قصة نجاح Napster
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> اقتصاد
منذ ستة عشرة عاماً، اثنان من المراهقين أحدثوا ثورة في طريقة مشاركة، تحميل، وسماع الموسيقى، شون فانينغ وشون باركر ابتدعوا مشروعاً ينص على فكرة بسيطة جداً ألا وهي منصة على الانترنت يتشارك فيها المستخدمون ببساطة وسهولة الأغاني التي لديهم من دون أي شروط أو قيود، وقد أطلقوا على هذه المنصة اسم نابستر .Napster
بدأت هذه الخدمة في 1 حزيران عام 1999، وسرعان ما انتشرت مثل فيروس يصيب كل مهووس بالموسيقى. كل مايتطلب منك هو فقط امتلاك جهاز كمبيوتر واتصال بشبكة الانترنت.
بحلول شهر آذار من عام 2000، كان لدى نابستر 20 مليون مستخدم وبعد أشهر قليلة كان لدى نابستر أكثر من ثلاثة أضعاف هذا العدد من المستخدمين.
في ذلك الوقت، فإن الشركة ومالكيها والموظفين فيها كانوا في مواجهة وتهديد مباشر من قبل (جمعية صناعة التسجيلات الأمريكية) ومجموعتها من المحامين، جنباً إلى جنب مع العديد من النجوم العالميين مثل ميتاليكا ودكتور دري والعديد من أيقونات الموسيقى المشهورة.
حيث يقول أحد أعضاء فرقة ميتاليكا:
"إذا أردنا بيع موسيقانا على شبكة الإنترنت، ومن خلال أي طريقة نختارها ، فإننا لن نستطيع ذلك إذا كان شخص مجاور لك يعطيك اياها مجاناً "
فانينغ وباركر أثروا بشكل كبير على النظام الذي كان معمولاً به لعقود، حيث كان النظام مصمم بعناية بحيث يسمح للفنان والمدير أو أي وسطاء بنسبة معينة من كل تسجيل يتم بيعه للناس. فكانت نابستر بالنسبة للمؤسسين هي العدو فهي شركة توفر وسيلة لسرقة الموسيقى دون دفع أية مبالغ مالية، وتكبدهم الكثير الكثير من الخسائر.
أما على الجانب الآخر كان الرأي مختلفاً، ف نابستر كانت تعتبر بطلة بالنسبة لمحبي الموسيقى، فقد وفرت لهم مايحبون وبالمجان بعيداً عن اي احتكار من قبل الشركات.
في عام 2002 القاضي الاتحادي ومحكمة الاستئناف في ولاية سان فرانسيسكو أقروا بأن نابستر مسؤولة عن انتهاكات حقوق النشر للشركات المساهمة والفنانين.
قدمت شركة نابستر عرضاً لشركات التسجيلات الأمريكية قيمته تقارب المليار دولار أمريكي مقابل تسوية النزاع القضائي الذي قد يجبر الشركة على إنهاء نشاطها. وقال مسؤولو نابستر إنهم يعرضون دفع مئة وخمسين مليون دولار أمريكي سنوياً لمدة خمس سنوات لكل واحدة من خمس شركات كبرى قاضت نابستر، بالإضافة إلى خمسين مليون دولار سنوياً لبعض الشركات المستقلة خلال نفس المدة.
وقالت شركات وارنر، وبي إم جي، وسوني، ووارنر، ويونيفرسال إن شركة نابستر كلفتهم مليارات الدولارات بانتهاكها لحقوق الملكية، لكن نابستر تقول إن مستخدميها لم ينتهكوا تلك الحقوق.
هيلاري روزين رئيسة رابطة صناعة التسجيلات الموسيقية الأمريكية قالت إن نابستر يجب أن تتقبل الأمر الفيدرالي بأن تمنع انتهاك حقوق الملكية عبر الخدمة التي تقدمها
وقالت روزين إن ذلك سيكون مثمراً بصورة أفضل من محاولة الدخول في مفاوضات تجارية، ونصحت الشركة بأن توقف المخالفات وتضاعف جهدها للعمل بطريقة قانونية. كما أضافت إن عرض التسوية الذي قدمته نابستر لا يقترب من القيمة التي تعتقد شركات التسجيلات الموسيقية أن نابستر مدينة لها بها.
توقفت نابستر عن نشاطها بشكل كامل بعد النزاعات القضائية التي استمرت لسنوات. بعدها أُعيد إحياء الموقع كخدمة لتدفق الموسيقى باشتراكات، ولكن الشركة تديرها الآن "بيست باي – Best Buy".
رغم انتصار شركات الموسيقى بالقضية إلا أنه يمكننا القول إن شون غير مسار بيع الموسيقى بشكل كامل ففكرة تحويل الموسيقى إلى ملفات صوتية وتبادلها عبر الانترنت أصبحت معروفة وشعبية ومتداولة عبر مواقع كثيرة يصعب حصرها ناهيك عن انتشارها بين الأفراد أنفسهم.
مما أدى إلى أن شركات صناعة الموسيقى نفسها بدأت بإنشاء مواقع انترنت خاصة بها تتيح للزبون تحميل المادة المطلوبة بثمن زهيد ليس كما كان يباع بالسابق بأسعار مرتفعة جداً.
يذكر أن شون باركر مهووس التكنولوجيا الكبير هو من أحد مؤسسين موقع فيسبوك ايضاً، وتقدر ثروته بأكثر من 2 مليار دولار.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا