التغيرات المصاحبة للتقدم في العمر (3) ...التغيرات على مستوى الرؤية
الطب >>>> مقالات طبية
تحدث بعضُ التغيراتِ عندما يتقدم الناس في السن، يمكن أن نجملها بما يلي:
أولاً- التغيراتُ الوظيفيةُ:
1- تناقص مرونةِ عدسة العينِ وهذا ما يجعل عمليةَ المطابقةِ (رؤية الأجسام القريبة) أصعبَ من ذي قبل، ويفسر لنا لماذا يَعمَدُ المسنّون إلى إبعاد الصحفِ والكتب عن أعينهم أثناء القراءةِ، حيث يلاحظ العديدُ من الناس بعد سنِّ الأربعين أن رؤيةَ الأجسام على مسافة أقرب من 60 سم تصبح أصعب من ذي قبل، وتسمى هذه الحالة مدَّ البصر الشيخي (presbyopia).
2- تصبح بنية عدسة العين أكثر كثافةً مما يجعل الرؤية في الإنارة الخافتة أصعب من ذي قبل، وذلك لأن كثافة العدسة تسمحُ لكمية أقل من الضوء بأن تعبر إلى الشبكية التي يحدث فيها بعض التغيرات بدورها حيث تصبح أقل حساسيةً كما أن الخلايا المستقبلة للضوء تصبح أقل عدداً مع التقدم بالعمر وذلك يتطلب إضاءةً جيدةً ومجهوداً أكبر أثناء القراءة، حيث أن الإنسان ذو الستين عاماً يحتاج إضاءة أكثر بثلاث مرات من شابٍّ بعمر العشرين عاماً.
3- تغير لون عدسة العين ليصبح مائلاً للصفرة مما يؤدي إلى تأثر عملية إدراك وتمييز الألوان؛ فمثلاً قد يبدو اللونُ الأزرق مائلاً للرمادي عند بعضِ المسنّين.
4- تصبح استجابةُ الحدقاتِ بطيئةً نوعاً ما تجاه تبدُّلات الضوء، حيث تتضيَّق بشكل طبيعي في الإنارة القوية وتتّسع في الإنارة الخافتةِ لتساعدَ على تمرير أكبر كميةٍ من الضوء، ولكن يمكن لتأخّر هذه العملية أن يسبِّبَ صعوبةً لدى المسنِّ في التأقلم عند الانتقال إلى ضوء خافت أو غرفة معتمة فلا يتمكَّن من الرؤية، وهذا ما قد يسبّب سقوطَ العديدِ من المسنين، والعكس صحيح أيضاً عند انتقال المسن إلى مكان فيه إضاءةٌ قوية حيث تطول فترةُ الانبهارِ من الضوء.
5- تناقصٌ في عدد خلايا العصبِ البصري وانكماشُ بعضِها ممَّا يؤثر على وضوح الرؤية ويسبب سوءاً في إدراك الرؤية من قبل الدماغ وصعوبةً في تمييز الألوان، كما يؤثر ذلك على قدرة المسنّين على الحُكم على المسافات وخصوصاً لمن يقودُ السياراتِ مما يزيد من نسب تعرُّضهم للحوادث.
6- تضطرب ساحةُ الرؤيةِ قليلاً لدى المسنِّ فقد يرى بقعاً سوداءَ متحرِّكةً ضمنها، وتدعى هذه البقعُ "العوائم" (Floaters) - وهي أجزاءٌ صغيرةٌ من السائل الطبيعي الموجودِ في العين وقد تماسكَت مع بعضها وأخذَت قواماً صلباً- ولا تؤثر العوائم بشكلٍ كبيرٍ على الرؤية ما لم يصبح عددُها وتواترُ ظهورِها كبيراً.
7- تصبح العين جافةً وأقلَّ رطوبة، ويحدث هذا الأمر بسبب تناقصِ عدد الخلايا المفرزةِ للسوائل التي ترطب كرةَ العين، وقد يتناقص إفرازُ الدمع.
ثانياً- التغيرات الظاهرية في العين:
1- قد يتبدَّل لون الصُّلبة الى اللون الأصفر أو البني وذلك بسبب التعرض المزمن لأشعة الشمس (الأشعة فوق البنفسجية) والرياح والغبار.
2- قد تظهر بعض الحلقات الرمادية المائلة للأبيض على سطح العين بسبب تراكم أملاح الكالسيوم والكوليسترول مع التقدم في العمر، ولا تؤثر على البصر.
3- قد يحدث تغير في وضعية الأجفان في كلا الجانبين معاً وخصوصاً الجفن السفلي، حيث أن الضعف في العضلات المحيطة في العين وتمدُّد الأربطة يجعلان الجفنَ منقلباً للخارج (المصطلح العلمي لهذه الحالة هو الشتر الخارجي للجفن ectropion) وبالتالي يفقد وظيفةَ إغلاقِ العين التي تلعب دوراً في حمايتها وترطيبها، مما يساهم في جفاف العين واحمرارِها وحدوثِ التهيّجِ وازديادِ فرصة حدوث الالتهاباتِ إضافةً إلى التدميع المستمر.
4 – قد تبدو العينُ غائرةً في الوجه وذلك بسبب تناقص كمية الدُّهن المحيطة بها.
المصادر:
مصدر المقدمة:
هنا
مصدر المقال كاملاً:
هنا
حقوق الصورة:
www.thinkstockphotos.ca