قادة المستقبل، من هم؟ وكيف لنا أن نتعرف عليهم؟
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> اقتصاد
الرئيس: شخص يقود جمعاً من البشر، يؤمن بعقليته، يرى أنّ آلة الردع والعقاب هي أحد أهم أساليب قيادته، شرس جداً إذا ما خالفه أحد أو ردّ له أمر، يرى أنه دائما على صواب، يذّكر أتباعه دائماً أنه الرئيس وأنّ طاعته واجبة، وإلافإن الجحيم ينتظرهم.
الرئيس الفاعل: شخص عملي جداً، لا يثق إلا في نفسه، لا يثق في موظفيه أو مرؤوسيه، ثم يشتكي من أنه يجب أن يقوم بكل شيء بنفسه! لا يفوّض أحداً كي يقوم بأعماله نيابةً عنه، لذلك فإنه دائماً مشغول، دائماً متذمر، لكنه في المقابل شخص مجتهد، مخلص جداً، واسع المعرفة والخبرة بمجال عمله.
المدير: رجل يؤمن بدستور الشركة، يبدأ عمله من وضع الخطة، وينتهي عند التنفيذ، مروراً بإعطاء الأوامر والمتابعة والإشراف.
لا مانع عنده من إفناء عمره الوظيفي في متابعة التفاصيل، واعتماد القرارات، ومؤشره هي النتائج الموجهة.
القائد: رجل مبدع، يمكنك بسهولة ملاحظة الفرق الكبير الذي أحدثه في العمل المنخرط به، ماهر في وضع الخطة والرؤية، ماهر في تنفيذ تلك الرؤية، متميز في إذكاء روح الحماسة والتحفيز في موظفيه وزملائه، يتواصل مع الآخر بشكل مبهر، مرن تجاه المشكلات، يستطيع التغلب عليها بسهولة ويسر ملحوظتين، يرى أن فريق العمل لديه أهم من أي شيء، يهتم بالجانب الإنساني، لذلك يحبه الجميع، ويحبون العمل معه، مهما كان مرهقاً أو كبيراً.
يقول أحد خبراء القيادة الدوليين بأنّ هناك سمات شخصية من شأنها أنّ تدل على الموظفين الذين يمكن و يجب تطويرهم حتى يصبحوا قادة. أخبر جون ماتون (John Mattone) وهو كاتب و مدرب تنفيذي، مندوبي منتدى الأعمال العالمي(World Business Forum) في سيدني أنه عندما كان يسأل المسؤولين التنفيذين عن الشيء الذي يؤرق نومهم، فإن غالبيتهم أجابوا بأنهم لا يعلمون من سيتولى المناصب القيادية عندما يحدث "التدفق الجماعي للمهارات المذهلة" والتي لا يمكن تجنبها. فما زالت المؤسسات تحاول التغلّب على فكرة القيادة، على الرغم من وجود ما يزيد على 500 ألف كتاب عن القيادة في أيامنا هذه.
يقوم المُوظفين بعمل جيد عند تحديد واختبار قادة بالاعتماد على ذكائهم، حيث أنّ الذكاء مهم جداً. ولكن معظم المؤسسات لم تفلح في خلق جو من القيادة. يقول جون، على المٌوظفين أن يأخذوا ثلاثة عوامل في الحسبان وذلك عند تحديد القادة الناشئة. والعامل الأول هي مهارات التفكير النقدي، حيث أنّ التفكير النقدي هو "نبوءة بالنجاح" كما وصفه جون. "و المفكر الناقد هو الشخص القادر والجيد في التمييز بين الافتراضات و الجدل. (المفكرين الناقدين) يكونون جيدين جداً في تقدير ما يمكلون من خيارات واستخلاص النتائج. فإذا ما كنت ستصبح ناجحاً يوماً ما في هذا العالم المفسد، يجب أن يكون لديك مفكرين ناقدين رائعين، فهؤلاء هم قادة المستقبل!"
يقول جون متحدثاً عن العامل الثاني، بأنه على المُوظفين أنو يكونوا قادرين على تحديد ما إذا كان قادة المستقبل المحتملين أذكياء فيما يخص التغيير والتعلّم، مشيراً إلى أن السبب وراء خروج المدراء التنفيذين عن نهج النجاح يكمن وراءه قلة في النشاط والذكاء. فعلى القادة أن ينظروا للتغيير ولسان حالهم يقول، "هيا! مرحباً بالتغيير".
شخصية الموظفين (أنماط تفكيرهم وتركيبها العاطفي)، يقول جون هي المكون الثالث لشخصية القادة وعلى المُوظفين تحديد ما إذا كان هذا الشخص قائداً ناجحاً من خلال هذه السمة. ويضيف جون بأن كلا من الاجتهاد، والصدق، والتواضع، والإخلاص، إضافة للولاء هي صفات شخصية خمسة على المُوظفين أن يجدوها في القادة، و الشجاعة هي الصفة السادسة ،والتي ربما هي الأكثر أهمية، التي يضيفها جون والتي تدل إذا ما كان الشخص ذكياً ونشيطاً. يؤكد جون أنّه إذا ما فشل المُوظفون في تشجيع موظفيهم على التعلّم، وأنّ يكونوا متحمسين و دؤوبين، "فلن يكون لديهم بيئة عمل نشطة ومحفزة" ولن ينجحوا أبداً. وكونك تحمل عناصر الشخصية الست هذه، فهذا يعني أنك قد قطعت شوطاً كبيراً لتصبح "قائداً".
و لكي تكون قائداً ناجحاً، عليك أن تكوّن صورة متوازنة ومليئة بالحيوية عن نفسك، وعليك أن تبقى متذكراً بأنّ السبب الرئيسي وراء الانحراف عن النجاح هو عندما تصبح ال "أنا" متضخمة أو خارجة عن حدود السيطرة.
ويميز جون بعض القادة التنفيذين الذين لا يستطيعون تحليل وتطوير عناصر القيادة في شخصيتهم أو لدى الأخرين، فيقول عنهم أنهم في الواقع الأشخاص الذين يكونون غير مهتمين في الحركة قيد إنملة فيما يخص موضوع القيادة. ولمن يكون في مواقع قيادة، يمكنك معرفة إذا ما كنت قائداً حقيقياً وذلك عندما تسأل نفسك أسئلة أعمّ، كأنّ تسأل نفسك مثلاً:
1. هل فعلاً أنا قدوة يحتذى بها؟
2. هل ينشدّ الناس إلي؟
3. هل حقاً أنا ملهمٌ للناس؟
المصادر
هنا
كتاب سحر القيادة – ابراهيم الفقي