يُعَدُّ النوم عاملاً أساساً من عوامل الحياة، فهو يؤدّي دوراً مهمّاً في بقاء أجسامنا سليمةً وحفاظنا على صحةٍ جيدة، إضافة إلى أنّ نيل قسطٍ كافٍ من النوم -يتراوح بين سبع ساعاتٍ إلى ثمانٍ يومياً- يساعدنا في الحفاظِ على صحتنا الجسدية والعقلية على حدٍّ سواء ويهدّئ شعورنا بالتوتُّر.

ولكن ما الذي يحدث معنا حقيقةً أثناء النوم؟

نمرُّ خلال النوم بمرحلتَين رئيستَين تُسمّيان بدورةِ النَّومِ Sleep Cycle:
أ. حركة العين البطيئة (Non-REM: Non Rapid Eye Movement)
وتقسم إلى أربعة أطوار ( 1-2-3-4 )
ب. حركة العين السريعة (REM: Rapid Eye Movement)
إذ تتحرك العين في الاتجاهات كافّةً، وهذا لا يحدث في مرحلة Non-REM

يُمضي الجنس البشري ما يقارب 30% من مدّة النوم في مرحلة (Non-REM) ضمن الأطوار (1، 3، 4) ونحو 50% من هذه المدّة ضمن الطور الثاني منها، ويمضون تقريباً 20 % منها ضمن المرحلة الثانية REM)).
خصائص المرحلة Non-REM Sleep)):
تتميَّز هذه الفترة بانخفاض فعاليّة الجسم الفيزيولوجية؛ فكلَّما ازداد عمق النوم أصبحت موجات الدّماغ أبطأ وأوسع على مخطط كهربائيّة الدماغ EEG، فضلاً عن انخفاض معدل التنفس وضربات القلب وضغط الدم، وخلال هذه المرحلة يعمل الجسم على إصلاح الأنسجة المتضرّرة وبناء العظام والعضلات وتقوية الجهاز المناعي، وكما ذكرنا تقسم هذه المرحلة إلى أربعة أطوار مدّة كل منها (5-15) دقيقة تقريباً:
الطور الأول (Stage 1):
وهو الوقت اللازم للإغفاء، إذ تتناقص فيه فعاليّة كل من موجات الدماغ (Figure 1) والعضلات، وتكون حركة العينَين بطيئةً جدّاً، وقد يعاني بعض الناس في هذا الطور نوعاً من التشنجات والتقلصات (contractions) تُدعى بالرمع العضلي النومي - hypnic myoclonia.

الطور الثاني ((Stage 2:
وهو طور النوم الخفيف، وتتناقصُ فيه فعاليّة موجات الدماغ (Figure 1) تناقصاً أكبر، وتترافق مع فترات متناوبة عفويّة من التقلُّص والاسترخاء العضليّيَن، وتتوقّف فيه حركة العينيَن كلّياً، وينخفض معدّل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم أيضاً.

الطوران الثالث والرابع ((Stage 3-4:
وهما طورا النوم العميق، إذ يغدو من الصعب جدّاً إيقاظ الشخص النائم فيهما، وإن حدثَ وأيقظنا شخصاً ما أثناء هذين الطّورَين فقد يشعر ببعض الترنُّح (Groggy) وعدم التوجّه (Disoriented) لعدّةِ دقائق، وقد يعاني بعض الأطفال في طورَيّ النوم هذَين من البُوال الليلي (bedwetting) أو الذعر الليلي night terrors)) أو ربّما المشي أثناء النوم (sleepwalking).
يتميّزُ الطور الثالث Stage 3)) خصوصاً بوجود موجاتٍ دماغية بطيئة تُدعى موجات دلتا Delta Waves)) تتخلّلها موجاتٌ أُخرى أصغر وأسرع (Figure 1)، ثم ينتقل الدماغ إلى الطور الأعمق (Stage 4) الذي ينتج خلاله موجاتِ دلتا فقط.
تتوقّف في هذين الطورَين (Stage3-4) كلٌّ من الفعاليّة العضليّة وحركات العينيَن توقُّفاً تامّاً، ويصبح الجسم فيهما ثابتاً كليّاً، إضافة إلى استمرار انخفاض درجة حرارة الجسم وضغط الدم ومعدّل التنفس أكثر من الأطوار السابقة.
خصائص المرحلة (REM Sleep):
تلي هذه المرحلة الطورَ الرابع من المرحلة الأولى ((Non-REM Stage 4 وتُعَدُّ مرحلة الأحلام؛ فعند الدخول فيها يزداد معدّل ضربات القلب وتصبح عضلاتُ اليدَين والقدمينِ مشلولةً مؤقَّتاً، ويبدأُ التّنفسُ بالتسرُّع ويغدو سطحيّاً غيرَ منتظم، وتتحرّك العينان بسرعة في الاتجاهات كافّةً، ويرتفع ضغط الدم، إضافة إلى حدوث ما يُعرَف بالنّعوظ (penile erection) عندَ الذكور. ويمكن للمرء إذا ما استيقظ أثناء هذه المرحلة أن يصفَ ما رآه فيها من أحلام غريبة غير منطقية، ويبلغ النائم هذه المرحلة عادةً بعد مضيّ (70-90) دقيقة من استغراقه في النوم.

إنَّ تعاقب المرحلتَين السابقتَين (Non-REM) وَ (REM) حتى انتهائهما هو ما يُسمَّى بدورة النوم (Sleep Cycle)؛ وتستغرق هذه الدورة (90-110) دقائقَ وسطيّاً، وفي دورة النوم الأولى من كلِّ ليلة تكون عادةً مرحلة (REM Sleep) قصيرة المدّة وطورا النوم العميق أطولَ مدّةً، وكلّما استغرقنا في النّوم أكثر تزداد مدّة (REM Sleep) وتنقص مدّة النوم العميق، وبالطبع يختلف الأمر عند الأطفال الذين يمكن لهم أن يمضوا ما يقارب 50% من مدّة نومهم في المرحلة (REM Sleep) في حين يمضي البالغون 20% من هذه المدة أثناء المرحلة ذاتها.
Figure 1


Image: https://www.ninds.nih.gov

المصادر:
هنا
هنا
هنا