خمسة آثارٍ سلبيّةٍ على دماغك بسبب مشاهدتك للأفلام الإباحيّة!
الطب >>>> مقالات طبية
ربما لم تسمعوا بها في حياتكم؛ لكن ما هي الأفلام الإباحية؟
تابعوا معنا هذا المقال؛ لنتعرَّف إليها وإلى آثارها السلبية.
الأثر الأول: هل يتقلَّص دماغك بسبب المواد الإباحية؟!
وجد باحثو معهد ماكس بلانك في برلين أنَّ هناك ارتباطًا عكسيًّا بين عدد الساعات التي يقضيها البالغون في متابعة أفلام البورن وبين حجم المادة الرمادية في منطقةٍ محددةٍ من أدمغتهم!
كيف أجرى العلماء هذه الدراسة؟
طُلِبَ من عددٍ من الذكور البالغين ما بين عُمري 21-45 سنة أن يقوموا بملءِ استبانة عن العدد الساعات الوَسطي التي يقضونها في مشاهدة الأفلام الإباحية في أسبوع، وقد كانت النتائج متفاوتة علمًا بأنها لم تتجاوز 4 ساعاتٍ أسبوعيًّا حدًّا أقصى.
ومن ثَمَّ أجرى العلماء مسحًا دماغيًّا بجهاز المرنان المغناطيسي لأولئك المتطوعين؛ فأظهرت نتيجته أنَّ هناك تناسبًا عكسيًّا بين حجم الجسم المخطط* الأيمن (النواة الذنبية) وارتفاع عدد الساعات التي يقضيها الشخص في متابعة البورن، ويبقى السؤال غير واضح الإجابة: هل نتج انكماش تلك المنطقة عن مشاهدة البورن؟ أم أنَّ الناس الذين يمتلكون نواة ذنبية أصغر طبيعيًّا يشعرون بحاجة إلى مشاهدة مزيد من الأفلام الإباحية؟
يبدو أنَّنا بحاجةٍ إلى مزيدٍ من الدراسات للحصول على الجواب؛ ولكنَّ دراسةً كهذه تقتضي تعريض أشخاصٍ لا يتابعون البورن إلى ساعات مشاهدةٍ أطول من المعتاد بهدف دراسة أدمغتهم من قبل ومن بعد، وقد لا يكون من السهل الحصول على الموافقة لإجراء هكذا تجارب؛ فهل من متطوعين؟
الأثر الثاني: انخفاض شعورك بالمتعة.
في أثناء المسح الذي أجراه علماء ماكس بلانك في التجربة السابقة، دُرِس تفاعل أدمغة المتطوعين في أثناء تعرضهم للمواد الإباحية بتعريضهم لصورٍ إباحية وأُخرى عادية ومسح نشاط أدمغتهم في أثناء ذلك، ولُوحِظَ أنَّ الدماغ يُظهر انخفاض نشاط الجسم المخطط الأيسر (البطامة) وقت تعرضه للمواد الإباحية؛ إضافةً إلى انخفاض الربط الوظيفي بين النواة المذنبة اليمنى والقشرة الدماغية الظهرية الوحشية للفصِّ الجبهي؛ ممَّا يعكس انخفاض الشعور بالمتعة نتيجة فرط التنبيه لنظام التحفيز والمكافآت في الدماغ؛ أي أنَّ الدماغ في هذه الحالة يحتاج إلى تحفيزٍ إباحي أكبر كي يحصل على المكافأة التي تتمثل باستثارة جنسية كافية.
الأثر الثالث: انخفاض حدَّة التحفيز البصري في أثناء مشاهدة البورن!
مشاهدة أي مواد بصرية: أفلام، صور...إلخ تعتمد على حاسّة البصر، وفي الحالات المعتادة حين ينظر الإنسان إلى مشهدٍ ما تتنشَّط المنطقة المسؤولة عن التحفيز البصري ومعالجة الصور في الدماغ؛ ولكن يبدو أنَّ الأمر مختلفٌ حين يكون المحتوى إباحيًّا!
فقد أظهرت دراسةٌ نشرت عام 2012 أنَّ الدماغ يعالج المشهد معالجةً أقلّ حين يكون محتواه إباحيًّا، بمعنى أنك في المعتاد حين تنظر إلى مشهدٍ ما؛ فإنك تستوعب تفاصيله بنسبةٍ معينة، ولكن إن كان المشهد إباحيًّا فسوف يستوعب دماغك تفاصيل أقلّ، وهكذا لن تنتبه إلى تفاصيل كثيرة كَلَونِ باب الغرفة مثلًا! ولم تذكر الدراسة فيما إذا كان هذا الأثر تراكميًّا أم مقتصرًا على وقت المشاهدة فقط.
الأثر الرابع: زيادة العنف ضدّ النساء!
أظهرت دراسةٌ تحليلية ضخمةٌ عام 2010 عددًا كبيرًٍا من نتائج الأبحاث في هذا الموضوع، وهي أنَّ استهلاك كميةٍ أكبر من المواد الإباحيّة لدى الذكور يرتبط بممارستهم عنفًا أكبر ضد النساء، وقد أظهرت الدراسة ازدياد هذا الارتباط عند احتواء المحتوى الإباحي نفسه على مشاهد عنفٍ ضد النساء.
ولكن يقول باحث من جامعة كاليفورنيا-لوس آنجلوس أنَّ الرجل المعتدل لن يتأثَّر تأثرًا كبيرًا باستهلاك المواد الإباحية العادي؛ بل إنَّ من يتأثر هم الرجال الذين يملكون منذ البداية ميولًا معينة تجاه العنف الجنسي أو غير الجنسي (يشمل هذا؛ الاغتصاب والسادية وتعنيف النساء ...إلخ)، وقد تكون هذه الميول ناتجة عن تربيتهم في بيئةٍ تَتَّسم بالعنف ضد المرأة مثلًا أو تُشجع عليه، وأولئك الرجال هم الذين يتعرّضون لخطر تحفيز ميولهم وتقويتها؛ لذلك ارتفاع مستوى العنف لديهم بسبب مشاهدة المواد الإباحية، ويشبه الباحث هذا الأثر بقوله: "استهلاك المحتوى الإباحي لدى هؤلاء الرجال يُشبِه صبَّ الزيت على النار".
الأثر الخامس: احذر إدمان المواد الإباحية؛ فليس التخلُّص منه سهلًا!
يُصَنَّفُ إدمان المواد الإباحية مع أنواع الإدمان التي تُحدث تأثيرًا عصبيًّا وبُنيويًّا مَرضيًّا في الدماغ، ويُعدُّ ذا خطورةٍ عاليةٍ مع تزايد المحتوى الإباحي على الإنترنت وسهولة الوصول إليه، وهو مسببٌ أساسيٌّ لإدمان الجنس.
يُشخَص هذا النوع من الإدمان باستخدام عددٍ من المؤشرات؛ فالمدمن يستهلك كمية أكبر من الطبيعية من المواد الإباحية، ويعاني من عدم القدرة على كبح رغبته في ذلك رغم تعرُّضه لأضرارٍ سلبيةٍ ناتجةٍ عنها، ثُم يشعر المدمن بحاجةٍ متزايدةٍ إلى رفع مستوى الإثارة الجنسية باستمرار بسبب عدم الاكتفاء من المستويات السابقة، ومن ثَم الحاجة إلى تجاربَ تقوده إلى ممارساتٍ غير طبيعية، وينفق المدمن وقتًا أطول من المعدل الطبيعي أيضًا؛ ممَّا يؤثر سلبًا على حياته وإنتاجيته.
وعلى المستوى العصبي يتميَّز الدماغ المدمن بوجود مظاهر خللٍ دماغي ينتج عنها اضطرابٌ في نظام "الكبح" في الدماغ هو ما يُفقد المدمن السيطرة على رغباته وتصرفاته، وهذه المظاهر تُشبه ما في أدمغة مدمني المخدّرات.
ويُعتقَد أنَّ هذا الإدمان ناتجٌ عن اضطرابٍ في عمل مسارات المكافأة والمتعة في الدماغ، وهكذا ينتج سلوكٌ قهري وحاجة متزايدة لاستهلاك مزيد من مواد الإدمان - المحتوى الإباحي في هذه الحالة - بهدف الحصول على قدرٍ كافٍ من المتعة؛ إذ إنَّ المدمن يطوِّر نوعًا من "التحمُّل" للجرعات؛ فيصبح مع الوقت بحاجةٍ إلى جرعاتٍ أكبر وأكبر ولا تعود الجرعة القديمة كافية له.
وينعكس إدمان المواد الإباحية سلبًا على الصحة والحياة الجنسية والحالة النفسية والعلاقات الاجتماعية، وللتخلص منه يحتاج المدمن إلى الخضوع لعلاجٍ نفسي وعصبي يأخذ وقتًا كي يستعيد دماغه وضعه الطبيعي.
*الجسم المخطط (Striatum): أحد مكونات العقد العصبية القاعدية في الدماغ، ويتألف من قسمين هما النواة الذنبية (caudate nucleus) والبطامة (putamen)، ودوره الأساسي في كونه مُستقبِلًا للمعطيات من القشرة المخية.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا