البيوت ذات القباب الطينيّة في شمالي سوريا (Beehive houses)
العمارة والتشييد >>>> التصميم المعماري
الإستدامة ليست فكرة حديثة، بل إنّها مفهوم قديم جدّاً وقد وجدت منذ قرون.
لقد تغلّب الشرق أوسطيّون على الحرارة دون استخدام مكيّفات الهواء أو أيٍّ من التقنيّات الحديثة المستوردة التي نجد نفسنا عاجزين عن الحياة من دونها اليوم، لماذا لا نتعلّم من التاريخ عوضاً عن التغنّي به فقط؟!
البيوت ذات القباب الطينيّة في شمالي سوريا (Beehive houses)أو منازل خلايا النحل بالانكليزية
قد قامت هذه المساكن المصنوعة من الطين والقش والحجارة بحفظ السوريين من درجات الحرارة المرتفعة منذ ثلاثة آلاف وسبعمائة سنة قبل الميلاد، ولا تزال تستخدم حتى اليوم.
كونها صمّمت لتلائم المناخ الصحراوي, قد منعت هذه المنازل الطينيّة الحرارة من الدخول إليها بعدّة طرق - تعمل جدرانها الطينيّة كعازل حراري بحيث تحافظ على البرودة داخل الفراغ وتمنع الشمس الصيفيّة الحارّة من اختراقه. حيث كانت تحوي عدداً قليلاً جداً من الفتحات إن لم تكن خالية منها تماماً.
القباب العالية مخروطيّة الشكل تجمع الهواء الساخن وتسمح له بالخروج من الفراغ عن طريغ فتحة في قمّة القبّة، مبعدةً بذلك الهواء الساخن عن السكّان النائمين في أسفل القبّة.
عدا عن التخلّص من الهواء الحار لهذه القبّة وظيفة أخرى وهي وقاية الطوب الطيني الذي يشكّل هذه المنازل من مياه الأمطار، فبسبب انحدارها الشديد تنزلق مياه الأمطار عنها بسرعة قبل أن يقوم الطين بامتصاصها.
يتميّز الفراغ الداخلي لهذه المنازل بظلمة شديدة حيث أن معظمها بني دون نوافذ، ولكن على الرغم من الإنارة
الضعيفة في هذه المنازل إلّا أن ذلك يحمي القاطنين من الرياح الصحراويّة القاسية كما يقيهم من حرارة الشمس.
بهذه الطريقة الطبيعيّة للعزل الحراري يحافظ المنزل على حرارة داخليّة بين ٢٣ - ٢٩ درجة مئويّة بينما قد تتجاوز الحرارة في الخارج ٥٠ درجة مئويّة في المناطق الصحراويّة.
يمكن العثور على هذه المنازل في المناطق الصحراويّة والمدن الحارّة، تم العثور على معظمها ضمن المجتمعات الزراعيّة في المناطق الريفيّة، كقرى محافظتي إدلب وحلب السوريتين. تستخدم هذه المنازل الطينيّة عادةً للسكن والتخزين.
----------------------
ليلى السّعدي
--------------
مراجع:
هنا
هنا
هنا
هنا
حقوق الصورة: James Gordon