آفات فموية قد تتطور إلى سرطان (الطلاوة)
الطب >>>> طب الأسنان
ما هي الطلاوة؟
الطلاوة هي عبارة عن لطخات patches (بُقع بيضاء) غير قابلةٍ للكشط قد تظهر على اللثة أو باطن الخد أو داخل الفم وأحياناً على سطح اللسان، ولا يعلم الأطباء بالتحديد سببَ هذه اللطخات ولكن التدخين يُعدُّ العامل الرئيسي المُتَّهم بتطورها.
السير السريري:
تشيع الحالة بشكلٍ أكبرَ عند المسنين، وتصيبُ الرجالَ أكثر من النساء بحوالي الضعف، كما تنتشر بكثرةٍ في بعض المناطق الجغرافية كالهند وتايوان حيث يشيع مضغ التبغ ومنتجاتٍ أُخرى مشابهه كالقات.
وقد تظهر الطلاوة بأشكالٍ مختلفة، وفي أماكنَ متعددةٍ كاللثة أو باطن الخد أو قاعدة الفم أسفل اللسان أو على اللسان.
ومن أشكالها:
- لطخات بيضاء أو رمادية غير قابلةٍ للكشط.
- منطقة غير منتظمة السطح.
- سماكة أو قساوة في بعض المناطق.
- مناطق مرتفعة ومُحمَّرة (الطلاوة الحمراء) والتي تحمل خطورةً أكبر للتحوُّل الخبيث.
- غير مؤلمةٍ عادةً ولكنها قد تؤلم عند التّماس مع المواد الحمضية أو الطعام الحار أو المُخرِّشات الأخرى.
هنالك نوعٌ خاصٌ يُدعى بالطلاوة المُشعَّرة Hairy Leukoplakia (يعود الاسم لشكلها النسيجي عند فحصها تحت المجهر وليس لشكلها السريري) تصيب بشكلٍ أساسيٍ الناسَ الذين لديهم ضعفٌ في جهازهم المناعي كمرضى الإيدز أو المرضى الذين يتلقون المعالجة الكيماوية. وتتظاهر على شكل آفاتٍ بيضاء تبدو كطيَّةٍ على أحد جانبي اللسان وغالباً ما يختلط تشخيصها بتشخيص الفطور الفموية التي تظهر أيضاً عند مرضى نقص المناعة ولكنها قابلةٌ للكشط بعكس الطلاوة.
متى تنبغي مراجعة الطبيب؟
قد تكون بعضُ القرحات الفموية مؤلمةً أو مزعجةً للمريض ولكنها غيرُ خطرة، وبالمقابل قد تكون بعضُ القرحات مؤشراتٍ لأمراضٍ أكثرَ خطورةً لذا ينبغي مراجعةُ الطبيب في حال:
- لويحات بيضاء أو قرحات داخل الفم لم تتحسن خلال أسبوعين من تاريخ ظهورها.
- لطخات بيضاء أو حمراء أو قاتمة داخل الفم.
- أي تغير دائم في أنسجة الفم.
ما هو سبب هذه الآفات ؟
بالرغم من عدم معرفة السبب الحقيقي الكامن وراء الطلاوة إلا أنّ التبغ (سواءً السجائر أو الأشكال الأخرى التي تمضغ منه) يُعدُّ مسؤولاً عن معظم الحالات. وتصيب الطلاوة الأشخاص الذين يستخدمون التبغ بأشكال أخرى غير السجائر كالغليونpipe مثلاً في الأماكن التي يحصل فيها التّماس بين مخاطية الفم والتبغ. ويُتَّهم الاستخدام المزمن للكحول و تخريش النسج الفموية بسبب الأسنان الشئزة rough teeth أو الأجهزة المتحركة السنية (أطقم الأسنان) غير المناسبة أو الحشوات أو الجسور الخشنة بالمساهمة في إحداث الطلاوة، بالإضافة للإصابات الفطرية كالمبيضات candidiasisحيث لُوحظ وجود ترافق كبير بين الحالتين، وعوز الفيتامينات (A+B) وبعض الاضطرابات الغدّية.
عندما يُصاب المرء بفيروس ابشتين بارEBV فإن الفيروس يبقى كامناً في الجسم مدى الحياة، ولكن عندما يضعف الجهاز المناعي نتيجة مرضٍ ما أو استخدام بعض الأدوية فإن الفيروس يتفعَّل من جديد ليُسبب العديد من الحالات ومنها الطلاوة المُشعَّرة.
تشيع الطلاوة المُشعَّرة عند مرضى الإيدز، وتخفف المعالجة الثلاثية للإيدز من عدد هذه الحالات إلا أنها مازالت شائعة عند الكثير منهم، وقد تكون في بعض الحالات التظاهرة الأولى للمرض كما أن تطورها عند مريض يتلقى العلاج يُعدُّ دليلاً على فشل العلاج.
الجزء الثاني :
سليمة أم خبيثة ؟
لا تُسبب الطلاوة عادةً ضرراً دائماً لأنسجة الفم، ويُعدُّ سرطان الفم من أخطر مضاعفات الطلاوة حيث تقترح الدراسات أنَّ نسبة سرطان الفم عند مرضى الطلاوة مجهولة السبب أكبر لذا تُعتبر الطلاوة مجهولة السبب حالةً قبل سرطانية حيث من الممكن أن تبدي اللطخات نفسها تغيُّراتٍ سرطانية .
وتتراوح نسبة تحول الإصابة لسرطان في الدراسات المختلفة بين 0.6-20%.
وتزيد بعض التظاهرات من الاشتباه بالآفة وخطورة تطورها للخباثة ومنها :
- النمط الثؤلولي verrucous .
- التقرحات والتآكلات في الآفة.
- وجود عقيدات nodule.
- صلابة محيط الآفة.
تترافق الآفات المُتوضعة على أرض الفم والسطح السفلي للسان مع خطورة تسرطن أكبر.
ويبقى الفحص النسيجي للآفة الطريقة الأمثل لتحديد طبيعة الآفة أو احتمال خباثتها لذا ينبغي أخذ خزعة من أي آفة مشتبهة ودراستها نسيجياً.
أما الطلاوة المُشعَّرة فليست مؤلمةً عادةً ولا يمكن أن تتطور إلى سرطان، ولكنها قد تشير إلى احتمال الإصابة بالإيدز.
العلاج:
يعتمد العلاج على إيقاف السبب المُخرِّش كمعالجة الأسنان الشئزة أو البدلات السنية غير المنتظمة، ويشفي التوقف عن التدخين والكحول الحالة عند أغلب المرضى.
ولكن عندما لا تتراجع الطلاوة بعد وقف التدخين والكحول أو تبدي بعض العلامات السرطانية فمن الضروري إزالتها وذلك بواسطة الجراحة التقليدية أو الليزر أو المعالجة القرِّية(معالجة بالتبريد) cryotherapy.
ومن الضروري الاستمرار بالمتابعة الدائمة وفحص الفم بشكلٍ دوريٍ بعد الاستئصال للبحث عن أي تبدُّلاتٍ غير طبيعية.
معالجة الطلاوة المُشعَّرة:
لا تحتاج الطلاوة المُشعَّرة لأي علاج، فهي لا تسبب أي أعراض كما أنها لا تحمل أي خطورةٍ سرطانية. وهي قابلة للعلاج باستخدام مُضادات الفيروسات الجهازية كال acyclovir، أو المعالجة الجهازية بالأدوية المضادة للإيدز، كما يمكن استخدام الأدوية الموضعية فوق الآفة مباشرة كال podophyllum، ولكن قد تنكس الآفات بعد وقف العلاج مباشرةً.
الوقاية:
- تجنب كل منتجات التبغ.
- تجنُّب أو تقليل استهلاك الكحول: يعدُّ الكحول عامل خطورةٍ في كلٍ من الطلاوة وسرطان الفم، ويسهل استخدام الكحول مع التبغ من قدرة المواد السامة في التبغ على اختراق مخاطية الفم وإضرارها.
- يساعد النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضروات الطازجة في الوقاية من الطلاوة وسرطان الفم.
- معالجة النخور السنية وإصلاح البدلات السنية.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
حقوق الصورة:
www.dentalaegis.com