بحيرات اندونيسيا
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
تم اكتشاف هذه البحيرات من قبل جيولوجيين هولنديين ما بين عامي 1914 – 1915، وما يميزها امتلاكها لألوان مختلفة بالرغم من مجاورتها لبعضها البعض ومن كونها ناتجة عن نفس النشاط البركاني، ومن المثير للاهتمام أكثر أن ألوانها تتغير من حينٍ لآخر ولا أحد يستطيع توقع متى يتغير هذا اللون.
اصطبغت البحيرات عند اكتشافها باللون الأحمر، والأزرق، والأبيض، وبعد بضعة سنوات كانت الألوان أبيض وأحمر وأزرق تركوازي، بينما أصبحت في شهر تشرين الثاني من عام 2009 بالأسود والأزرق التركوازي والبني، وفي شهر شهر تموز من عام 2010 كانت الألوان بدرجات غريبة ولامعة من الأخضر، أما في العام 2014 بدت البحيرات بالبنّي المسودّ والأخضر ولونٍ مائلٍ للحمرة.
Image: unimelb.edu.au
Image: unimelb.edu.au
تقول أسطورة السكان الأصليين بأن ألوان البحيرات تتغير تبعاً لمزاج أرواح الأسلاف التي التي تقطنها وفقاً لاعتقادهم، فهم يعتبرون البحيرات مرقداً لأرواح أسلافهم، وتعكس أسماء البحيرات بالإندونيسية ومعانيها هذه الأسطورة.
البحيرة الأولى " تيوو آتا بولو " وتعني البحيرة المسحورة وهي المرقد الأبدي للأرواح الشريرة، وتدعى الثانية " تيوو نواموري كوو فاي " أو بحيرة الرجل الشاب والعذارى وهي مرقد أرواح الناس الشابة التي توفت مبكراّ، أما البحيرة الثالثة فتدعى " تيوو آتا مبوبو " أو بحيرة الشيوخ فهي مرقد أرواح الشيوخ والناس الذين توفوا كباراً.
يفصل بين بحيرة الشيوخ وبحيرة الرجل الشاب والعذارى حاجز صخري تبلغ سماكته بضعة أمتار، بينما تبتعد البحيرة المسحورة عنهما نحو ميلٍ غرباً.
أما عن التفسيرات العلمية لتغير ألوان البحيرات فيبدو بأن هذا التغير اللوني عائدٌ للمنافذ البركانية النشطة تحت الماء، والتي تطلق باستمرار معدلات عالية من الغازات والمعادن، وتبخر بعض المواد الكيميائية مثل أكسيد الكبريت، كلوريد الهيدروجين، الكبريتيد، بالإضافة إلى غاز ثنائي الكربون، فيتشكل بالتالي ما يشبه الأمواج تحت الماء مما يؤدي إلى صعود هذه المركبات (بتأثير كثافتها) إلى سطح الماء، وبالتالي تغير مظهر ولون الماء تحت أشعة الشمس.
عادةً ما تكون مياه البحيرات ذات درجة حرارة مرتفعة، لذلك فهي لا تشكل موئلاً طبيعياً للأسماك أو للقشريات أو للحياة النباتية، ولكن تنمو بعض أنواع البكتيريا المتخصصة في هذه المياه.
تشكل هذه البحيرات واحداً من الأنظمة البيئية الأرضية الفريدة والمذهلة التي تؤكد لنا يوماً بعد يوم جمال الطبيعة على كوكبنا وتنبهنا لأهمية الحفاظ عليها.
المصادر:
هنا
هنا
هنا