نظرية العقل- Theory of Mind
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> الفلسفة
تعدُّ نظرية العقل فرعاً من فروع العلوم الإدراكية، تبحث حول الكيفية التي نعزو بها حالات الآخرين النفسية وكيف نستخدم هذه الحالات في تفسير وتوقع أفعالهم. ولنكون أكثر دقة، إن نظرية العقل هي الفرع الذي يبحث في قراءة الأفكار، التحليل الذهني، والقدرات الذهنية. إذ يمتلك جميع البشر هذه المهارات منذ طفولتهم المبكرة. وهي تستخدم في معالجة حالات كأولئك أصحاب الحالات النفسية غير القابلة للملاحظة، بالإضافة لتوقع وتفسير السلوك المتعلّق بها. وتسمى هذه القدرات الذهنية عند الفلاسفة بـ "علم نفس العامة"، وتسمى عند علماء الإدراك بـ "علم النفس البديهي"و "علم النفس الساذج".
من الجدير بالذكر أن "نظرية العقل" ليست هي التعبير المناسب لوصف مجال البحث هذا، ولا حتى للإشارة إلى قدراتنا الذهنية. إذ يبدو أن النظرية هذه تفترض منذ البداية صحة شأن معين من شؤون الطبيعة، وكذلك صحة تطور قراءة الأفكار، وهذا الشأن بدوره يُعدّ الرؤية التي تعتمد على انتشار نظرية عن المجال العقلي، والمماثلة لنظريات العالم الفيزيائي (الفيزياء الساذجة). لكن هذه الرؤية – والتي تعرف بـ نظرية النظرية - هي واحدة فقط من تفاسير عدة قُدمت لتعليل قدراتنا الذهنية.
بالمقابل، فإن الباحثون في نظرية المحاكاة العقلية قد اقترحوا أن ما يقبع في أصل "قراءة الأفكار" هو ليس أي نوع من المخطط التصوري عند "علم نفس العامة"، إنما هو نوع من النمذجة (المحاكاة) الذهنية. إذ يستخدم المُقلِّد عقله كنموذج نظير لعقل المُقلَّد.
إن نظرية النظرية و نظرية المحاكاة كلاهما من أهم النظريات، وقد ثبت بعض واضعي نظرية النظرية على أن نظريتنا الساذجة عن العقل، هي نتاج الممارسة العلمية لمهارة وضع النظريات في مجال ما عموماً. ويدافع آخرين منهم عن فرضية مختلفة تماماً، وهي أن قراءة الأفكار تستند على نضوج عضو عقلي مكرّس في علم النفس. إضافة إلى ذلك، تُظهر نظرية المحاكاة جوانب مختلفة تماماً، إذ أنه استناداً للنسخة المعتدلة لمنهج المحاكاة، فإن المفاهيم العقلية ليست مستبعدة تماماً من المحاكاة. فالمحاكاة يمكن أن تُرى على أنها عملية تنشأ وتتظاهر بسمة ذاتية أن الحالة العقلية مقصودة، لتطابق تلك الموجودة لدى العامل المقلَّد، ومن ثم نسقطها على الهدف.
على نقيض ذلك، فإن النسخة المتطرّفة لمنهج المحاكاة، يرفض أسبقية الشخص الأول في قراءة الأفكار، وتدعي أننا نحول أنفسنا إلى العامل المقلّد بواسطة الخيال، مفسرين سلوك الهدف دون استخدام أي نوع من المفاهيم العقلية، حتى تلك التي تشير إلى أنفسنا.
في النهاية، الإدعاء بأن قراء الأفكار تلعب دوراً رئيساً في الفهم الاجتماعي البشري - وهو مشترك في كلا الفريقين (الباحثين في نظرية النظرية و الباحثين في نظرية المحاكاة) – كان محل تنافس بين كل من الفلاسفة المدفوعين بالظواهر وعلماء الإدراك، في مطلع القرن ال21.
المصدر: هنا