التصلب اللويحي المتعدد Multiple Sclerosis
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
يُعتبر التصلب اللويحي من أمراض المناعة الذاتية الالتهابية، حيث يؤدي خللٌ ما في آلية عمل الجهاز المناعي المسؤول عن الدفاع عن الجسم إلى مهاجمته لخلايا الجسم نفسه. فما الذي يحصل في حالتنا هذه؟
تهاجم الخلايا المناعية لويحات المايلين (النخاعين) المغلفة للمحاور العصبية، والمسؤولة بشكلٍ كبيرٍ عن حماية الخلايا العصبية ونقل الإشارات بينها. مما يؤدي إلى قطع الاتصالات بين الدماغ والأعصاب المحيطية نتيجة زوال الغمد المغلف للعصب مُحدثاً نوباً من الخلل والتدهور العصبي المترقي والتي قد تتطور في النهاية إلى السبات والوفاة.
ولكن، ما هو سبب هذا المرض؟
لا يوجد سبب محدد بدقة للتصلب اللويحي، ففي أمراض المناعة الذاتية وكما ذكرنا يحدث خللٌ ما في الجهاز المناعي مؤدياً إلى مهاجمته وتدميره لخلايا الجسم نفسها. ولم يتم رصد أي سبب معروف بدقة لهذا الخلل، إلا أنّه تبين أنّ لبعض العوامل الوراثية والبيئية والخمجية (الإنتانية) دوراً في إحداث الأذية. ومن عوامل الخطورة نذكر:
العمر: حيث يغلب ظهور المرض في عمر 15-60 سنة، رغم إمكانية حدوثه في أي عمر.
الجنس: يتضاعف خطر الإصابة لدى النساء عما هو عليه عند الرجال، ويُعتقد أن للعوامل الهرمونية دوراً في ذلك.
الوراثة: يزداد خطر الإصابة في حال وجود إصابة بين أقارب الدرجة الأولى (أحد الوالدين أو الإخوة).
الأخماج الجرثومية والفيروسية: وعلى رأسها فيروس إيبشتاين بار EBV المسبب لداء وحيدات النوى الإنتاني.
بالإضافة لعوامل أخرى كالتدخين والكحول وعوز فيتامين D وسوء التغذية، كما يرجح ظهوره لدى أفراد العرق الأبيض وفي المناطق المعتدلة مناخياً.
ما هي أعراض Multiple Sclerosis؟
تتفاوت أعراض المرض بين مريضٍ وآخر. ففي حين يعاني البعض من اضطرابات معرفية وتغيرات سلوكية، تغلب لدى البعض الآخر اضطرابات عصبية أو نفسية أو حسية. ومن المهم أنْ نعرف أن غياب بعض المظاهر السريرية للمرض لا ينفي تطور الإصابة وتقدمها. أما بالنسبة للأعراض الكلاسيكية للداء فتشمل:
نملاً وخدراً ومذلاً (فقدان الحواس) وخاصةً في الأطراف وهو عرضٌ مبكر، إضافة إلى تشنج وضعف عضلي ووهن واكتئاب وإصابة الحبل الشوكي مؤديةً لأعراض لا إرادية كفقدان السيطرة على المصرة المثانية السفلية (التبول اللا إرادي)، وعجز جنسي، وترفع حروري، والتهاب العصب البصري وقد يؤدي للعمى، واضطرابات بصرية أخرى كتشوش الرؤية والحول ورهاب الضوء، وتشنج عضلات الوجه، وتكزّز، ودوخة و دوار، وترنح، وعدم تحمل الحرارة، وفقدان التوجه (أي عدم إدراك الزمان أو المكان)، وأرق، واضطراب الذاكرة وضعف الانتباه والتركيز، وعسر البلع، وألم وعسر التبول.
كما يتميز التصلب اللويحي أو التصلب المتعدد بالشلل التشنجي، وهو استمرار تقلص عضلاتٍ معينة مما يؤدي لزيادة المقوية العضلية وبالتالي زيادة التشنج والتصلب العضلي وزيادة المقاومة والألم عند محاولة تحريك العضلات، وهو ما يجعل الحركات اليومية المعتادة كإغلاق زر القميص أو حتى استخدام المرحاض أكثر صعوبةً وإيلاماً. ومن العلامات الشائعة للشلل التشنجي انعطاف الإبهام أو الأصابع، وثني الرسغ والمرفق وإغلاق قبضة اليد.
التصلّب اللويحي المتعدد والحمل:
لا يوجد ما يمنع الحمل عند المصابات، بل لوحظ تناقص الأعراض لديهن أثناءَ الحمل، حيث تكبح المستويات المرتفعة من الهرمونات والبروتينات عمل الجهاز المناعي، كما لوحظ ارتفاع معدلات النكس خلال الأشهرِ الأولى بعد الولادة. ولكن يُفضّل استشارة الطبيب قبل الحمل، اذ يجب عدم تناول الأدوية أثناء الحمل.
التشخيص:
لا توجد فحوصٌ نوعية لتأكيد المرض، إلا أنّه من المفيد إجراء بعض الاختبارات في محاولةٍ لتأكيد أو نفي الأسباب الإنتانية كالفحوص الدموية والبزل القَطَني. كما أنّ للتصوير بالرنين المغناطيسي أهميةً في إظهار مناطق الإصابة في الدماغ والنخاع الشوكي.
العلاج:
لا يوجد علاجٌ نوعي للمرض، حيث تركز أغلب بروتوكولات العلاج على تسريع الشفاء، وإبطاء تطور المرض وتخفيف الأعراض. حيث جرت العادة على استخدام الستيروئيدات القشرية كالبريدنيزون فموياً والميتيل بريدنيزولون وريدياً لتخفيف الالتهابات العصبية. وفي حال عدم الاستجابة نلجأ لفصد البلازما، حيث يتم فصل البلازما ونزعها (وهي المكون السائل للدم) عن خلايا الدم، ثم تُمزج هذه الخلايا مع محلول بروتيني (الألبومين) وتُعاد إلى الجسم.
أما عند محاولة إبطاء تطور المرض، تشمل الخيارات المتاحة: الانترفيرون بيتا حقناً تحت الجلد أو في العضل، ومثبطات المناعة مثل Mitoxantrone (Novantrone)، Glatiramer Acetate(Copaxone) ، والمضادات الفيروسية مثل Natalizumab(Tysabri).
كما يُنصح بالعلاج الفيزيائي لتحسين وظيفة العضلات بالإضافة لإعطاء المسكنات والمرخيات العضلية.
المصادر:
هنا
هنا
هنا