كيف تحضّر نفسك لمقابلة عمل؟
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> اقتصاد
بالإضافة إلى ذلك، تشكل المقابلة الفرصة المناسبة للمتقدم للتعرف على المنظمة عن قرب، وتقييم قدرته على الانضمام لهذه المؤسسة والعمل فيها، خاصة و أن الشخص العادي يمضي أكثر من ثلث يومه في الوظيفة التي يعمل بها. ولذلك فإنه من المهم أن تقرر ما إذا كانت هذه المنظمة هي المكان المناسب للعمل بالنسبة لك، وإن كان هذا العمل هو ما تريد القيام به، وكيف يساهم هذا العمل في تحقيق أهدافك على المدى الطويل.
تصنَف مقابلات العمل على عدة أشكال، فقد تكون المقابلة منظمة ومرتبة أو عشوائية غير مرتبة، كما قد تكون مقابلة رسمية أو عابرة، وقد تكون مقابلة تخصصية مهنية أو تقنية. بالإضافة الى ذلك فقد تكون المقابلة مع شخص واحد أو مع شخصين أو مع لجنة توظيف. كما أن للمكان الجغرافي للمتقدم وللمؤسسة أثر على المقابلة، فقد تكون المقابلة وجهاً لوجه، أو عبر الهاتف، أو عبر برامج التواصل كالـ Skype وغيره.
تختلف الأسئلة التي قد تواجهها كمتقدم باختلاف أنواع المقابلات، فقد تكون الأسئلة عامة وغير محددة تهدف للتعرف على المتقدم وجمع معلومات عامة. أو قد تكون أسئلة ظرفية، حيث يعرض المختص بالتوظيف ظرفاً افتراضياً معيناً أو حالة عملية ويطلب من المتقدم معالجة هذا الظرف من خلال خبرته ومؤهلاته. وقد يختار مختص التوظيف أن تكون أسئلة المقابلة سلوكية تعتمد على المنظومة السلوكية للمتقدم وكيفيّة تعاطيه مع حالات قد حدثت في الماضي، مع طلب أمثلة من تصرفات قام بها لمعالجة مواقف واجهها سابقاً، سواء في حياته الشخصية أو العملية. كما قد تختلف الأسئلة من مقابلة إلى أخرى في نفس الوظيفة، فقد تكون الأسئلة في المقابلة الأولى أسئلة عامة، ومن ثم تصبح أسئلة ظرفية أو سلوكية أو تقنية حسب ترتيب المقابلة.
يتوجب عليك كمتقدم للعمل القيام بعدة خطوات لزيادة فرصك في النجاح في تخطي مقابلة العمل، ومن المرجح أن يفيد الأخذ بهذه النصائح في النجاح في كافة أنواع المقابلات:
1- احصل على المعلومات:
يعتمد النجاح في مقابلة العمل، كما النجاح في الكثير من مناحي الحياة، على ما تعرفه وما تستطيع الحصول عليه من معلومات. يقول ميشرا في كتابه (التحضير للمقابلة الناجحة، 2012): "المعلومات هي إحدى أهم مقومات البحث عن عمل، وكلما ازدادت معلوماتك أصبح من الأسهل بالنسبة لك الحصول على مزيد من المعلومات، وبالتالي ازدادت فرص نجاحك. يقدّر المدراء وأصحاب المؤسسات الباحثين عن العمل الذين لديهم معلومات وافية عن المؤسسة وحاجاتها وطريقة عملها، لأن حصول المتقدم على هذه المعلومات يعد بنظر المدراء دليلاً على حماسة المتقدّم واهتمامه بعمل المؤسسة."
حاول الحصول على أكبر قدر من المعلومات التي قد تفيدك خلال المقابلة، تتضمن هذه المعلومات بشكل تقليدي معلومات عن العمل المطلوب والتوصيف الوظيفي للعمل والمسؤوليات المنوطة به، وماهي مواصفات الموظف المثالي الذي تبحث عنه المؤسسة. وتتعدى هذه المعلومات العمل نفسه لتتضمن معلومات عن المؤسسة بشكل عام وعن الشخص الذي ستقابله، تأكد من القيام بقراءة كافة المعلومات المتوفرة عن المؤسسة سواء في وسائل الإعلام أو على شبكة الانترنت، ومن المفيد أيضاً أن تحاول معرفة معلومات وافية عن الشخص الذي ستقوم بمقابلته. إن حصولك على هذه المعلومات سيفيدك في تعزيز ثقتك بنفسك خلال المقابلة، بالإضافة إلى تعزيز قدرتك على طرح أسئلة ومواضيع وأمثلة مرتبطة بالمؤسسة والعمل الذي تتمحور حوله المقابلة.
2- انتبه الى مظهرك:
يُغفِل الكثير من المتقدمين أهمية المظهر في مقابلات العمل. يتوجب عليك أن تتذكر بأن المختص بالتوظيف سيكوَن انطباعاً أولياً عنك من مظهرك الخارجي العام. يرغب المختص بالتوظيف بشكل عام بتوظيف أشخاص لديهم قواسم مشتركة مع المؤسسة وقيمها، لذلك حاول التعرف على سياسة الهندام في المؤسسة قبل المقابلة سواء عن طريق السؤال المباشر لموظف للموارد البشرية أو عن طريق المعلومات المتوفرة عن المؤسسة على شبكة الانترنت. وفي هذا السياق ينصح مختص الموارد البشرية جيفري آلان في كتابه (الاسئلة والأجوبة الكاملة لمقابلات العمل، 2004) المتقدمين للوظائف بأن يقوموا باختيار الملابس الرسمية والأنيقة بشكل دائم خلال مقابلات العمل. حيث لن يضرّك أن تكون رسمياً أكثر من المعتاد حتى وإن كانت سياسة الهندام في المؤسسة تسمح بملابس أكثر راحة، يتوجب عليك بكافة الأحوال الامتناع عن ارتداء الجينز أو الملابس الضيقة أو الكاشفة، أو التي تحتوي على رموز أو صور غير ملائمة، أو التي تحتوي عبارات سياسية أو دينية. بالإضافة إلى ذلك يتعدى الاهتمام بالمظهر العام الاهتمام بالملابس، ليتضمن النظافة الشخصية، وتسريح الشعر، والاعتناء باللحية، ونظافة الأظافر، والوشوم والحلي الظاهرة، وغيرها من المؤشرات التي قد تشكل مؤشراً هاماً على سلوكك واهتمامك بنفسك بشكل عام.
3- انتبه الى سلوكك:
إن سلوك المتقدم خلال المقابلة أهم من مظهره الخارجي في أغلب الأحيان، والقواعد السلوكية عن كيفية التصرف خلال المقابلة تتضمن عدد كبير جداً من النصائح التي قد تختلف باختلاف الأشخاص والشركات وبيئات العمل. من المهم أن تتذكر خلال المقابلة بأن الانطباع الذي تتركه تصرفاتك لدى المختص بالتوظيف هو ما سيذكره بعد المقابلة، وسيؤثر بشكل أو بآخر في قرار التوظيف، لذلك عليك الانتباه الى تفاصيل سلوكك، وينصحك المختصون بالتوظيف باتباع القواعد السلوكية الأساسية التالية:
-تجنب احضار المأكولات أو المشروبات لمقابلة العمل، ولا تأكل أو تشرب أو تدخّن أو تمضغ العلكة أثناء المقابلة.
-في حال صافحك المختص بالتوظيف، صافحه بثبات وثقة.
-تأكد من جلوسك بطريقة مستقيمة، وضع يديك فوق الطاولة بشكل مناسب.
-تحدث بصوت مسموع وقم باختيار جمل واضحة، وتواصل مع كل شخص يحضر المقابلة بالنظر وبالحديث.
-أحسن الاستماع للأسئلة وتأكد من عدم مقاطعة المتحدث معك خلال المقابلة.
-تجنب الحديث بعصبية أو بشكل سلبي عن عملك الحالي أو مديرك السابق، وحاول أن تتحدث بإيجابية عن تجاربك السابقة.
-تأكد أن تحضر معك نسخة عن سيرتك الذاتية وما يثبت مؤهلاتك وخبراتك العملية.
-في حال طلب منك ملئ استمارة توظيف أو معلومات أو الخضوع لاختبار من أي نوع، تأكد من الكتابة بخط واضح ومقروء.
وفي النهاية، تذكّر بأن الهدف من المقابلة يتعدى الحصول على أي عمل، فالهدف هو الحصول على العمل الذي ترغبه أنت وتستمتع بالقيام به. لهذا فإن تصرّفك بطريقة ايجابية وبمهنية عالية خلال مقابلة العمل سيكون له الأثر الطيب عند الموظف المختص بالتوظيف، سواء لجهة حصولك على العمل فوراً أو في المستقبل. تأكد من أن تكون واثقاً من نفسك وأن تظهر اهتمامك بالعمل واحترامك للمؤسسة وما تمثله بشتى الوسائل، فالمقابلة هي المرحلة التي تفصلك عن الحصول على الوظيفة التي ترغب بها.
المراجع
Allen، Jeffrey G. (2004). The complete Q & A Job interview book. John Wiley & Sons، Inc. 4th Edition. New Jersey، USA.
Mishra، Bibhu Prasad (2012) Preparing for a winning Interview. V & S Publishing; Hyderabad، Mumbai.
Redelman، Gavin F. (2012) Interview Secrets exposed. Gavin F. Redelman & Ventures Publishing Aps. [Available from]: هنا Accessed on 27th July 2015