سرطان المريء Esophageal cancer
الطب >>>> السرطان
يحتلُّ سرطان المريء المرتبةَ السابعةَ على لائحة الوفيات السرطانية عند الذكور، ويُعتبر أكثرَ شيوعاً في العقدين السادس والسابع من العمر، حيث تزداد نسب الإصابة به بحوالي الـ 20 ضعف عند الأشخاص الأكبر من الـ 65 عام نسبةً للأشخاص الأصغر من ذلك العمر.
ما هي أعراض سرطان المريء؟
للأسف لا تظهر أعراض سرطان المريء عندما يكون في مراحله المبكّرة، وتظهر الأعراض عند تقدمه ووصوله إلى مراحلَ متقدمةٍ، ونذكرُ من هذه الأعراض:
• صعوبةً في البلع (غصّة وعسرة بلع).
• فقدانَ الوزنِ دون اتباع أي حمية لتخسيس الوزن.
• ألماً صدرياً (قد يكون ألماً ضاغطاً أو أنه يأخذ شكلاً حارقاً).
• حرقةً وسوءَ هضم.
• السعالَ أو بحةً في الصوت.
ما هو سبب حدوث سرطان المريء؟
ما يزال سببُ سرطان المريء غيرَ واضحٍ حتى الآن، فهو يحدث عندما تطرأ على الحمضِ النووي DNA في خلايا المريء بعضُ الطفرات، حيث تَدفعُ هذه الطفراتُ خلايا المريء للتكاثرِ والانقسامِ بشكلٍ شاذٍ خارجٍ عنِ السّيطرة، وتُشكّل هذه الخلايا الكثيرةُ الشاذةُ كتلةً ورميّةً تنمو داخلَ المريء ثُمَّ تُسارع بالانتشار خارجَه غازيةً الأعضاء المجاورة.
ما هي أنواع سرطان المريء؟
يُصنَّف سرطانُ المريء وفقَ نوعِ الخلايا المشكِّلةِ لهُ إلى:
• السرطانة الغدية Adenocarcinoma: تبدأ هذه السرطانة من الخلايا المُفرِزة للمخاط في المريء، وغالباً ما تتوضع هذه السرطانة في الجزء السفلي من المريء، وتُعتبر هذه السرطانة النمطَ الأشيعَ من سرطانات المريء في الولايات المتحدة الأمريكية.
• السرطانة شائكةُ الخلايا Squamous cell carcinoma: (الخلايا الشائكة هي خلايا مسطّحةٌ ورقيقةٌ تُبطِّن المريء)، تنشأ السرطانة شائكةُ الخلايا غالباً في الجزء المتوسط من المريء، وتُعتبر السرطانة شائكةُ الخلايا أشيعَ سرطانات المريء في أرجاء العالم.
• وهناك أنماطٌ أخرى نادرةٌ من السرطانات التي تُصيب المريء كاللمفوما والميلانوما والساركوما (سرطانةُ النُّسج الرخوة) والسرطانة صغيرة الخلايا.
ما هي عوامل خطورة الإصابة بسرطان المريء؟
يُعتَقَدُ بأنّ التخريشَ المزمنَ للمريء يُساهم في حدوث الطفرات في خلاياه مسبباً السرطان، ونذكر من هذه العوامل المخرشة:
• الكحول.
• القلسَ الصفراوي "ارتجاع الصفراء".
• الأكالازيا "تعذّر الارتخاء المريئي".
• شربَ المشروبات الساخنة جداً.
• عدمَ تناولِ كمياتٍ كافيةٍ من الخضار والفواكه.
• القلسَ المعديَّ المريئي "ارتجاع المريء".
• البدانة.
• مريء باريت: وهو حالةٌ مرضيّةٌ تُصيب الجزء السفلي من المريء وقد تؤدي إلى سرطانة المريء الغدية، وتنجمُ عن القلس المعدي المريئي المزمن حيث تؤدي العُصارةُ المعديّةُ -وعلى مدّةٍ طويلةٍ- إلى إحداثِ أذيةٍ وتغيّراتٍ ما قبلَ سرطانيةٍ في خلايا المريء.
• التدخين.
• التعرضَ لمعالجةٍ شعاعيةٍ سابقةٍ على الصدر أو أعلى البطن.
• كما لُوحِظ أنّ الرجالَ هُم أكثرُ عرضةً للإصابة بسرطان المريء من النساء، وكذلك فإنّ المسنين هم أيضاً أكثر عرضةً للإصابة به مقارنةً مع باقي الفئات العمرية.
كيف يتم تشخيص سرطان المريء؟
يقوم الطبيب بسؤال اِلمريض عن جميع الأعراض التي يشتكي منها ويقوم بأخذ تاريخه المرضي ويطلب بعضَ التحاليل الدموية وصورةً شعاعيةً بسيطة، كما يطلبُ الطبيب أيضاً إجراءَ تنظيرٍ هضميٍّ عُلويٍّ مع أخذِ خزعةٍ؛ حيث يتمُّ إدخالُ أنبوبٍ مزوَّدٍ بكاميرا ومنبعٍ ضوئيٍّ لفحص المريء عن كثب، ويتمُّ أخذُ بعضِ الخلايا أو قطعةٍ نسيجيةٍ صغيرةٍ من الكتلة المُشتبهة ليتمَّ فحصُها تحت المجهر الضوئي بحثاً عن الخلايا السرطانية.
ويتم أيضاً إجراءُ بعضِ الفحوصات الأخرى كالتصويرِ المقطعي المُحوسَب والـتصويرِ المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET SCAN وتنظيرِ الصدر للبحث عن وجود أي نقائلَ سرطانيةٍ خارج المريء، وذلك يساعدُ في تحديد المرحلة التي وصل إليها السرطان مما سيحدد سيرَ الخطة العلاجية.
العلاج:
ترتفعُ نِسبُ الشفاء من سرطان المريء كما غيره من السرطانات عند اكتشافه المبكر، ولكنْ لسوء الحظ غالباً ما يتأخر تشخيصُ سرطان المريء حتى يصلَ إلى مراحله المتأخرة، وتعتمد الخطّةُ العلاجيّةُ على المرحلةِ التي وصل إليها السرطان، بالإضافة إلى الحالةِ العامّةِ للمريض. ومن الطرق العلاجية المتبعة:
- العلاجُ الجراحي: إذا كان الورمُ صغيراً جداً ولمَّا ينتشر بعد إلى خارج المريء، سيقومُ الجرَّاحُ باستئصالِ هذا الورم مع هامش أمانٍ من النسيج السليم من المريء، وقد يقوم الجراح باستئصال الجزءِ المُصابِ من المريء مع تجريف العقد اللمفية المجاورة، ثم يتمُّ رفع المعدة إلى الصدر لتعويضِ الجزء المستأصل من المريء، فالمريء كما نعلم هو العضو الوحيدُ المسؤول عن نقل الطعام من البلعوم حتى المعدة.
ونذكر من مضاعفات جراحات سرطان المريء؛ الإنتانَ والنزفَ والتسريبَ من مكان الخياطة.
- العلاجُ الكيماوي: قد يُستخدَمُ العلاجُ الكيماويُّ قبلَ الجراحةِ أو بعدَها، وقد يُلجأ إلى العلاج الكيماوي عند مرضى المراحل المتقدمة من سرطان المريء لتخفيف أعراضهم، وقدّ يتم استخدامُ العلاج الكيماوي إلى جانب العلاج الشعاعي عند مرضى سرطان المريء.
- العلاج الشعاعي: قد يُستخدم العلاج الشعاعي قبلَ الجراحة أو بعدَها، ويُستخدم العلاج الشعاعي أيضاً لتخفيف الأعراض الناجمة عن السرطان في مراحله المتقدمة، كأن يَكبُرَ حجمُ الورم بشكلٍ كبير مما يعيق مرور الطعام إلى المعدة.
ولكن إذا تقدّمَ سرطانُ المريء بدرجةٍ كبيرة وظهرت اختلاطاتُه الشديدة، يلجأ الاطباء إلى معالجة المضاعفات الناجمة عن سرطان المريء ومنها:
- تخفيفُ انسداد المريء: إذا أدى السرطان إلى تضيّقُ لُمعةِ المريء بشكلٍ كبير، قد يقوم الجراح بواسطة التنظيرِ وبعضِ الأدواتِ الخاصة بتوسيع لمعة المريء ووضع دعامةٍ معدنيّةٍ للإبقاء على اللمعة مفتوحةً لتمرير الطعام.
- تأمينُ التغذية: إذا كان المريضُ يعاني من عُسرة بلعٍ شديدةٍ تمنعه من الأكل، يُوصي الأطباء بوضعِ أنبوبٍ للتغذية يُوصِلُ الطَّعامَ مُباشرةً إلى المعدة أو الأمعاء الدقيقة.
المصادر:
هنا
هنا
هنا