع بعضها باستخدام القصة المصوَّرة أو ما يُسمى باللوح القصصي.
اللوح القصصي هو عبارة عن تمثيل بصري يشملُ رسماً أوّلياً للشخصيات والمشاهد بشكل تسلسليّ وبعض النصوص لتوضيح ما يحدث في كلّ مشهد من اللعبة، أي أنه يتضمّنُ سلسلة من المشاهد والصور التي تواجه فيها الشخصيات تحدياً معيناً، وحتى تستطيع الشخصية مواجهة هذا التحدّي، عليها أن تتقنَ بعض المهارات المستخدَمة في كل مشهد.
الخطوة الثالثة في هذه المرحلة إلى جانب كتابة القصة وإنشاء اللوح القصصي، هي إنشاء وثيقة لوصف جميع جوانب اللعبة. تُسمى هذه الوثيقة «وثيقة تصميم اللعبة» وتتضمّنُ تفاصيلَ تتعلق بكل شيء في اللعبة من كيفية عمل القوائم وشكلها وتحركات الشخصيات والهدف من اللعبة والقواعد التي تحدد الفائز والخاسر في اللعبة وخرائط لكل مستوى في اللعبة. وفي هذه المرحلة يكون على المصمّمين ومهندسي البرمجيات أن يقرروا بعض الأشياء مثل الإجراء الذي سيحدث عندما يتمّ الضغط على زرٍّ معين مثلاً، وماهي العناصر التي يمكنُ التفاعل معها والتي لا يمكن التفاعل معها، وتحديد تفاصيل كيفية تفاعل الشخصيات التي لا يتحكم بها اللاعب مع تحرّكات الشخصيات التي يتحكم بها اللاعب ليكون المصمّمون والمبرمجون على علمٍ بالمهام التي يتوجب عليهم إنجازها.
صناعة الشخصيات (وتتضمّنُ الشكل الخارجي والشخصية أيضاً) جزءٌ مهم من اللوح القصصي، لأن اللاعبين سيتفاعلون بشكلٍ مباشر مع هذه الشخصيات، لذلك يجب على صانعي الألعاب أن يهتمّوا بكون هذه الشخصيات مثيرة للإعجاب.
تعطي هذه المرحلة الفرصةَ لأعضاء فريق العمل لإطلاق مخيلاتهم، وصقل البيئة التي ستجري بها أحداث اللعبة وذلك ضمن القيود التقنية للعتاد الذي سيتمّ فيه تشغيل اللعبة. كما يقوم الفريق أيضاً بإضافة مؤثرات خاصة لتضيف طابع الواقعية على اللعبة، وتشمل المؤثرات البصرية والصوتية، مثل سماع خطوات أقدام الشخصية، أو تغيير صوت تلك الخطوات لتعكس السطح الذي تمشي عليه. فمثلاً صوت المشي على أوراق يابسة سيكونُ مختلفاً عن المشي داخل كهف والصدى الذي سيصدر منه، حيث تعطي هذه الأشياء البسيطة واقعية كبيرة جداً للألعاب.
وبهذا نكون قد انتيهنا من المرحلتين الأولى والثانية. في مقالنا القادم سنستكمل الحديث عن بقية المراحل، فانتظرونا!
------------------------------
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
------------------------------