ضجيجُ الزوارِق يمنَحُ المفترِساتِ البحرية قدرةً أكبرَ على قتل فرائِسِها
البيولوجيا والتطوّر >>>> منوعات بيولوجية
حيثُ وجدَ كلٌّ الدكتور Stephen Simpson وفريقهُ أنَّ الضجيج الذي يسببُهُ مرورُ الزوارقِ البخاريَّةِ والقواربِ ذواتِ المحركاتِ يزيدُ من مستوياتِ التوتُّرِ عندَ أسماكِ الشُّعَبِ المَرجانيَّةِ اليافعةِ ويقلِّلُ من قُدرَتِها على الفرارِ من الحيواناتِ المفترسَةِ، وقد ينتهي بها الأمرُ كفريسةٍ سهلةٍ لمفترسِها بسببِ انخفاضِ فُرَصِ نجاتها إلى النِّصف.
هذه هي الدراسةُ الأولى التي تُظهِرُ أنَّ الضجيجَ في العالَمِ الملموسِ (وهنا الضجيج الناتج عن محركات الزوارق) يُمكِنُ أن يتسبَّبَ بعواقِبَ تؤثِّرُ بشكلٍ مباشرٍ على بقاءِ الأسماك، ويأملُ الفريقُ بأنَّ نتائجَ بحثهم ستكونُ سبباً في التَّوعيةِ لإدارَةِ الضوضاءِ البيئيَّةِ بشكلٍ أفضلَ في المناطقِ الساحليَّة.
يقول الدكتور Simpsons وهو من المُحاضرين الرئيسين في قسمِ العلومِ البيولوجيَّةِ في الجامعة: "لقد وجدنا أنَّ قيادةَ الزَّوارِقِ ومرورَها بالقربِ من أسماكِ الدامسلفيش Damselfish اليافعةِ في المياهِ المفتوحةِ، يُسبِّبُ توتُّرَها ويجعلُها أقلَّ قدرةً على الهُرُوبِ ومباغتَةِ الحيواناتِ المفترسَةِ؛ بالمقارنةِ معَ الأسماكِ التي تمَّ اختبارُ سلوكِها بدونِ وجودِ زوارقَ بالقربِ منها". وهذا المزيج من التَّوتُّر والاستجابَةِ الفقيرَةِ هو السَّبَبُ في جعلِ هذه الأسماكِ فريسَةً سهلة.
وقد قامَ فريقٌ من العلماءِ، يضمُّ باحثينَ من أستراليا وكندا متخصِّصينَ في دراسَةِ العلاقاتِ بين الفريسَةِ والمفترسِ من جامعة Britsol، وبالتعاونِ مع مختصينَ بالتجارُبِ المِخبريَّةِ والميدانيةِ؛ باستخدامِ تسجيلاتٍ صوتيَّةٍ وضجيجِ زوارقٍ حقيقيٍّ، لاختبارِ تأثيرِ ضجيجِ الزوارِقِ على بقاءِ أسماك أمبون دامسلفيش Ambon damselfish خلالَ مواجهاتٍ لها مع مفترسٍ طبيعيٍّ لها هو السمك المنقَّطُ داكنُ الظهرِDusky dottyback .
يهدفُ الفريقُ إلى النظرِ في الحلولِ الممكنَةِ لإدارَةِ الضجيجِ وتأثيراتِهِ المحتمَلَةِ، فبحسب قول الدكتور سيمبسون: "إذا ذهبتَ إلى الرَّصيفِ المرجانيِّ الكبير، فإنَّك سوف تسمعُ الكثيرَ من ضجيجِ محرِّكاتِ الزوارقِ في بعضِ الأماكنِ، لكن خلافاً للملوِّثاتِ الأخرى فإنَّ الضَّجيجَ يمكنُ السيطرةُ عليهِ بسهولةٍ أكبر، حيثُ يُمكِنُنا اختيارُ المكانِ والزمانِ لحصولهِ، وبوجودِ التكنولوجيا الحديثة، يمكنُنا التقليلُ من هذا الضجيج. فعلى سبيل المثال، نستطيعُ إنشاءَ أماكنٍ بحريةٍ هادئةٍ أو مناطقاً عازلةً من جهة، وتجنُّبِ المناطقِ أو الأوقات الحسَّاسةِ من السنة عندما تكون الحيوانات اليافعةُ متواجدةً بوفرةٍ فيها من جهةٍ أُخرى.
يقولُ الدكتور Mark Meekan من المعهدِ الأستراليِّ للعلومِ البحريَّةِ: "إنَّ إدارةَ الضغوطاتِ البيئيَّةِ المحليَّةِ كالضَّجيجِ هي خطوةٌ أولى وأساسيةٌ في حمايةِ البيئةِ البحريَّةِ؛ إذ يُمكِنُنا القولُ إنَّ تغيُّرَ المناخِ هو التهديدُ الأكبرُ على حياةِ الشُّعَبِ المرجانية، ولكن إذا كانَ بالإمكانِ تقليلُ تأثيرِ الضَّجيجِ المحلِّيِّ يمكنُنا أن نبني مجتمعاً مرجانياً أكثرَ مرونةً وقدرةً على التكيُّفِ معَ التهديدات الوشيكَةِ كالاحتباسِ الحراريِّ وتحمُّض المحيطات".
المصادر:
هنا
هنا