السببية العقلية
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> الفلسفة
تابع معنا هذا المقال لتعرف الجواب..
ينطبق مصطلح "السببية العقلية" على المعاملات التي تنطوي على أحداث أو حالات عقلية، كالمعتقدات والرغبات والمشاعر والإدراكات.
وإجمالاً، يُستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى الأوضاع التي تحدث عندما تسبب حالة عقلية رد فعلٍ جسدي. فعلى سبيل المثال: عندما ترى صحناً طائراً متجهاً نحوك، فإدراكك ذلك ينجم عنه حالة نفسية تسبب بدورها حدثاً مادياً، ألا وهو وثبك نحو الأعلى لالتقاط الصحن.
ومن الجدير أيضاً بالذكر، أن "السببية العقلية" تشمل - إضافة لما سبق - الحالات التي تحدث عندما تبرز معاملة سببية من بين الوضعيات العقلية الأخرى. ومثال على ذلك: عندما يكون المرء مستغرقاً في أمر ما كالتخطيط، أو منخرطاً في عمل، أو يحل مشكلة، وربما يتذكر شيئاً، حتى تتوارد إلى ذهنه سلسلة من الأفكار بشكل مختلف.
ليس بالضرورة أن يشمل مصطلح "السببية العقلية" تلك الخزعبلات كـ طي الملاعق باستخدام العقل، والاضطرابات السيكوسوماتية (البدنفسية)، أو السيطرة على جسد أحدهم بالتأمل باليوغا. بل إن مجرد تلويحك بيدك (حدث جسدي) رغبة في تحية صديق لك (حدث نفسي) يكفي تماما ليعطي مثالاُ عن السببية العقلية.
إن شيوع ظاهرة السببية العقلية ليس هو وحده سبب أهميتها، فهي تعتبر أمراً جوهرياً لمفهومنا حول التصرفات المقصودة – على عكس التصرفات المقهورة – والتي في المقابل تعدّ أساساً للقوة، والإرادة الحرة، والمسؤولية الأخلاقية. فالفعل الذي يقصده الفلاسفة هنا، ليس الحركة الجسدية المجردة فحسب، كومضة العينين اللاإرادية، بل هي الفعل الذي يقوم به الإنسان عن قصد مسبق. كالغمز بغرض جذب انتباه شخص ما.
السببية العقلية، هي المفصل بين الحركة الجسدية المجردة والفعل بما أن الأفعال تتبع الحالات النفسية كالنوايا والدوافع. وبالمقابل، يعد هذا التمييز في غاية الأهمية لقياس المسؤولية الأخلاقية، بما أن فرض الأحكام أو عدمه على المسؤولية الأخلاقية يستند إلى توافر القصد في الفعل.
هناك بعض العلامات المفترضة والمميزة للحالات العقلية، والتي تطرح مشاكل عن قدرتها على بسط قوى السببية:
• أن تكون المادة غير ملموسة (مشكلة الموقع المكاني، و مشكلة المحافظة)
• الفشل في التكيّف مع القياسات التي على هيئة الانتظامات (مشكلة الخروج عن الانتظام)
• أن يكون خارجاً عن جسد العامل (مشكلة الخرجانية)
• أن يكون منزاحاً عن محلّه بفعل الحالات العقلية (مشكلة الإقصاء).
المصدر: هنا