اختبارٌ مبكرٌ للحمل يتنبّأ باحتمال الإجهاض وباحتمال الحمل بالتوائم!
الكيمياء والصيدلة >>>> كيمياء حيوية
لكن قد يتغيّر هذا كلّه بفضل اختبارٍ طُوّرَ من قبل شركة MAP للتشخيص في بريطانيا.
يقول Stephen Butler مؤسّس الشركة: "هدفنا إبلاغُ الوالدين بإمكانية نجاحِهم في إنجاب طفلٍ بصحّةٍ جيّدةٍ."
يقوم الاختبار بتحليل البروتينات الموجودة في بول المرأة، ويتنبأُ باحتمال الولادة الناجحة أو احتمال خسارة الجنين (الإجهاض) أو احتمال حصول انسمامٍ حمليٍّ أو حتّى احتمال الحمل بتوأم.
استوحى الباحثون هذا الاختبار من عملية طفل الأنبوب IVF، حيث يتمّ عادةً انتقاء أكثر الأجنّة صحّةً لزرعها في رحم المرأة الخاضعة للعلاج.
تعتمد الطرق الحديثة على نزع خليّة من كلّ جنين، ثمّ إجراء تحاليلَ جينيّةٍ (وراثيّة) عليها للكشف عن الصبغيّات غير الطّبيعيّة، أو الطّفرات الوراثيّة التي سينتج عنها حملٌ غير سليمٍ. ورغمَ انتشارِ هذه الطريقة، إلا أنّها مكلفةٌ وقد تعطي نتائجَ خاطئةً.
"الطرق غير المنتشرة في الوقت الراهن مازالت في طور الاكتشاف" يقول Francisco Dominguez من مؤسسة IVF في إسبانيا، والذي كان يحاول استخدام البروتينات التي تفرزها الأجنّة للتنبؤ بصحتها.
تفرز الأجنّة بروتيناتٍ تظهر في المستنبتات التي يتمّ فيها الإلقاح في عمليات طفل الأنابيب أو في بول الأمّ الحامل للجنين. لذلك، عوضاً عن استخدام شرائط تحليل البول، بإمكان اختبار Butler- بالاستعانة بمقياس الطّيف الضوئيّ منخفضَ الكتلة والموجود في المشافي– أن يكشفَ عن هذه البروتينات في بول المرأة الحامل.
ولإعطاء التوقعات، استخدم فريقٌ من الباحثين خوارزميةً قاموا بتطويرها عبر القيام بتحاليل لعيناتٍ من 121 امرأةً حاملاً بين الأسبوع السادس والعاشر من الحمل، استطاعت الخوارزميّةُ تحديدَ الاختلافات بين البروتينات المأخوذةِ من العينات المختلفة، وبالتالي تحديد الأنماطِ البروتينية المرتبطة بحالات الإجهاض.
تمّ تقديم هذه النتائج في المؤتمر السنوي للجمعيةِ الأوروبية المختصّةِ بعلم الأجنة و الإنجاب European Society of Human Reproduction and Embryology.
استخدمت خوارزمياتٌ أخرى للتنبؤ باحتمالِ الحمل بتوأمٍ، أو باحتمالِ إصابة الجنين بخللٍ في الصبغيّات، أي أن يحمل صبغيّات شاذّة.
يعمل الباحثون حالياً على زيادة صقل الخوارزميات قبل تقديمِ الاختبار بشكل واسع، حيث تقوم الخطّة على إجراء تحليلِ لـ10،000 عينةٍ بهدف تحسين الكشف عن الشّذوذات الصّبغيّة والتي من الممكن أن تُسبّب متلازمة داون، قبل إنتاج وسائل كشفٍ يمكن استخدامها في المنزل.
يقول Zev Williams من كلية الطب في جامعة نيويورك: "سيكون اختبار احتمال الإجهاض هذا أمراً مفيداً، لكن فقط إنْ كان ذا دقّةٍ عالية، لأنّنا لا نريد إفزاعَ العديدِ من النساء بلا داعٍ ولا طمأنتهنّ بشكلٍ خاطئٍ."
يقول Dominguez: "فبالرغم من بقاء العديد من حالات الإجهاض مجهولةَ الأسباب، ولا يمكن تجنُّبها أو منعها، تبقى الاختباراتُ التنبؤيّةُ المعتمدةُ على البول اكتشافاً واعداً و مهمّاً للمستقبل."
المصدر:
هنا