ما الذي يربط الشاي المثلّج بالكوليرا؟!
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
ومن المعروف أن الكوليرا تُشكّل خطراً كبيراً نتيجةَ انتشارِها بالعدوى في بعض مناطق العالم، وتنتقل بشكلٍ أساسي عن طريق المياه الملوثة.
وعلى الرّغم من الانخفاضِ الكبير الذي شوهدَ في معدّلِ حدوث الكوليرا في العقدِ الأخير، واجهت فييتنام زيادةً في عددِ حالات الإصابة بالإسهالِ خلال الفترة الممتدة بين عامَي 2007 وحتى 2010. ويظهرُ هنا سببٌ غيرُ متوقّعٍ للإصابةِ بالكوليرا في مقاطعةِ Ben Tre هو شربُ الشاي المثلج، والماءِ غيرِ المغليّ، بالإضافة لوجودِ المصادرِ المائية قربَ الصرف الصحيّ.
نتيجةَ انتشارِ الكوليرا في تلك المقاطعة، أجريت في العام 2010 دراسةٌ على 60 شخصاً من المصابين، وتم تسجيل معلوماتٍ كاملةٍ حول طعامِهم وشرابهم والبيئة المحيطة بهم. وقورنَت النتائج بمجموعةِ شاهدٍ تعدادُها 240 شخصاً ممن هم بنفس العمر ومن نفس الجنس. كما جمعَت عيناتٌ من مياهِ النهر المجاور، ومياهِ الشرب ِوالصرف الصحي، والطعامِ البحري المحليّ، وذلك لإجراء اختباراتِ الكشفِ عن عصياتِ الكوليرا.
وجد الباحثون أنّ شربَ الشاي المثلج، والماءَ غيرِ المغلي، وقربَ مصادرِ المياهِ من الصرفِ الصحيّ، والعيشَ مع شخصٍ مصابٍ بالكوليرا، مع غيابِ الوعي حول هذا المرض كانت أسباباً مرتبطةً بتزايد خطرِ الإصابةِ بالكوليرا، في حين لوحظَ أن شربَ ماء المطر الذي تمّ تخزينُهُ، وتناولَ الطعامِ البحريّ المطبوخ أو الخضارَ المطهيةَ على البخار كانت عامل عوامل وقايةٍ من الإصابة.
الغريب أن 22% من المصابين قد ذروا شربَهم للشاي المثلّج في الأسبوع السابق لإصابتهم بالمرض، مقارنةً بـ 3% من مجموعة الشاهد. ويُضاف إلى ذلك وضعُ الثلجِ في المياه، واستخدامُ ماءِ النهر الملوث للشرب والاستحمام والطبخ وحتى تفريشِ أسنانهم.
افترضَ العلماءُ أن السبب الكامن وراء ارتباط الكوليرا بالشاي المثلّج كان تلوّث الثلجِ بالجراثيمِ نتيجةَ تداولِهِ عن طريق الباعةِ الجوالين وتعرّضِهِ للأحياء الدقيقة. ويعيد ذلك إلى أذهاننا قصّةَ تلوّث الثلج المستخدم في أشهر سلاسل بيع القهوة في بريطانيا منذ فترةٍ ليست بالبعيدة، والتي عُزيت وقتها إلى تلوّث الثلج المستخدم في تحضير هذه المنتجات.
تتذكّرنا هذه الحالات بضرورةِ التأكيد على الصحة العامة وسلامة الطعام والمياه وتعقِيمها عند الضرورة، فضلاً عن تناول اللقاحات الدورية وإنشاءِ نظامِ مراقبةٍ للماءِ وسلامتِهِ في معامل صناعةِ الثلج.
المصدر: هنا
الدراسة المرجعية: هنا