مفارقة القدرة المطلقة
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> الفلسفة
تعود هذه المفارقة تاريخياً إلى القرن الثاني عشر وتنسب إلى ابن رشد، وقد شهدت تطوراً كبيراً حيث كانت حتى فترة ليست بالبعيدة إحدى القضايا الجدلية في الفلسفة. وتنص هذه المفارقة في شكلها البدائي على التالي:
إذا كان كائن ما "س" يستطيع القيام بكل شيء، فهو يستطيع إذاً خلق معضلة ما لا يستطيع هو نفسه أن يحلها، فيكون هذا الكائن من جهة أخرى عاجزاً عن القيام بشيء ما وتسقط عنه صفة القدرة الكلية! أما إذا كان هذا الكائن لا يستطيع خلق هذه المعضلة فهو أيضاً عاجز عن شيءٍ ما!
وقد اتخذت هذه المفارقة عدة أشكال عبر التاريخ وتعد مفارقة الصخرة أهم هذه الأنواع: هل يستطيع كائن ما كلي القدرة خلق صخرة لا يستطيع هو نفسه أن يرفعها؟ إذا كان لا يستطيع أن يرفعها فقد عجز عن شيء ما، أما اذا كان يستطيع رفعها فقد عجز عن خلق شيء ما لا يستطيع إنجازه، وحلا اذا بتحلا
لقد أثارت هذه المفارقة تاريخياً الكثير من الجدل إذ أننا غالباً ما نشير بالكلي القدرة إلى الله، فذهب الكثير من فلاسفة القرون الوسطى إلى نفي وجود القدرة المطلقة واندرجت هذه المشكلة في إطار الجدال الأزلي بين النسبي والمطلق.
فيما اعتقد فلاسفة آخرون أمثال ديكارت بوجود القوة المطلقة وعدم منطقية هذه المفارقة، لأن التفكير النسبي المحدود في أطر المنطق لا يستطيع أن يتعامل مع المطلق أو اللامنتهي بنفس القوانين التي تحكمه، فكلي القدرة سابق على قوانين المنطق المحدودة ومحيط بها.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا
الصورة تمثل أسطورة سيزيف الإغريقية، وهي الشخصية التي تكون مهمتها الأبدية رفع الصخرة إلى أعلى الجبل لرؤيتها تنحدر من جديد.