رفض المجتمع منحوتاتها العارية، لأنها صُنعت بيد امرأة لا رجل.
الفنون البصرية >>>> سلسلة الفن النسائي
ولدت كلوديل في شمال فرنسا، انتقلت مع عائلتها إلى باريس في عام 1881 تقريباً، وتميزت في صغرها بموهبتها الفنية وجمالها، وبعد دراستها لفن النحت في أكاديمية كولاروسي (Academie Colarossi) كان لها استوديو خاص بها. في عام 1885 طلب رودان من كلوديل أن تكون مساعدته في الاستوديو خاصته.
كانت علاقة الاثنين محط اهتمام الكثيرين، وبعملها كمتدربة لدى رودان سنحت لها الفرصة لدراسة كيفية نحت الجسد البشري، وهي فرصة قلّما أُتيحت لنحاتة أنثى في ذلك الوقت.
كانت لها لمساتها في العديد من منحوتات رودان حيث نحتت يدين هنا وقدمين هناك وكانت هي الجسد الذي رسم تفاصيله عندما نحت بعضاً من منحوتاته الشهيرة، وبحلول عام 1893 قامت كلوديل بتخصيص بعض الوقت لعملها في الاستوديو خاصتها وذلك لصنع سمعتها الخاصة كنحاتة فرنسية بعيداً عن رودان والذي كان له في ذلك الوقت النصيب الكبير من الشهرة في الثقافة الفرنسية.
سيرى كل من يتأمل أعمالها نحاتةً قادرةً على خلق منحوتاتٍ بحجمٍ غير اعتيادي، هي امرأةٌ تعكس منحوتاتُها ما عانته من مصاعب الحياة التي تركت ندباتٍ لا تُمحى فيها. لم يكن من السهل على امرأة في أواسط القرن التاسع عشر أن تكون فنانة، حيث كان عليها أن تتحمل التعصب الديني والقيود المفروضة على النساء في مجال التدريب الفني، كما كان عليها تحمل الهيمنة الذكورية التي سيطرت على وزارة الفنون الجميلة ولجنات تحكيم صالونات الفن في ذلك الوقت.
رُفضت أعمال كلوديل ووُصفت منحوتاتها على أنها شهوانية لحد مفرط وغير مقبول مما أدى إلى تدهور مهنتها كنحاتة وسوء حالتها النفسية والعقلية. في عام 1913 تم وضعها في مصحّ عقلي بقيت فيه لحين وفاتها بعد ثلاثين عاماً.
زادت قصة حياتها الدرامية المعقدة من الاهتمام العلمي والبحثي بأعمالها، ولكن ما أشاد به النقاد هو بشكل أساسي قدرتها غير المسبوقة على السرد عن طريق المنحوتات الرخامية والبرونزية.
من أشهر منحوتاتها هي منحوتة "عمر النضج" و التي تختصر فيها قصة حبها مع رودان المتجسد في المنحوتة كرجل مسنّ تقوده امرأة مسنة ذات وجه غير حسن يفترض بها أن تكون زوجته بعيداً عن الفتاة التي تمد إليه يديها و حسب الحكاية تكون هذه كلوديل ذاتها.
منحوتة عمر النضج:
هنا
بإمكانكم مشاهدة أعمالها:
هنا
المصدر:
هنا
هنا