التيامين أو الفيتامين B1
هو أحد الفيتامينات الذوابة في الماء، يتواجد الثيامين طبيعياً في بعض الأغذية ويضاف إلى بعض المنتجات الغذائية، كما يتوفر كمكمل غذائي. يلعب هذا الفيتامين دوراً هاماً في عملية استقلاب الطاقة، وبالتالي في النمو، ووظيفة الخلايا. يتم تخزين الثيامين في الجسم في الكبد بشكل رئيسي ولكن بكميات صغيرة جداً ولأن عمر هذا الفيتامين قصير جداً لذا يجب تناول الأغذية الغنية به بشكل متواصل للحفاظ على مستواه في الجسم.
حوالي 80٪ من كمية الثيامين المتوافرة في الجسم والتي تقدر بـ 25-30 ملغ تكون على شكل ثنائي فوسفات الثيامين thiamin diphosphate (TDP)، المعروف أيضاً باسم الثيامين بيروفوسفات، وهو الشكل الفعال من الثيامين الضروري لعملية الإستقلاب، كما يلعب أيضاً دور عامل مساعد أساسي لخمس أنزيمات مسؤولة عن استقلاب الغلوكوز، والأحماض الأمينية، والدهون. وكذلك فإن البكتيريا الموجودة في الأمعاء الغليظة تساهم في تركيب الثيامين بشكله الحر وبشكل TDP، ولكن نسبة مشاركتها في حاجة الجسم التغذوية من الثيامين غير معروفة حالياً.

المصادر الغذائية
يتواجد الثيامين في العديد من المصادر الغذائية ومنها الحبوب الكاملة واللحوم والأسماك والخبز. كما تحتوي منتجات الألبان ومعظم الفواكه على الثيامين بكميات قليلة. إن تسخين هذه الأغذية يخفض من محتوى الثيامين فيها، فعلى سبيل المثال، يحتوي الخبز على 20٪ -30٪ ثيامين أقل من محتوى مكوناته الأولية، كما أن بسترة الحليب تقلل من محتوى الثيامين (المنخفض جداً بالأساس) حيث يتم تنخفض هذه الكمية بنسبة تصل إلى 20٪.
بما أن الثيامين فيتامين ذواب في الماء، فإن رمي ماء السلق أو الطبخ يسبب فقدان كمية كبيرة من الفيتامين، كما أن تصنيع الطعام يسبب خفض نسبة الثيامين فعلى سبيل المثال يحتوي الأرز المقشور على عُشر كمية الثيامين الموجودة في الأرز البني غير المقشور.

مكملات الفيتامين B1:
يتوافر الثيامين في العديد من المكملات الغذائية. مكملات الفيتامينات والمعادن المتعددة الحاوية على الثيامين توفر عادة حوالي 1.5 ملغ الثيامين (100٪ من الحاجة اليومية)، وأحياناً أكثر. كما يتوافر أيضاً مكملات غذائية تحتوي على فيتامينB المركب (بما في ذلك الثيامين) أو مكملات الثيامين فقط. والأشكال الأكثر شيوعاً من الثيامين في المكملات هي أحادي نترات الثيامين thiaminmononitrate وهيدروكلوريد الثيامين thiamin hydrochloride، الثابتة والذوابة في الماء.
كما أن Benfotiamine وهو مشتق الثيامين الاصطناعي، يستخدم في بعض المكملات الغذائية، وهو مركب غير ذواب في الماء ويتم تحويله في الجسم إلى ثيامين.
أهمية الثيامين ووظائفه في الجسم:
عند الحديث عن وظائف الثيامين يجب ذكر أربعة أمراض يلعب الثيامين دوراً في المساعدة على تجنبها وهي الأمراض التالية:

• السكري:
نسبة الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري نوع 1 أو نوع 2 مترافق مع حالة نقص الثيامين يتراوح بين 17٪ إلى 79٪ حسب الدراسات التي أجريت حتى الآن. ففي دراسة أجريت على 76 مريض يعاني من داء السكري نوع1 أو نوع 2، ظهر أن 8٪ منهم يعانون من نقص الثيامين. وقد أظهرت بعض الدراسات الصغيرة أن إعطاء مكملات الثيامين عن طريق الفم بمقدار 150-300 ملغ / يوم يمكن أن يقلل مستويات السكر في المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2 أو ضعف تحمل الغلوكوز.

• قصور القلب:
تراوحت معدلات حالة نقص الثيامين عند المرضى الذين يعانون من قصور القلب في الدراسات من 21٪ إلى 98٪. وأظهرت إحدى الدراسات أن 33٪ من مجموعة مكونة من 100 مريض يعانون من قصور القلب المزمن كان لديهم نقص في الثيامين مقارنة ب 12٪ عند 50 متطوع من الأصحاء.

• الألزهايمر:
وفقا لدراسات على حيوانات التجربة، تبين أن نقص الثيامين يمكن أن يلعب دوراً في تطور مرض الألزهايمر فنقص الثيامين يسبب أكسدة الخلايا العصبية، وموتها، وفقدان الذاكرة، وتغيرات في استقلاب الغلوكوز وأعراض مرض الزهايمر. كما وجدت دراسة أخرى أن 13٪ من 150 مريضا يعانون من ضعف الإدراك وبعض الاضطرابات السلوكية يعانون من نقص الثيامين في مستوى بلازما الدم.

• متلازمة فيرنيككورساكوف Wernicke-Korsakoff syndrome:
واحدة من الاضطرابات العصبية الناتجة عن إدمان الكحول،حيث يكون هذا الاضطراب أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يعانون من إدمان الكحول المزمن بحوالي 8-10 مرات مقارنة بالأشخاص غير المدمنين، ويزداد عند المرضى الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي الحادة، كما يتطور بشكل كبير عند مرضى الأورام الخبيثة الدموية، ومرضى الإيدز. تظهر متلازمة فيرنيككورساكوف على شكل مرحلتين عند الكثير من المرضى، وعادة ما تتميز المرحلة الأولى بكونها حادة، ومهددة للحياة، وتتميز باعتلال الدماغ بسبب اعتلال الأعصاب المحيطية. قد تصل نسبة الوفيات عند الأشخاص الذين يعانون من اعتلال الدماغ إلى 20% إذا لم يتم علاجهم.

سنتناول في المقال القادم، الحالات المرضية الناجمة عن نقص هذا الفيتامين أو الافراط في تناوله والحاجة اليومية منه..

المصدر: هنا

فيمايلي يمكنك الاطلاع على ما نشر من مقالات ضمن سلسلة الفيتامينات:
الفيتامينات ... بداية الحكاية : هنا
الفيتامين A: هنا
فيتامين D: هنا
الفيتامين E: هنا
الفيتامين K: هنا
الفيتامين C: هنا هنا
الفيتامين B12: هنا