الدور العلاجي للمكملات الغذائية - علاج ارتفاع الضغط الشرياني
الغذاء والتغذية >>>> مدخل إلى علم التغذية
للأسف يدعى هذا المرض ب"القاتل الصامت" ذلك أنه لا يملك أعراضاً أو مؤشراتٍ واضحةً وغالباً يصاب المرء فيه لعدة سنوات قبل أن يكتشف الإصابة، لذلك من المهم جداً أن يقوم الشخص بقياس الضغط بصورةٍ منتظمة.
بعيداً عن الأدوية التقليدية والشائعة المستخدمة في العلاج، سنتعرف في هذا المقال على دور بعض المكملات الغذائية المشهورة في علاج ارتفاع الضغط الشرياني.
وفي حين أنه يفضل أن يتم الحصول على المواد الغذائية عن طريق الطعام، لكن مما لاشك فيه أنه يمكن أن تؤخذ بعض المكملات الغذائية على شكل كبسولاتٍ أو حبوب. والجدير بالذكر أنه لابد من استشارة الطبيب المختص قبل إضافة أي من هذه المكملات للخطة العلاجية، فبعضها فد يتعارض مع الأدوية الموصوفة مسبقاً ويؤدي إلى آثارٍ جانبيةٍ قد تكون خطيرة أحياناً.
1. الأوميغا 3: تساعد في خفض الكوليسترول وقد تساعد أيضاً في خفض ضغط الدم.
في معظم الدراسات تم استخدام جرعاتٍ عاليةٍ جداً من الأوميغا 3 لخفض ضغط الدم في حين أنه لم يتم التحقق من أن الجرعات الأقل تمتلك الفاعلية نفسها. وهنا لابد من الانتباه إلى أن استخدام الجرعات العالية بشكل مستمر يزيد من خطورة الإصابة بالنزيف خاصةً في حال كان المريض يتناول مسبقاً أدويةً كمميعات الدم مثل الوارفارين warfarin)) أو الكلوبيدغريل (Clopidogrel) أو يستخدم الأسبرين بشكل يومي. في سياق متصل يعتبر تناول الأسماك للحصول على الأوميغا 3 أكثر أماناً، فجمعية القلب الأمريكية The American Heart Association تنصح بتناول الأسماك مرتين أسبوعياً وخاصةً أسماك المياه الباردة كالسلمون وسمك الهلبوت Halibut التي تعتبر مصادراً جيدة لأحماض الأوميغا 3، للمزيد حول الأوميغا 3 يمكنكم متابعة المقال التالي هنا.
2. فيتامين D: أظهرت نتائج دراسةٍ جديدةٍ نشرتها مجلة The Lancet Medical Journal اعتمد فيها على بيانات ما يزيد عن 146 ألف مريض من أوروبا وأمريكا الشمالية، أن ارتفاع مستوى تركيز فيتامين D في الجسم قد ينقص من خطر الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني، فعند زيادة تركيز فيتامين D بمقدار 10% تنقص احتمالية الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني بمقدار 8%.
يعتبر التعرض لأشعة الشمس المصدر الأساسي للحصول على الفيتامين D إضافةً إلى أنه يمكن الحصول عليه من الوارد الغذائي كالبيض والأسماك الدهنية كالتونا والسلمون، للمزيد حول الفيتامين D يمكنكم متابعة المقال التالي هنا.
3. مكملات حمض الفوليك: إنَّ النساء اللواتي يتناولن حمض الفوليك سواءً عن طريق الطعام أو المكملات، أقل عرضةً للإصابة بارتفاع الضغط الشرياني. هذا ما أظهرته دراسة جديدة نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية The Journal of The American Medical Association.
أشارت هذه الدراسة أن النساء الشابات اللواتي حصلن على ما لا يقل عن 1000 ميكروغرام من حمض الفوليك يومياً سواءً عن طريق الطعام أو المكملات كانت احتمالية إصابتهن بارتفاع الضغط الشرياني أقل بنسبة 46% بالمقارنة مع النساء اللواتي حصلن على أقل من 200 ميكروغرام من حمض الفوليك يومياً.
حمض الفوليك هو عبارة عن فيتامين B9 ويعرف أيضا بالفولات. يتواجد بشكلٍ طبيعيٍ في الخضراوات الداكنة الورقية والفواكه الحامضية والعدس ويمكن الحصول عليه أيضاً إما عن طريق المكملات أو الأغذية المدعمة بحمض الفوليك كالخبز وحبوب الإفطار.
يعتقد الباحثون أن حمض الفوليك ينقص من خطورة ارتفاع الضغط الشرياني عن طريق تحسين تدفق الدم من جهة أو زيادة ارتخاء الأوعية الدموية من جهة أخرى. وحول ما إذا كانت المكملات أكثر أهميةً من الطعام كمصدر لحمض الفوليك، أظهر الباحثون أن هناك علاقةً مهمةً ما بين تناول مكملات حمض الفوليك وخفض خطورة ارتفاع الضغط الشرياني في حين أن هذه العلاقة غير واضحة بالنسبة لحمض الفوليك الذي يتم الحصول عليه من الطعام.
4. المغنيزيوم: أشارت الدراسات إلى أن تناول 500-1000 ملغ يومياً قد ينقص من قيمة الضغط الشرياني Blood Pressure بمقدار 2.8- 5.6 ملم زئبقي.
إن مشاركة المغنيزيوم مع البوتاسيوم إضافةً إلى التقليل من تناول الصوديوم يؤدي إلى نتائج على صعيد خفض الضغط الشرياني أكثر أهميةً من أن يؤخذ المغنيزيوم وحده، وإن فعالية هذه المشاركة قد تعادل الأدوية المستخدمة في هذا السياق.
ربطت الدراسات بين العيوب الوراثية في نقل المغنيزيوم وارتفاع الضغط الشرياني والإصابة بالأمراض القلبية.
من جهةٍ أخرى أظهرت الدراسات أنه عند تناول مكملات المغنيزيوم (عن طريق الفم) فإنها تعمل كحاصر لقنوات الكالسيوم، تزيد من مستويات أوكسيد النتريك وتحسن من الخلل الوظيفي الغشائي وتحدث توسعاً في الأوعية الدموية بصورةٍ مباشرةٍ وغير مباشرة. كل ما سبق يشير إلى دور مكملات المغنيزيوم في خفض الضغط الشرياني.
أخيراً وبعد تسليط الضوء على أشهر المكملات المستخدمة في علاج ارتفاع الضغط الشرياني لابد من التذكير أن التقيد بالخطة العلاجية، تناول بعض المكملات بعد استشارة الطبيب، التقليل من تناول ملح الطعام، النشاط البدني، الحفاظ على وزنٍ صحيٍ مثاليٍ والابتعاد عن تناول الكحول كلها أمور هامة وضرورية لضبط الضغط الشرياني والتعايش مع هذا المرض.
المصادر:
1. هنا
2. هنا
3. هنا
4. هنا
5. هنا