إيلون ماسك .. بين الجنون والعبقرية
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> ريادة الأعمال
رائد أعمال عبقري من جنوب افريقيا و المؤسس الغني عن التعريف لشركتي تيسلا موتورز (Tesla Motors) و سبيس اكس (SpaceX) التي قامت بإطلاق أول مركبة فضائية ولكن لأغراض تجارية.
بدايات حياته
ولد إيلون ماسك في جنوب افريقيا عام 1971. كان يملك حاسوبه الأول في سن العاشرة، و بدأ بتعلّم البرمجة بنفسه. في عمر الاثنا عشرة سنة، قام ببيع أول برنامج له ـــ على شكل لعبة حاسوب مقابل 500$. وكان تعليقه على ذلك فيما بعد بأنها كانت لعبة عديمة الفائدة، ولكنها بالتأكيد أفضل بكثير من "Flappy Bird"
في عام 1989 وفي عمر السبع عشرة سنة انتقل الى كندا والتحق هناك بجامعة كوينز حيث ترك الدراسة فيها بعد سنتين فقط لينتقل بعدها الى جامعة بنسلفانيا لدراسة الفيزياء و الاعمال جنباً إلى جنب ليتخرج من الاثنتين معا في الوقت نفسه فيما بعد.
بعد مغادرته لـ بنسلفانيا، التحق بجامعة ستانفورد في كالفورنيا ليبدء دراسة الدكتوراة، إلا أنه غادرها بعد يومين فقط حيث تزامن وجود ماسك في كالفورنيا مع بداية انتشار الانترنت ليحاول اقتناص فرصة الثراء المصاحب له وذلك مع بداية فقاعة الأزمة المالية التي خلقتها مواقع الانترنت في تلك الفترة. قام ماسك وأخوه كيمبل بأخذ مبلغ 28000$ من والديهما ليؤسسا شركة Zip2. حيث كانت عبارة عن دليل للمواقع المحلية على الانترنت، وكانت تقوم بتوفير الخدمة لبعض المواقع الشهيرة كصحيفة نيويورك تايمز و شيكاغو تريبيون Chicago Tribune.
البداية كانت صعبة على ماسك حسب تعليقه على هذه الفترة من حياته "كنت أعيش في المكتب و أستحم في مبنى جمعية الشبّان المسيحيين" على حد وصفه، إلا أن جهوده أثمرت حين قامت شركة كومباك (Compaq Computer Corporation) في عام 1999 بشراء شركة (Zip2) مقابل 307$ مليون دولار امريكي نقدا و 34$ مليون دولار على شكل أسهم ليصبح إيلون ماسك بذلك مليونيرا في عمر العشرينات.
المعنى الحقيقي لرائد الأعمال
في عام 1999 كان الشريك المؤسس لشركة (X.com) لتأمين الخدمات المالية عن طريق الانترنت. بعد عام أدى اندماج كل من شركة (X.com) و شركة كونفينيتي الى انشاء ما يعرف اليوم بشركة (PayPal)، حيث تمَّ تعيين ماسك كمدير تنفيذي لشركة (PayPal)،و لكن بعد فتره قصيرة اختلف مع المؤسسين، و على إثرها قرر مجلس الإدارة إقالته من منصبه و هو في طريقه إلى استراليا لقضاء إجازته حيث علّق ساخراً لمجلة فورتشن بأنَّ هذه هي المشكلة الأساسية للإجازات.
بقي ماسك المساهم الأكبر في الشركة إلى أن استحوذت عليها في عام 2000 شركة (eBay) بصفقة قيمتها 1.5$ مليار، كانت حصة ماسك 165$ مليون من عملية البيع.
لم يكتفي ماسك عند هذا الحد، بل قام في عام 2002 بتأسيس شركته الثالثة سبيس اكس (SpaceX) بهدف إعداد رحلات فضائية تكلفتها أرخص بحوالي 10 مرات من تكلفتها الحالية.
22 أيار عام 2012
دخل كل من ماسك و شركة (SpaceX) التاريخ عندما قامت الشركة باطلاق صاروخ "Falcon9" إلى الفضاء وهو مركبة فضائية غير مأهولة مهمتها نقل حمولة يبلغ وزنها 1000 باوند الى رواد الفضاء المتواجدين هناك، لتكون بذلك أول شركة خاصة ترسل مركبة فضائية الى محطة الفضاء الدولية.
الامكانية غير المحدودة لاستكتشاف الفضاء والحفاظ على بقاء الجنس البشري كانتا الاساس لاهتماماتة الدائمة، و في هذا السياق قام بتأسيس مؤسسة ماسك المتخصصة في استكشاف الفضاء و إيجاد مصادر نظيفة و متجددة للطاقة.
Tesla Motors
مشروع ماسك في الفضاء لم يبعده عن استمرار مشاريعه على الأرض حيث أقدم على مغامرة أخرى جديدة وهذه المرة في السيارات حيث كانت تيسلا موتورز شركة متخصصة في إنتاج السيارات الكهربائية بأسعار مقبولة، تم تأسيسها في عام 2003 من قبل المهندسين مارتن إيبرهارد ومارك تاربينينغ. في عام 2004 استثمر ماسك مبلغ 70 مليون دولار في هذه الشركة، بالاضافة إلى قيامه بالإشراف على تصميم نموذج (Roadster).
بعد خمس سنوات من تأسيسها، كشفت الشركة عن نموذجها (Roadster)، وهي سيارة رياضية لديها القدرة على التسارع من سرعة 0 الى 60 (ميل/الساعة) بزمن 3.7 ثانية، وتقطع مسافة 250 ميل بعد كل عملية شحن.
بعد ذلك حققت الشركة نجاحا آخراً بطرحها نموذج S كأول سيارة كهربائية عائلية قادرة على قطع مسافة 265 ميل لكل عملية شحن حيث فاز هذا النموذج بجائزة سيارة العام 2013 من قبل مجلة Motor Trend.
لم تتوقف الامور عند هذا الحد، ففي عام 2006 أسس ماسك مع أولاد عمه شركة (SolarCity) وهي شركة لانتاج الطاقة النظيفة و الحد من الاحتباس الحراري عبر صناعة و تركيب الالواح الشمسية.
كانت شركة تسلا تعاني من أزمة مالية كبيرة، مما اضطر ماسك ليضخ 40 مليون دولار لتوفير السيولة المطلوبة لينقذ الشركة من الإفلاس حيث أصبح المدير التنفيذي لهذه الشركة في نفس السنة إلا أنها كانت السنة الأسوأ في حياته على حد تعبيره، فبين شركة سبيس اكس وتيسلا وسولار سيتي فقد انتهى به المطاف بالإفلاس والعيش على القروض الخاصة، حيث استمرّت خسائر شركة تسلا وشركة سبيس اكس بالاضافة الى مشاكله الخاصة و طلاقه من زوجته جوستين ماسك التي لديها منه ستة أولاد.
مع نهاية عام 2008 بدأت الامور تتحسن، حيث وقّعت شركة (SpaceX) عقد مع ناسا بقيمة 1.5 مليار دولار، نصَّ على التعامل مع نقل الحمولات الى محطة الفضاء الدولية لتحل محل المكوكات الفضائية لناسا، وبدأت شركة تيسلا بجذب المزيد من المستثمرين ليتم الإعلان عن الاكتتاب العام لهذه الشركة في حزيران عام 2010 حيث وصل إجمالي المبلغ المكتتب به إلى 226 مليون دولار وبذلك عادت المياه إلى مجاريها في عالم الأعمال لدى ماسك، إلاَّ أن حياته الشخصية كانت متقلّبة حيث تجوّز من الممثلة Talulah Riley في عام 2010، إلا أنهما تطلقا وتزوجا بعد ذلك عدة مرّات لينتهي الأمر بهما بالطلاق عام 2016، إلا أنَّ أمور العمل كانت على أحسن وجه حيث حقق صاروخ Falcon 9 أول هبوط ناجح على سطح البحر ومجهّز بتقنية إعادة التدوير ليستخدم مرة إخرى بدلاً من إتلافه مع تكلفته الهائلة.
في سعيه الدائم لتطبيق أفكاره الابداعية على أرض الواقع، أطلق ماسك في عام 2013 فكرته حول نمط جديد للنقل يعرف بـ (Hyperloop ) ، ابتكار جديد هدفه توفير الوقت في التنقل بين المدن الرئيسية بسرعات فائقة تصل الى 700 ميل/ساعة. ـــ تخيل انك تسافر من مدينة لوس أنجلوس إلى مدينة سان فرانسيسكو خلال 30 دقيقة ـــ صرّح ماسك بأن هذه الفكرة قد تحتاج من 7 الى 10 سنوات ليتم بناءها وتصبح جاهزة للاستخدام.
حسب تقديرات ماسك فإنَّ هذه التقنية ستكون أكثر أمانا من القطار و الطائرة و بكلفة تقديرية تصل الى 6$ مليار – أهمية هذا الرقم تكمن في أنه لايساوي إلا عشر تكلفة نظام السكك الحديدية المخطط بناءه من قبل ولاية كاليفورنيا – إلا أن هناك الكثير من الشكوك حول هذه التقديرات من قبل النقاد..
كما دفع ماسك شركة تيسلا لتطلق سيارات مجهزة بقيادة ذاتية بعدة أشكال ..
في نهاية عام 2015 أسس ماسك مشروع "OpenAl": هو مشروع غير تجاري، يهدف الى العمل على عدم السماح للذكاء الاصطناعي بتدمير البشرية. الموضوع جدّي بالنسبة لـ ماسك.
كشف ماسك مؤخرا عن خطتة لضم شركة (SloarCity) الى شركة تيسلا، لتعمل هاتان الشركتان المبتكرتان تحت سقف واحد في مجال أبحاث الطاقة و تطويرها.
المصادر
هنا
هنا
هنا