حتى الثَّلجُ لم يَعُد كافياً - تأثيرُ تغيرِ نمط الهَطل الثلجيّ على مخزونِ مياهِ الشرب.
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
تَضمَّنت الدراسة التي نُشرت في 12 تشرين الثاني تحليلَ 421 حوضاً صباباً من نِصف الكرةِ الأرضيَّة الشمالي تُخَدِّمُ ما يُقارب 1.45 مليارَ شخصٍ، يُعتبر هؤلاء الأكثرَ حساسيَّة للتغيراتِ المناخية بسببِ اعتمادهم الكبيرِ في تأمين المياه على ذوبانِ الثلوج. فالثلجُ هو المخزون الطبيعي لمياهِ الشرب بالنسبةِ لهم وستنخفضُ كثافَتُه في حالِ زيادةِ تساقط الأمطار عِوضاً عن الثلوج بتأثيرِ التغيُّر المناخي. ومِن أهمِّ هذه الأحواضِ الحسَّاسة على سبيلِ المثال حوضُ نهرِ السِّند المشترك بين أفغانستان والصين والهند وباكستان.
ويقول عالِمُ المَناخ من جامعة كُولومبيا، جُوستين مانكين وهو المُؤلِّف الرَّئيسي للمقال أنَّ الزِّيادة والنُّقصان في تَساقُط الثلوج تَتَّسق تماماً مع ظّاهرةِ الاحتباس الحراريِّ ويجبُ علينا أن نَستعد لكلا الحالتين.
حدَّدت الدراسَة المناطق التي تضمَّنت طلباً مرتفعاً للمياه بالتزامُن مَعَ وُجود دورٍ كبير لذوبان الثلوجِ في الدَّورة الهيدرولوجية، وتبعاً لوولتر إيميرتزيل المختصِّ بالعلوم الجيولوجية من جامعةِ أوتريخت في هولندا، سيُعاني سكانُ المناطق النائية أكثرَ من غَيرهم، لا سيما في المناطقِ الجبلية فكلَّما اقترَب التجمُّع السكنيُّ من المَصدر زادَ اعتماده على ذوبان الثلوج.
إن حمايَة هؤلاء المعرَّضينَ لآثارِ تغيُّر أنماطِ الهطُول الثلجي يتطلَّب استجابةً وتكيّفاً على المستوى المحليِّ، ويتضمن ذلك استجاباتٍ على الصعيد القانوني في بعض المناطقِ وتغييراتٍ في البنى التحتية والتقنياتِ المستخدمة في بعضها الأخرى.
افترضتِ الدراسةُ لتسهيلِ العمل أن احتياجاتِ كل شخصٍ من المياه ستبقى على حالها خلالَ القرنِ المُقبِل، إلَّا أنَّ تَزايدَ عددِ السكان واختلافَ أنماطِ الاستهلاك سَيَتَسَبَّبُ في زيادةِ الطَّلب على المياه، ويُعتبرُ البشرُ أكبرَ مصدرٍ لعدمِ الدِّقة في مِثل هذه الدِّراسات حيث سَتُحدِّد أنماطُ الاستهلاكِ في المستقبل وجهودُ ترشيدِ استهلاكِ المياه مقدارَ تأثُّر كلِّ مَنطِقة مِن مناطقِ العالم بالتغيرات المناخيَّة في مجالِ تَغطيةِ الطَّلبِ على المياه.
وعلينا أن نَضَع بالحسبانِ أنَّ الضغوطاتِ اليوميَّة التي تَرزحُ تَحتَها مختلفُ الحكوماتِ والدولُ لتأمينِ احتياجات شعوبها تقفُ عائقاً في وجهِ جهودِ ترشيدِ الاستهلاك. حتى عندما تَعِي الحكوماتُ أهميةَ وضعِ الاستراتيجياتِ والتخطيطِ لمجابهةِ العجز المائيِّ في المستقبل، فهي بالكادِ قادرةٌ على التعاملِ معَ مشاكلها المتنوعة قصيرةِ الأمدِ كالنزاعاتِ والكوارث الطبيعية وتَبدو هذه المعضلةُ أشدَّ وُضوحاً في البُلدانِ النامية.
المصدر
هنا