قاعدة وراثية جديدة في تحديد الجنس إضافةً للصبغيين Y و X
البيولوجيا والتطوّر >>>> بيولوجي
وفي عملية التكاثر الجنسي يعطي الذكر أعراساً مكونة من 4 صبغيات (3 جسمية وصبغي جنسي) وكذلك الأنثى، إلَا أنَ كل واحدة من الأعراس الذكرية تحتمل احتواء أحد الصبغيين الجنسيين (X أو Y) أما الأُنثى فأعراسها تحمل الصبغي الجنسي X فقط، فتكون الصيغة الصبغية لذكور ذبابة الفاكهة؛ 6 صبغيات جسمية + صبغيان جنسيان XY، أما الإناث؛ 6 صبغيات جسمية + صبغيان جنسيان XX، لكن هل يكفي وجود هذه الصيغ الصبغية لتحديد ما إذا كانت الذبابة ذكراً أم أُنثى؟
أصبح معروفاً أنَّ الفروقات بين النساء و الرجال تعود إلى الاختلافات الوراثية المحفوظة في الـDNA، وكانت الأبحاث قد ركَزت بدايةً على فهم الآلية التي تعمل بها المُورثات المسؤولة عن تحديد الجنس (المورثة الواحدة هي جزء من شريط DNA طويل جداً، وكل شريط كامل من الـDNA يُشكل صبغي يحمل عدداً من المورثات المسؤولة عن إظهار صفات معينة)، لكنّ بحثاً لمختبرات Cold Spring Harbor أكّد أنَ مجموعة صغيرة من المورثات المسؤولة عن جزيئات صغيرة جداً من الـRNA تدعى بجزيئات الـRNA المِكرويّة (microRNAs أو miRNAs) لها دور رئيسي أيضاً في تمييز الأنسجة الذكرية عن الأنثوية في ذبابة الفاكهة. (الـRNA هو الحمض النووي الريبي، أحد الحموض الموجودة في الخلايا، له عدة أنواع وأدوار مهمة ورئيسية في التعبير المورثي وغيره من الوظائف الوراثية).
الـRNA المكروي هو تسلسل قصير من الحمض الريبي النووي (الـRNA) قادر على تثبيط أو تفعيل وظيفة المورثات المسؤولة عن وظيفةٍ ما، ومن خلال مقدرته على كبت التعبير المورّثي (تثبيط ظهور إحدى الصفات) نشأت عدة سلاسل وراثية معقدة كانت الأساس في عملية التطور، وقد أوضح الباحثون في الدراسة التي نشروها كيفية مساهمة جزيئات الـRNA المكروية بشكل كبير في تحديد الجنس في ذبابة الفاكهة، حيث أنَ الاختلافات في جزيئات الـRNA المكروية مهمة في تشكيل البنية التي تمَيز بين جنسي ذبابة الفاكهة، وذلك من خلال الآلية التي تعمل بها في ضبط التعبير المورثي، وأهميتها في تحديد الجنس تبقى محورية حتى في مرحلة البلوغ ؛وذلك من خلال الإشارات التي ترسلها للبويضات والنطاف والتي تسمح لها بالتطور و ضمان الخصوبة، ويبرهن البحث أن الهويَة الجنسيَة تتحدد بشكل مدهش من قبل جزيئات الـRNA المكروية ،فاستبعاد تسلسل واحد من جزيئات الـRNA المكروية من الذكور البالغين يتسبب لهم بالعقم، ولا يقتصر الأمر على هذه النتيجة، بل يتعداه إلى أن يصبح الذباب منتجاً للمحددات الأنثوية والذكرية في آن معاً، بمعنى آخر فقدان هذا التسلسل يقود إلى تشكيل ذباب مُخنَث يحمل المظاهر الذكورية والأنثوية في وقت واحد!
خلال العملية التطورية، بقي التسلسل المذكور سابقاً والمعروف باسم (Let-7 microRNA) نظراً لأهميته لدى الإنسان والحيوانات على حدٍ سواء في تنظيم الهوية الجنسية على مستوى الخلايا والأنسجة، وهذا الاكتشاف هو البداية، فقد يكتشف العلم حقائق أخرى مدهشة عن عمل جزيئات الـRNA المكروية، ليس فقط في تحديد الفروقات عند الإنسان، بل في توضيح أدواره المحتملة في عيوب تطور الأجهزة التناسلية وأمراضها.
المصادر:
هنا
هنا
هنا