في كانون الثاني من عام 2016، فرض الاتّحاد الأوروبي حَدّاً أقصى من الزرنيخ غير العضوي على الشركات المُصنّعِة للأغذية في محاولةٍ للتّخفيف من المخاطر الصحيّة المرتبطة به، وقد وجد الباحثون في معهد الأمن الغذائي العالمي The Institute for Global Food Security في جامعة Queen أنَّ هذا القانون لم يُحدِث تغييراتٍ تُذكر، وأنَّ 50% من منتجات الأطفال المحتوية على الأرزّ ما زالت تحتوي على مستوى غيرِ قانونيٍ من الزرنيخ غير العضوي.

وهذا يعني أنَّ الأطفالَ يتعرّضون لمستوياتٍ غيرِ قانونيةٍ من الزرنيخ على الرّغم من لوائحِ الاتّحاد الأوروبي الموجّهة خصّيصاً لمعالجة هذا التحدّي الصحي، وهو أمرٌ خطيرٌ نظراً لدورِه في منعِ تطوّر نمو الطفل، والإضرارِ بمستوى ذكائه وجهازه المناعي فضلاً عن أمراض القلب وداء السكري، خاصّةً وأن الأطفال دون سِنِّ الخامسة يتناولون لكل كيلوغرامٍ من وزنِهم نحو ثلاثةِ أضعافِ كميةِ الطعام التي يتناولها البالغون، مما يعني أنَّ معدّل التعرّض للزرنيخ غير العضوي لديهم من نفسِ المادةِ الغذائية يكون أعلى بثلاثةِ أضعافٍ أيضاً.

ويعدّ الأرزَّ والمنتجات المعتمدةَ عليه خياراً شعبيّاً للآباء والأمهات، خاصّةً وأنّه يستخدم على نطاقٍ واسعٍ خلال مرحلةِ الفِطام وانتقالِ الأطفالِ الصغار إلى مرحلةِ الطعام الصلب، ويعودُ ذلك طبعاً لتوافره بسهولةٍ وقيمته الغذائيّة الجيدة، بالإضافة لكون احتمال الحساسيةِ منه منخفضٌاً نسبياً. ولكنّه يحتوي حسب الدراساتِ على كميةٍ أكبرَ بعشرِ مرّاتٍ من الزرنيخ غير العضوي مقارنةً بغيرِه من الأطعمة.

وفي دراسةٍ مجراة مؤخراً، ومنشورةٍ في مجلة PLOS ONE ، وجد أن مستوى الزرنيخ كان شديد الارتفاعِ في الأغذية البديلة للرُّضع، تلك الحاويةِ أو المدعّمةِ بالأرز، والتي تُعدُّ مفضّلةً لدى الأطفال الذين يمتلكون متطلّباتٍ غذائيّةً خاصةً، مثل عدم تحمّل منتجات الحليب ومشتقّاته. ولوحظَ في هذه الحالةِ أن عمليةَ الفِطام أدّت إلى زيادةِ تعرّض الرُّضع للزرنيخ بمعدّل يزيد عن خمسِ مرّاتٍ مقارنةً بما كانت عليه قبل الفِطام. وبيّنت الدراسةُ أنَّ ما يُقارب 75% من المنتجاتِ المعتمدةِ على الأرز، والتي تسوّق خصّيصاً للرُّضع والأطفال الصغار، احتوت مستوياتٍ أعلى من المستوى القياسي المنصوصِ عليه للزرنيخ في قانون الاتحاد الأوروبي.

وقد أشارَت الدراسةُ إلى إمكانيةِ التخلّص من 85% تقريباً من الزرنيخ الموجودِ في الأرز بعمليةِ ترشيحٍ بسيطةٍ، ممّا يضع المصنّعين أمامَ تحدٍّ واضحٍ لا يُبقي لهم عذراً لتسويقِ أطعمةٍ للأطفال حاويةٍ على مستوياتٍ ضارةٍ من هذه المادة المسرطنة.

المصدر:
هنا

الدراسة المرجعية:
Antonio J. Signes-Pastor، Jayne V. Woodside، Paul McMullan، Karen Mullan، Manus Carey، Margaret R. Karagas، Andrew A. Meharg. Levels of infants’ urinary arsenic metabolites related to formula feeding and weaning with rice products exceeding the EU inorganic arsenic standard. PLOS ONE، 2017; 12 (5): e0176923 هنا