قضية دريفوس
منوعات علمية >>>> سلسة أكبر كذبات التاريخ
في مؤامرة شبيهة بالّتي اتبعها تيتوس اوتس سابقاً, بنيت هذه الفضيحة على كذبة أثّرت بشكلٍ كبيرٍ في السياسة الوطنيّة وأدّت إلى سنواتٍ طويلة من الكراهية. كان ألفريد دريفوس ضابطاً يهوديّاً في الجيش الفرنسي في أواخر القرن التاسع عشر عندما إتُّهم بارتكابه جريمة خيانة, وبيع أسرار عسكرية إلى ألمانيا.
بعد محاكمته الّتي حظيت بتغطية إعلامية مكثّفة, حَكمت السُلطات عليه بالسجن مدى الحياة في جزيرة ديفلز او جزيرة الشياطين
devil's island
واستخدمته الجماعات المناهضة للسامية كمثال عن اليهود الغير وطنيين. ومع ذلك، نشأت كثير من الشكوك حول أن الخطابات التي تثبت إجرامه مزورة وأن الرائد استهرازي هو الجاني الحقيقي. وعندما قدمت السلطات الفرنسية هذه الإتّهامات, اتّهم الروائي إميل زولا الجيش بالتستّر على الجريمة.
انتشرت الفضيحة وانفجرت في معركة ما بين المؤيدين لدريفوس, الذي أرادوا إعادة النّظر في القضية, والمناهضين له الذين لم يريدوا ذلك. على كلا الجانبين, وتطوّر الصراع ليصبح ليس صراعا حول براءة دريفوس فحسب, بل أصبح صراعاً على "مبدأ".
خلال 12 سنة دراميّة مثيرة للجدل, اندلعت أعمال شغب كثيرة معادية للسامية وتكونت أحزاب وجماعات سياسية ريثما دعا المؤيدين لدريفوس الى إصلاح.
وبعد اعتراف الرائد هيوبرت جوزيف هنري بتزويره الوثائق السياسية إنتحاره بعدها, تمّت إعادة فتح القضية من قبل مجلس الوزراء المنتخب حديثاً, ووجدت المحكمة دريفوس مذنب مرة اخرى, ولكنه سرعان ما حصل على عفو من الرئيس. وبعد سنوات قليلة وجدت محكمة الاستئناف أن دريفوس بريئ, وحصل على مرتبة مميّزة في الجيش وقاتل في الحرب العالمية الأولى. إلا أن هذه الفضيحة غيّرت وجه السياسة بشكل لن ينسى في فرنسا.