قريباً... ستتألم الروبوتات
الهندسة والآليات >>>> الروبوتات
اكتسبت الروبوتاتُ في الآونة الأخيرة قدراتٍ إنسانيةً كالمشيِّ والكلام، ولكن هذا ليس كلَّ شيء، فقريباً ستصبحُ كالبشرِ حسّاسةً للألم. فلو قُدِّر للروبوتات أن تنتصرَ على البشرية في المستقبل، فإن ذلك سيعُطينا فرصةً لمُجاراتِها!
تأتي أهميةُ الروبوتاتِ الحساسةِ للألم من قدرتِها على الحفاظِ على سلامتِها من جهة، وعلى سلامةِ البشر العاملينَ معها من جهةٍ أخرى، مما دفع الباحثينَ إلى العملِ على تطويرِ هذه التقنية. وهذا سيسمحُ للروبوت باتخاذِ إجراءٍ وقائيٍّ لو أصبحت إحدى مكوناتِه في خطر.
يقول Johannes Kuehn وهو أحد الباحثين في جامعة Leibniz University of Hannover في ألمانيا، أن الألمَ هو من يحمينا من الأذى بدفعنا للابتعادِ عن مصدرِ الألم.
كلُّ هذا دفع Kuehn وزميلَه Sami Haddadin إلى ابتكارِ جهازٍ عصبيٍّ صناعيٍّ للروبوتات.
وقد استوحى الباحثون ابتكاَرهم من الجهازِ العصبيِّ البشري، حيث يعمل الجهازُ العصبيُّ للروبوت على استشعارِ مصادرِ الألم (كنارٍ أو سكين) ثم يقومُ بـ "ردِّ فعلٍ انعكاسي" لإبعاد هذا المصدر.
قام الباحثون بتجربةِ بعضِ أفكارِهم على ذراعٍ روبوتي، حيث قاموا بوضعِ حساسِ حرارةٍ وضغطٍ يحاكي بشرةَ الإنسانِ على الذراع، يقوم هذا الحساسُ باستشعارِ الألم بدرجاتٍ معيَّنة لمعرفةِ الإجراءِ الوقائيِّ اللازمِ اتخاذُه.[1]
يظهر الذراع الروبوتي في الفيديو التالي، وقد وُصل عليه "الجهاز العصبي" المكوَّن من حساسِ حرارةٍ وضغط بالإضافة إلى مُتحكِّمة:[2]
فيديو 1 :
فإذا أحسّت الذراعُ بألمٍ خفيف، فإنها تبتعدُ عن المصدرِ وتستمرُّ إلى أن يتوقفَ الألم ثم تعود إلى إكمالِ مهمَّتِها الأصلية. أما إذا أحسّت بألمٍ حاد، فإنها تتوقفُ عن العملِ حتى تحصُلَ على المساعدةِ من البشر.[1]
ومن الجديرِ بالذكرِ أن فكرةَ "الفعل الانعكاسي" ليست جديدةً كلِّياً، فقبل عدةِ سنواتٍ قام فريقٌ من الباحثين في جامعة Stanford وجامعة روما - La Sapienza، بابتكارِ نظامٍ لتفادي التصادمِ بالأشياء، وتمَّت تجربتُه على ذراعٍ روبوتيٍّ نجحَ في تفادي الاصطدامِ مع البشر.
فيديو 2 :
في الفيديو، تظهرُ الذراعُ وهي تتفادى الاصطدامَ مع الإنسان، أي كأنها تقومُ بفعلٍ إنعكاسيٍّ للحفاظِ على سلامتِها، ولكنَّ سلامتَها ليست الهدفَ الأساسيَّ من المشروع وإنما ناتجٌ ثانويٌّ عن تفادي الاصطدام. على خلاف ذلك، فإن الجهازَ العصبيَّ للروبوت (الذراع) مُصمَّمٌ للإحساسِ بالألم والاستجابةِ له في سبيلِ الحفاظِ على سلامةِ الروبوت، ويُشبه الجهازَ العصبيَّ البشريَّ من ناحيةِ التعاملِ مع الإحساس بالألم. يقول Kuehn و Haddadin في ورقتِهم البحثيةِ أنه يجبُ على الروبوتِ أن يكونَ قادراً على كشفِ الأذى المفاجئ، وتصنيفِه حسبَ الضَّرر الذي يسبِّبُه له، وإتخاذِ الإجراءاتِ اللازمة (الفعلِ الإنعكاسي). ولنُحقِّق ما سبق، سيكونُ الجهازُ العصبيُّ البشري هو مصدرَ إلهامِنا في تصميمِ نظامٍ صناعيٍّ، يعملُ بآليةٍ تشبه تلك التي يعملُ بها الجهازُ العصبيُّ البشري. حيث سنستندُ على أبحاثٍ في الإحساسِ اللمسيِّ عند البشر لجعلِ الروبوتِ يحسُّ بالألم كما يحسُّ به البشر.[2]
يقول الباحثون أنه في السنواتِ القادمة ستعملُ الروبوتاتُ إلى جانبِ البشر، وكما أن سلامةَ البشرِ مُهمةً كسلامةِ الروبوت، فإن الروبوتَ سيُصبحُ قادراً على تحذيرِ مَن حولَه بوجودِ خطرٍ مُعيَّنٍ إذا تعلّم إدراكَ الألمِ والاستجابةَ له.
تقول خبيرةُ الروبوتات Fumiya Lida من جامعةِ Cambridge في بريطانيا، أن تعليمَ الروبوتاتِ هو أحدُ أكثرِ الأشياءِ أهميَّةً وتحدٍّ وذلك لأنه سيجعلها أكثر ذكاءً. إنّ Fumiya لم تكن من فريقِ البحثِ في هذا المشروع ولكنها قالت لـ BBC أن التعلّم يعتمدُ مبدأَ التجربةِ والخطأ، وأن الطفلَ عندما يتعلّم أن التعثُّر أثناءَ المشي يُسببُ الألم فإنه يحاولُ أن يمشي بمهارةٍ أكثر.
يُذكَر أن هذه ليست المرةَ الأولى التي يحاولُ فيها الباحثونَ جعلَ الروبوتاتِ شبيهةً بالبشر، فهذا العامُ قامت DARPA بتمويلِ مشروعٍ لتعليمِ العاطفةِ للروبوتات، وذلك بتعليمهم قراءةَ قصصِ الأطفال، وهو أحدُ مشاريع DARPA التي تهدفُ إلى جعلِ الروبوتاتِ قادرةً على تمييزِ الخطأِ من الصواب.
قام Keuhn و Haddadin بنشرِ ورقةٍ بحثيةٍ تتضمَّن التجاربَ التي قاموا بها إلى الآن، إلا أنهم ما زالوا يعملونَ على تطويرِ هذا النظام. ومن الممكن في نهايةِ الأمرِ أن تتطوَّر الروبوتاتُ لتُصبح شبيهةً بالبشرِ أكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى.[1]
المصدر :
[1] : Ackerman، E. (2016، May 24). Researchers Teaching Robots to Feel and React to Pain. Retrieved July 03، 2016، from
هنا
[2] : NIELD، D. (2016، May 28). Scientists just started teaching robots to feel pain. Retrieved July 03، 2016، from
هنا