هل جعلتنا الأعشاب البحرية ما نحن عليه اليوم؟
الغذاء والتغذية >>>> منوعات غذائية
ولا يمكنُ لهذه العقولِ المتطوّرةِ أن تعملَ دون عددٍ من المغذياتِ الأساسية، كالمغنزيوم والزنك، وقد أشارت الدراسات العملية إلى تأثّرِ الدماغ البشري وتطورِه بمقدارِ ما يحصلُ عليه من هذين العنصرَين.
ووفقاً للبروفيسور Ole G. Mouritsen، خبيرُ الفيزياء الحيويةِ الجزيئية من جامعةِ الدنمارك الجنوبيةUniversity of Southern Denmark، فإن المغذياتِ الأساسيةَ اللازمةَ للانتقالِ من السلفِ البدائي إلى الإنسان العاقلِ موجودةٌ في الأعشاب البحرية، أو ما يُعرف بالطحالب البحرية.
ويمكن الحصولُ على هذه الأعشابِ البحرية وحصادُها بوفرة من الشواطئ، مما يجعلُ البيئة الساحليةَ مصدراً هاماً للإمداد المستمر من هذهِ المواد الغذائية، خاصّةً وأنّ الأعشابَ البحريةَ ما زالت حتى يومنا هذا صحيّةً ومغذيّةً للبشر اليوم كما كانت منذ ملايينِ السنين.
وفيما يلي قائمةٌ بأهمّ العناصرِ الغذائية الأساسيةِ التي تتواجد في الأعشابِ البحرية:
- التاورين Taurine:
ويمكن الحصولُ عليه من الطحالبِ الحمراء، والأسماك البحرية، والمحار، ولحوم الثدييات. كما أنّهُ موجودٌ بكميات كبيرةٍ في الجهازِ العصبي المركزي وشبكيّةِ العين، ويرتفعُ تركيزُه في الأدمغةِ الأكثرِ تطوراً، وتبلغ نسبةُ تواجدِهِ لدى البالغين حوالي ثلثَ الكميةِ الموجودةِ لدى الأطفال حديثي الولادة.
- المغنزيوم Magnesium:
يتواجد في البقوليات، وبذور اليقطين، والمكسرات، والطحالب. ويلعب دوراُ هاماً في الحمايةِ العصبية والإدراك، كما يُساهم في القدرةِ على تخزينِ معلوماتٍ جديدةٍ في الشبكاتِ العصبية.
- الزنك Zinc:
ويكثرُ في العديدِ من الأطعمةِ كاللحوم وخاصةً الكبد، والمحار، والقشريات، ومعظمِ الأعشاب البحرية. ويلعب دوراً أساسياً في التعلّمِ، والتطورِ، والذاكرة.
- فيتامين B12:
يتواجدُ حصراً في المنتجاتِ الحيوانية كاللحومِ والبيضِ والأسماكِ والحليبِ، ولكنَّ هناكَ استثناءً واحداً فقط؛ وهو أحد أنواعِ الأعشاب البحرية يُدعى Pyropia.. ويعدّ الفيتامين B12 ضرورياً لتدفقِ الدم في الدماغ والوظائفِ المعرفية كاللغة.
- اليود Iodine:
يتواجد اليود بوفرة في الأعشابِ (الطحالب) البحرية، وخصوصاً ذاتُ اللونِ البنيّ. ويعتبرُ اليود عنصراً هاماً لاصطناعِ هرموناتِ الغذة الدرقية، والتي تطوّرُ الجهازَ العصبي المركزي.
- الأحماض الدهنية غير المشبعة PUFAs:
على عكس الاعتقاداتِ السائدة، فإنّ المصدرَ الأصليّ للأحماضِ الدهنية عديدةِ عدمِ التشبّع ليس السمك والمحار فجسب، بل الطحالبُ الدقيقةُ والكبيرةُ كالأعشاب البحرية.
المصادر:
هنا
هنا
الدراسة المرجعية:
M. Lynn Cornish، Alan T. Critchley، Ole G. Mouritsen. Consumption of seaweeds and the human brain. Journal of Applied Phycology، 2017
هنا