4. ما الذي يدفع أسعار الأسهم نحو التغير؟
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> الأسواق المالية
تتغير أسعار الأسهم كل يوم نتيجةً لقوى الطلب والعرض في السوق، فإن كان عدد المستثمرين الراغبين بشراء سهمٍ معين (الطلب) أكثر من عدد الراغبين ببيعه (العرض)، فإن سعر ذلك السهم سيتجه صعوداً. والعكس صحيح، فإن كان عدد المستثمرين الراغبين ببيع سهمٍ معين (العرض) أكثر من عدد المستثمرين الراغبين في شرائه (الطلب)، فإن عدد الأسهم المعروضة سيكون أكبر من الأسهم المطلوبة مما يؤدي بالتالي إلى هبوط في سعر السهم.
إن فهم مبدأ العرض والطلب أمرٌ سهل، لكن ما يصعب فهمه هو ما الذي يجعل المستثمرين يرغبون بشراء سهم شركة معينة دون غيرها؟!
هناك العديد من الإجابات لهذا السؤال الاستفهامي أكثرها تداولاً وشيوعا هو أن الأخبار الإقتصادية الإيجابية المتعلقة بشركة ما تؤثر على رغبة المستثمرين بالإستثمار في أسهمها بشكل أو بآخر.
إن النظرية الأساسية لتغير أسعار الأسهم تقول أن حركة أسعار الأسهم تعتبر مؤشرا إلى قيمة الشركة السوقية وفقاً لنظرة المستثمرين وما يشعرون به تجاهها (من وجهة نظرهم). إن قيمة الشركة في الواقع لا تتساوي مع قيمة أسهمها، إذ أن قيمة الشركة هي القيمة السوقية، والتي تساوي سعر السهم مضروباً بعدد أسهم الشركة المتداولة. فالنفرض مثلا أن قيمة السهم الواحد لشركة ما هي 100$، وأن هناك مليون سهم متداول لذات الشركة، في هذه الحالة ستكون قيمة الشركة أقل من قيمة أي شركةٍ أخرى قيمة سهمها الواحد 50$، لكن لديها 5 مليون سهم (قيمة الشركة الأولى ستكون 100x 1 مليون = 100 مليون، بينما قيمة الشركة الثانية 50 x 5 مليون = 250 مليون). إن مما يجعل الأمور أكثر تعقيداً أن سعر السهم لا يعكس فقط القيمة الحالية للشركة، ولكنه يعكس أيضا النمو الذي يتوقعه المستثمرون في المستقبل.
إن من أكثر العوامل أهميةً وتأثيراً في قيمة الشركة هو إيراداتها (أرباح الشركة) والتي تحتسب في الغالب سنوياً أو كل ثلاثة شهور. يلاحظ أنه لايمكن لشركة أن تستمر على المدى الطويل من غير تحقيق إيرادات. إن الأمر منطقيّ ولا يحتاج أدنى تفكير، إذ أن الشركة التي لا تستطع جني أرباح من عملها، لن تستطيع أن تستمر في العمل. يجدر الإشارة إلى أنه يطلب من الشركات العامة غالباً تقديم تقارير عن الأرباح التي حققتها مرةً كل ثلاثة شهور أي أربعة مراتٍ في السنة. يطلق على وقت نشر هذه التقارير لقب: مواسم الأرباح، حيث يتابعها مستثمرو وول ستريت باهتمام بالغ. السبب وراء ذلك أن المحللين يضعون توقعاتهم للقيمة المستقبلية للشركات على ضوء تقارير إيراداتها. فإذا ما كانت نتائج الشركة مفاجئة (بأفضل مما كان متوقع لها)، فإن سعر سهمها يقفز. وإذا ما كانت نتائج الشركة مخيبة (أسوء مما كان متوقع لها)، فسوف يهبط سعر سهمها.
بالطبع، ليست الإيرادات وحدها هي التي تغير رغبة المستثمرين بالاستثمار في أسهم شركة ما ( وبالتالي تغير سعرها). سيكون العالم أبسط بكثير لو كان الأمور بهذه البساطة! فخلال فقاعة دوت كوم، على سبيل المثال، كان هناك العشرات من شركات الانترنت التي ارتفعت قيمتها السوقية إلى مليارات الدولارات بدون تحقيق أدنى ربح. إن قيمة شركات الانترنت لم تدم طويلا كما نعلم جميعاً، حيث أن معظمها قد اضمحل وتقلص إلى أن بقي جزء بسيط من تلك القيمة السوقية الكبيرة التي كانت عليها خلال تلك الفترة. مع ذلك، فإن بقاء سعر السهم ثابتا في بعض الأحيان يدل على وجود عوامل أخرى مؤثرة غير إيرادات الشركة الحالية. لقد قام المستثمرون بوضع وتطوير المئات من هذه المتغيرات والنسب والمؤشرات، بعضها بسيط قد تكون سمعت عنه عزيزي القارئ مثل نسبة السعر إلى الربحية، بينما بعضها الآخر أكثر تعقيداً وغموضا مثل: مذبذب تشيكين، والمتوسط المتحرك المتقارب المنحرف.
إذاً، لماذا تتغير أسعار الأسهم؟ الإجابة الأفضل هي أنه لا يوجد أحد يعرف حقاً على وجه اليقين، حيث أن البعض يؤمنون بأنه من غير الممكن التنبؤ بكيفية تغير أسعار الأسهم، بينما يظن البعض الآخر بأن رسم المخططات البيانية والنظر إلى التحركات السعرية السابقة، يمكنها تحديد أفضل الأوقات للقيام بعمليات البيع والشراء. الشيء الوحيد الذي نعرفه يقينا أن الأسهم متقلبةٌ ويمكن أن تتغير بسرعة فائقة.
نلخص الأمور الهامة التي يمكن فهمها من هذا المقال بما يلي:
1. الفكرة الأساسية، العرض والطلب في السوق يحددان سعر السهم
2. القيمة السوقية هي سعر السهم مضروباً بعدد أسهم الشركة المتداولة وهي التي تشكل قيمة الشركة، مقارنة سعر سهم شركة بأخرى هي مقارنة بلا معنى.
3. نظرياً، الإيرادات هي التي تؤثر في تقييم المستثمرين لشركة ما، لكن يوجد مؤشرات أخرى يستعملها المستثمرون للتنبؤ بسعر السهم. إن مشاعر المستثمرين ومواقفهم وتوقعاتهم هي التي تؤثر في نهاية المطاف في سعر الأسهم.
4. يوجد العديد من النظريات التي حاولت تفسير الطريقة التي تتحرك بها الأسهم، لكن ولسوء الحظ، لايوجد نظرية واحدة تستطيع تفسير كل شي.
المصدر :
هنا
مصدر الصورة:
هنا