الشتائم
التعليم واللغات >>>> اللغويات
نشرت مجلة علوم اللغة Language Sciences دراسةً بينت عدم ارتباط استخدام الألفاظ النابية بانعدام الطلاقة الشفوية بل العكس. فقد قام الباحثون بتطويع أكثر من 200 طالبٍ جامعيٍّ ممن تتراوح أعمارهم ما بين 18-22 عاماً لإجراء اختبار الطلاقة اللفظية COWAT، الذي يقيس النتاج التلقائي للكلمات التي تنتمي لفئةٍ واحدةٍ. بالإضافة إلى إتمام اختباراتٍ تحريريةٍ وشفهيةٍ في ثلاث فئاتٍ محددةٍ وهي: الطلاقة العامة (مفردات قياسية)، والطلاقة في استخدام الكلمات النابية (كلمات بذيئة)، والطلاقة في أسماء الحيوانات (كلماتٍ مثل: طائرٍ وخفاشٍ ونمرٍ).
يقول مُعدّ الدراسة د. تيموثي جاي أن الطلاقة في استخدام كلمات السِباب أو ما يُسمى ب"Taboo" (أي الممنوعة) ترتبط بشكلٍ قاطعٍ مع الطلاقة اللفظية الإجمالية. ما يعني أنه كلما كبر مقدار معرفة الشخص بكلماتٍ منتميةٍ لفئةٍ ما، كبر بالتالي مقدار معرفته شفوياً ولفظياً بكلماتٍ تنتمي لفئاتٍ أخرى. فالجزء المتعلق بالطلاقة في أسماء الحيوانات باختبار COWAT هو جزءٌ ذو دلالةٍ لفظيةٍ يختبر كلماتٍ أكثرَ من الجزء المتعلق بالكلمات النابية، مما سمح للباحثين بإجراء مقارناتٍ بين فئات الطلاقة الثلاثة من أجل تحديد الترابط فيما بينها بشكلٍ أفضل.
أُجرِيَ الجزء الأول من الدراسة على 43 شخصاً (30 منهم نساء)، حيث طُلب منهم أولاً ذِكر ما استطاعوا من الكلمات البذيئة خلال 60 ثانية، ثم ذِكر ما استطاعوا من أسماء الحيونات خلال 60 ثانية أيضاً، بالإضافة إلى خضوعهم لاختبار الطلاقة اللفظية الموحّدة FAS. أما الجزء الثاني من الدراسة فقد أُجريَ على 49 شخصاً (34 منهم نساء)، طُلِب منهم كتابة ما استطاعوا من الكلمات البذيئة ومن أسماء الحيوانات التي تبدأ بحرف (a)، والخضوع لاختبارات FAS لتقييم طلاقتهم اللغوية الإجمالية.
استنتجت الدراسة أن القدرة على تذكر واستعمال كلماتٍ بذيئةً ليست مؤشراً على فقرٍ لغويٍ عامٍ، بل إن الطلاقة في استخدام الكلمات البذيئة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمقاييس الطلاقة اللفظية الأخرى. ويُمكن اعتبار امتلاك الشخص لمخزون ضخم من الكلمات النابية أفضل مؤشرٍ على امتلاكه قدراتٍ لفظيةً قويةً أكثر من كونه غطاءً للنقص اللغوي. كما بيّنت الدراسة عدم وجود فروق في حجم قاموس الكلمات المحرّمة بين الجنسين.
كان هدف د. جاي من الدراسة هو دحض الفكرة القائلة أن السبب وراء السِّباب هو امتلاك الشخص لمفردات سيئة دون غيرها، مشيراً إلى دراسةٍ سابقةٍ صنّفت أولئك الذين يتفوهون بالألفاظ البذيئة في درجةٍ أقل من حيث الوضع الاجتماعي والفكري من الأشخاص الأكثر تحفظاً. وأضاف أن الأمر يتعلق بذكاء الشخص العاطفي ليعرف توقيت وكيفية استخدام هذه الألفاظ. فالناس الذين يستعملون الكلمات النابية يدركون الطبيعة التعبيرية لهذه الكلمات وفوارقها الدقيقة، مما يعني وجود مهارةٍ لغويةٍ مؤكدةٍ.
وعلى الرغم من صغر العينة التي أُجريت الدراسة عليها إلا أنها لقيت اهتماماً واسعاً كونها تقف في وجه التحيّز ضد اللغة البذيئة، فبعض الدراسات ترى في استخدام الكلمات البذيئة مسكّنَ آلامٍ مضاعفٍ.
المصادر:
هنا
هنا