أُجريَت دراسةٌ حديثةٌ في معهدِ إنترماوْنتِن الطبيِّ لأمراضِ القلبِ "Intermountain Medical Center Heart Institute" في مدينةِ سولت لِيْك "Salt Lake City" بخصوصِ هذا الشأنِ، ووجدَ الباحثونَ أنَّه بجمعِ معلوماتِ التّحاليلِ الدّمويةِ، وبحسبِ عمرِ المرضى، يمكنُ إنشاءُ معيارٍ يقيسُ الخطورةَ المستقبليةَ لتطوّرِ مرضٍ مزمنٍ لديهم. يمَكِّنُ هذا المعيارُ الذي سُمِّيَ بـ "معيار إنترماونتن لخطورة الأمراض المزمنة" أو ICHRON، من توقُّعِ حصولِ التشخيصِ الأوّلِ خلالَ ثلاثِ سنواتٍ، وبدقةٍ تُقاربُ الـ80%، لأكثرِ الأمراضِ المُزمنةِ شيوعاً، وتتضمّنُ الداءَ السُّكريَّ، والقصورَ الكُلْوِيَّ، والنوباتِ القلبيةَ، وفقدانَ الذاكرةِ، وغيرَها الكثير.

قامتِ الدكتورة هايدي ماي Dr.Heidi May وفريقُها بدراسةِ مجتمعٍ مؤلَّفٍ من المرضى الذكورِ والإناثِ غيرَ مُشخَّصين مُسبقاً بأمراضٍ مُزمنةٍ؛ إذ جرى تطويرُ ICHRON ضمنَ مجموعةٍ من هؤلاءِ المرضى، واختبارُه لدى مجموعةٍ أُخرى. أظهرتِ النتائجُ أنَّ الإناثَ اللواتي حصلنَ على درجةِ ICHRON متوسطةٍ أو مرتفعةٍ كُنَّ أكثرَ احتمالاً بعدّةِ أضعافٍ ليُشخَّصَ لديهنّ مرضٌ مزمِنٌ خلالَ ثلاثِ سنواتٍ، مقارنةً باللواتي حصلنَ على درجةٍ منخفضةٍ، في حينِ كانت الخطورةُ أعلى عند الذكورِ عند الدرجة نفسِها من الـ ICHRON مقارنةً بالإناثِ.

ويرى الباحثونَ ثلاثَ فوائدَ محتملةٍ رئيسةٍ

أولاً: يمكنُ للمرضى أن يعيشوا حياةً أكثرَ صحةً، وذلك بتجنبِ هذه الأمراضِ أو تدبيرِها بفعاليةٍ مُبكّراً.

ثانياً: تجنُّبُ المضاعفاتِ الخطيرةِ للأمراضِ المزمنةِ التي تنجمُ عادةً عن عدمِ تدبيرِها بشكلٍ صحيحٍ أو حتى نهائياً، مثلَ احتشاءِ العضلةِ القلبيةِ والسكتاتِ الدماغيةِ التي تنجمُ عن ارتفاعِ الضغطِ الدمويّ أو عن الداءِ السُّكريِّ غيرِ المضبوط.

ثالثاً: انخفاضُ تكاليفِ الرعايةِ الصحيةِ للمرضى بنسبةٍ كبيرةٍ؛ على سبيلِ المثالِ تقول الدكتورةُ ماي: "إذا حصلَ المريضُ على درجةِ ICHRON مرتفعةٍ، يمكنُ للطبيبِ أن يخطّطَ لرؤيةِ المريضِ بتواترٍ أكبر أو أن يَستعملَ علاجاتٍ أقوى، أمّا إذا حصلَ المريضُ على درجةٍ منخفضةٍ، فمنَ الممكنِ عندَها مراجعةُ الطبيبِ بتواتُرٍ أقلَّ أو التخلّي عن اختبارٍ كانوا يَنْوون إجراءَه".

قد يكونُ تأثيرُ هذه الدراسةِ واسعاً؛ فأكثرُ من نصفِ البالغين في الولاياتِ المتّحدةِ الأمريكيّةِ يعانونَ من مرضٍ مزمنٍ واحدٍ على الأقلِّ، إضافةً إلى إظهارِ التوقُّعاتِ بزيادةٍ تُقدَّرُ بـ 40% خلالَ السنواتِ العشرةِ القادمةِ. تقولُ الدكتورة ماي: "إنّهُ لمنَ الأوفرِ مساعدةُ المرضى على تحسينِ نمطِ حياتِهم مقارنةً بمعالجةِ احتشاءِ القلبِ، إضافةً إلى جميعِ الفوائدِ الجسَديّةِ والعاطفيةِ التي تَنتجُ من نمطِ حياةٍ أكثرَ صحةً".

إنَّ أداةَ ICHRON تدعمُ سياسةَ مركزِ إنترماونْتِن الطبيِّ في استخدامِ الطبِّ الوقائيِّ لتحسينِ صحةِ الناسِ والسيطرةِ على تكاليفِ الرعايةِ الصحيةِ؛ حيث صُمِّمَت بشكلٍ يُمكّن من حسابِ درجةِ ICHRON عن طريقِ السجلِّ الصحيِّ الإلكترونيِّ للمشفى، وذلك بنفقاتٍ ماديةٍ إضافيةٍ منخفضةٍ.

المصدر
هنا