في أغلب الأوقات يمكن للبحّـار اختيار نوع السفينـة التي يريد أن يعمل على متنهـا. ولكُـلِ نوع من السّفن إيجابياته وسلبيّاته عندما يتعلّق الأمـر بالعمل على سطحهـا. دعونـا نتعرّف أكثر عـن هذا الموضوع من خلال المقال التّالي:
تكـون خيارات البحّـارة عادةً منحصرة بين العمل على السفن الناقلة للمواد السائلة أو المواد الجافة (سفن الحاويات، ناقلات البضائع السائبة*، وغيرها).

وإنّ اختيار الإبحار على متن سفن الحاويات أو ناقلات النفط والغاز والمواد الكيميائية يعتمد على عوامل رئيسية وهي:

- التجربة الأولى للبحّار على أحد النوعين.

- عدد سنوات العمل على السفن الجافّة أو الناقلات.

- الشواغر المتوافرة على السفن والشهادات المطلوبة للعمل على الناقلات.

- عوامل شخصية (تعتمد على تفضيل البحّار لأحد هذه الأنواع)

- المردود المادّي.

سألنا بعض البحارة عن العوامل الّتي يعتمدون عليها قبل الانضمام إلى طاقم السّفينة، وحصلنا على إجابات مثيرة للاهتمام.

لوحِظ أنّ نسبة قليلة فقط من العاملين على الناقلات عادت للعمل في سفن الحاويات، وهذا يعود لاختيار الأغلبيّة المتبقّية المردود المادي، حيثُ أن المردود المادي يعتمد هنا على خطورة العمل وخطورة البضائع الّتي تحملها السفينة، فأي حادث قد يعني الموت المؤكّد للبحّارة، وبالتّالي فإنّ العمل على متن الناقلات يعدّ من أخطر الأمور في مجال النقل البحري ويتطلّب إجراءات ومعايير عالية في مجال السلامة والأمان.

وعلى أساس مسح موجز، وضعنـا بخطوط عريضة بعض مزايا وعيوب الناقلات وسفن الحاويات.

(سفن الحاويات، وناقلات البضائع السائبة، وغيرها)


Image: www.shutterstock.com

- من المعروف أنّ سفن الحاويات تشغـل مساحات واسعة من الموانئ أكثر من الناقلات، وهي مفضّلة لمن يرغبون في زيارة العديد من البلدان حيث أنّهـا تصل لميناء جديد كل يومين أو ثلاثة أيّـام مع بقائها ليوم واحد في كل ميناء على الأقل. أمّـا بالنسبة لناقلات البضائع السائبـة* فهذه السفن تبقى طويلاً في الميناء حيث يمكن أن تستمر فترة وقوفها لأكثر من شهر.

- وقت الإبحار في سفن الحاويات أقل بكثير من وقت الإبحار في الناقلات، وبالتالي فهي تناسب أولئك الّذين يعانون من دوّار البحر.

- سفن الحاويات تعدّ أقل خطورة من الناقلات بسبب نوع البضائع الّتي تحملها.

- خيارات الاتّصال أفضل على سفن الحاويات حيث يمكنك شراء بطاقة (sim) محليّة والتحدّث مع أحبّائك في أغلب الأوقات.

- المهندسون البحريّون على متن سفن الحاويات غير منخرطين في عمليّات الشحن والتفريغ في الموانئ خلافاً لأولئك الّذين يعملون على الناقلات.

- العديدُ من البحـارة يشعرون بأنّ الترقيات على متن سفن الحاويات تجري بشكل أسرع من الناقلات.

(نـاقلات النفـط والغـاز والمواد الكيميـائيّـة)

Image: www.marineinsight.com

- كثير من النّاس يختارون العمل على متن ناقلات النفط بسبب مردودها المادّي العالي بالمقارنة مع سفن الحاويات، حيث يحصل الضابط البحري في ناقلات النفط على مردود يعادل 1.5 ممّا يحصل عليه نظيره في السفن الجافة. وبالنسبة لكثير من البحارة في نهاية المطاف، إنّ العمل في البحر هو من أجل الحصول على أكبر قدر من المال.

- الإبحـار أطول بالمقارنة مع سفن الحاويات، وهذا يناسب أولئك الّذين يفضّلون الإبحار الطويل، كما أنّهـا تقصد عدداً أقل من الموانئ.

- يتمّ اتّباع أعلى معايير الأمان والسلامة على متن ناقلات النفط، فيشعر البحّـارة بأنهم أكثر أماناً.

- عمليّـات مناورة وشحـن أقل من تلك الّتي تحدث في سفن الحاويات بسبب زيارتها لعديد من الموانئ.

- معدّل الترقيـات أبطأ.

- تمّ إثبات أن العديد من المخاطر الصحيّـة تنجم عن الإبحار المتواصل في ناقلات النفط.

- العمل على ناقلات النفط يعني المزيد من الإدّخـار بالمقارنة مع السفن الجافة فإن البحّارة في سفن الحاويات يمكنهم إنفاق أموالهم بشكل أكبر بسبب كثرة الموانئ الّتي تقصدهـا سفنهم بعكس الناقلات.

معلومات عامة :
-----------------

المواد السائبة * : هي المواد الخام الّتي يتمّ نقلها بدون أكياس أو عبوات و توضع مباشرة في عنابر السفينة كالقمح و الفحم والأسمدة.

سفن الحاويات <> : تقوم هذه السفن بنقل المواد الصلبة غالباً ( ألعاب، قطع معدنية، مواد بلاستيكية ) و أيضاً الخضروات و الفواكه لو كانت الحاوية مزودة بنظام تبريد.

سفن المواد السائبة الجافة <> : تقسم إلى عدّة أنواع، ناقلات الفحم، ناقلات الاسمنت، ناقلات الحبوب، وناقلات الأسمدة.. وهي سفن مجهّزة لتقوم بنقل المواد بالشكل الخام وتوضع هذه المواد بشكل مباشر في عنابرها.

ناقلات النفط و الغاز و المواد الكيميائية تنقل موادها من خلال تعبئتها بخزانات السفينة و تكون هذه المواد في حالتها السائلة.
و تتم تعبئتها بحاويات خاصة للمواد السائلة عندما تنقل عبر سفن الحاويات.

والآن بعد أن عرفت هذه المعلومات عن هذين النوعين من السفن، لو كنت بحّـاراً على أي نوع منها ستُـفضل أن تعمل؟

المصادر :
هنا
كتاب : Seamanship Techniques