شاعَ حرقُ الغازِ الطبيعيّ المُرافِق لحقول النفط والغاز في العديد من الدول، وذلك لأنّ المنتجين يرَون أنّ الحرق أسرع وأقلّ تكلفةً من التقاط الغاز واستخدامه، وغالباً لأنهم يفتقرون إلى خطوط الأنابيب لنقل الغاز بشكلٍ اقتصاديٍّ إلى السوق. لكنّ البيانات الرسمية عن مدى هذه الممارسة نادرةٌ، ووفقا لأحدث التقديرات من الأقمار الصناعية التي ترصد حرقَ الغاز بحسب البلدِ سعياً للحدِّ من الانبعاثات الجويّة، فإنّ حوالي 3.5٪ من الغاز الطبيعيّ في العالم تمَّ حرقُه في حقول النفط والغاز في عام 2012.
تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية العدد الأكبر من المنشآت التي تقوم بحرق الغاز الطبيعي، ولكنّ روسيا تتصدّر العالم في إجمالي حجم الغاز الطبيعي المُشتَعِل ليأتي بعدها العراق (كما هو مُبيَّن في الرسم البياني، "الدول الأكثر حرقاً للغاز الطبيعي").


Image: sources

لقد أدّى احتراق 143 مليار مترٍ مكعّبٍ من الغاز في عام 2012، إلى انبعاثِ أكثرَ من 350 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل حوالي 10٪ من الانبعاثات السنوية من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولم يتمّ بعد نشرُ تقديراتٍ لسنواتٍ لاحقة، لكنّ التحليل الأوليّ يشيرُ إلى أنّ الحجمَ الإجماليَّ للغاز المحترق بقي ثابتاً إلى حدٍّ ما.
أعلن باحثو الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA) في ورقةٍ علميّةٍ نُشرت في25 كانون الأول، عن تتبُّع حرائق الغاز باستخدام جهازٍ على متن قمرٍ صناعيٍّ تابعٍ لوكالة ناسا، يمكنه التقاطُ صورٍ للأرض باستخدام الأشعّةِ تحت الحمراء والضوء المرئي. (وسبق للفريق أن استخدم صوراً من الأقمار الصناعيّة التابعة لسلاح الدفاع الجويّ الأمريكي، إلا أنّ الانحراف في مدار القمر الصناعيّ أدّى إلى استحالة جمع بياناتٍ عالميّةٍ دقيقةٍ عن حرق الغاز).

حرقُ الغاز هو وسيلةُ هدرٍ لموردٍ قيِّمٍ غير متجدِّد، وأحدُ المصادر الهامّة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغاز الميتان، ويهدف البنك الدولي لإنهاء الحرق الروتيني للغاز في مواقع إنتاج النفط في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030، في مبادرة أطلقها العام الماضي. ووقعت 45 من الحكومات والمنظمات والشركات النفطية على هذه الخطّة في نهاية المفاوضات المناخيّة الدوليّة في باريس. وستساعد التقديرات الوطنيّة العالية الجودة، مع تفاصيل عن كميّة ومكان الغاز الطبيعي المحروق الحكومات لتنفذ سياساتٍ تحدُّ من حرق الغاز ولتكون قادرة على تتبُّع التقدُّم المُحقَّق.

المصدر:
هنا