مشروبات الطاقة وتلف الكبد، ماذا تقول الدراسات؟
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
وفي الفترة ما بين عامي 2007-2011 تضاعفت الزيارات المتعلقة باستهلاك مشروبات الطاقة إلى قسم الطوارئ في الولايات المتحدة، وما يُقلق أكثر هو المزج بين مشروب الطاقة والكحول الذي يؤدي إلى الإفراط في الشرب .
ومن المعروف عن مشروبات الطاقة غناها بكلٍّ من الكافئين والسكر الَّلَذين يعود إليهما التأثيرُ المضرُّ لهذه المشروبات، لكن تقريراً جديداً أظهر تأثيراً سلبياً لهذه المشروبات يؤدي إلى تلف الكبد.
ووفقاً لهذا التقرير فإن رجلاً بعمر 50 سنة يعاني من التهاب كبد حادٍّ كان قد تناول 4-5 عبوات من مشروب الطاقة يومياً لأكثر من 3 أسابيع، كما شُخِّص التهاب الكبد الحاد أيضاً عند امرأة تبلغ من العمر 22 سنة تستهلك مشروبات الطاقة بإفراط شديد.
حيث أنَّ الرجلَ الخمسيني لم يكن يعاني من أي مرض ولم يتعاطَ أي دواءٍ أو جرعة مخدرات ولا يوجد حالات التهاب كبد في تاريخ عائلته، إلا أنَّه بدأ بتناول مشروبات الطاقة ليبقى صاحياً خلال عمله، وبعد 3 أسابيع من استهلاكها بدأت تظهر عليه أعراض مثل التعب العام وفقدان الشهية وألم بطني حاد والأرق والغثيان كما ترافقت هذه الأعراض مع حدوث اليرقان و تغير لون البول إلى لون داكن.
وعند فحص المريض تبيَّن ارتفاع مستوى أنزيم يدعى Transaminases مما يشير إلى حدوث تلف في الكبد، ومن خلال أخذ خزعة من كبد المريض تبين وجود التهاب كبد حاد كما وجد الأطباء أدلة حول حدوث التهاب الكبد المزمن من النوع C.
وبالرغم من إصابة الرجل بالتهاب الكبد C إلا أنَّ الأطباء فسروا حدوث التهاب الكبد الحاد عنده بسبب الإفراط في تناول فيتامينB3 المعروف باسم النياسين، حيث استهلك هذا الرجل 160-200 ملغ منB3 يومياً أي ضعف الجرعة اليومية الموصى بها.
وبالرغم من أنَّ هذه الجرعة الزائدة لا تسبب السُميِة عادةً إلا أنها مشابهة للنسبة التي ذُكرت في التقرير حول وجود ارتباط بين مشروبات الطاقة والتهاب الكبد. بينما قامت المرأة العشرينية باستهلاك 300 ملغ من النياسين وهي أقل نسبة تسبب السمية.
المكملات الغذائية وسمية الكبد:
يُعزى حوالي 50% من حالات ضعف الكبد في الولايات المتحدة الأمريكية إلى المكملات الغذائية والأعشاب، حيث يشير الكاتب إلى أنَّه وبالرغم من مكوناتها الطبيعية قد تكون مضرة بصحة الكبد، فحوالي 23000 زيارة سنوية إلى قسم الطوارئ في المستشفيات كانت بسبب تناول هذه المكملات.
ووفقاً لمؤلفي البحث تُعد كل من الفيتامينات والمكملات الغذائية سموم كبدية ويجب عدم الإصغاء للمقولة الشائعة بأنَّ هذه المكملات الغذائية ذات مكونات طبيعية لذلك فهي غير مضرة.
يعتمد العلاج الأولي لالتهاب الكبد الدوائي على الإيقاف الفوري لتناول المادة المسببة لهذا المرض حتى يستعيد الكبد طبيعته وغالباً هذه العملية تحتاج لعدة أيام فقط.
إنَّ هذا التقرير يساعد الأطباء في القضاء على سبب التهاب الكبد والمسارعة في العلاج، لذلك يوصي الأطباء بوجوب توعية الناس حول مخاطر استهلاك مشروبات الطاقة على الكبد وخاصةً أنّ بعض مكوناتها مثل النياسين تتجاوز الحد الأقصى المسموح بتناوله يومياً.
المصدر:
هنا