حقيقة أجهزة تكسير الشحوم
الغذاء والتغذية >>>> منوعات غذائية
لا يُعتبر السيللوليت مرضاً ولا يوجد دواء للقضاء عليه، أمّا أجهزة الليزر، أجهزة الأمواج الصوتية، LPG، والكريمات التجميلية فهي مجرد وسائل مساعدة تُستخدم للتقليل من السيللوليت.
• فما هو مدى صحة ما يتم تداوله عن فعالية هذه الأجهزة في علاج السيللوليت و إنقاص الوزن ؟ وما مدى سلامتها؟
بحسب ما أظهرته إحدى الدراسات النقدية Review (نوع من الدراسات يستعرض مجموعة دراسات ونتائجها المتعدد والمتعلقة بالموضوع ذاته) التي أجريت بهدف تحديد مدى سلامة وتأثير أجهزة معالجة السيللوليت السابقة الذكر في تخفيف نسبة السيللوليت ، أنّ ما من دليلٍ علميٍ على فعالية تلك الأجهزة أو سلامتها. وكانت قد شملت هذه الدراسة Review مجموعة من الدراسات بلغ عددها 67 دراسة تم تصنيفها واختيارها تبعاً لطريقة العلاج، حجم العينة المدروسة، وجود/عدم وجود عينة مقارنة (أي عينة محايدة) وكذلك تبعاً للبرهان المستخدم لإثبات نظرية كل دراسة من تلك الدراسات.
على الرغم من أنّ نتائج بعض الدراسات كانت قد بيّنت قدرة أجهزة الليزر وأجهزة الأمواج الصوتية على التقليل النسبي من نسبة السيللوليت، إلا أنّها توصلت إلى غياب أي إثبات علمي لقدرة و فعالية هذه الأجهزة في التقليل من نسبة تشكل السيللوليت. ولابدّ من الاشارة إلى غياب أي طريقة دقيقة لقياس نسبة السيللوليت في الجسم و الاعتماد فقط على قياس محيط المناطق المدروسة.
إنّ أكثر وسائل محاربة السيللوليت انتشاراً في يومنا هذا هي أجهزة endermologie LPG أو ما يعرف بجهاز تكسير الشحوم، المصمم ليُستخدم بطريقة تطبيق المساج على الجسم دون إختراقه، من خلال تطبيق ضغط إيجابي على طبقة الشحم الداخلية الموجودة subcutaneous fat محدثاً تخريبا في خلايا هذه الطبقة، وعندما تعود هذه الخلايا و تتعافى تتوزع بطريقة جديدة محدثة تغيراً في شكل الجلد (مظهر الجلد أو مظهر المنطقة المعالجة). مع العلم أنّ تأثيره يقتصر على طبقة الشحم الداخلية دون التأثير على طبقة الجلد الخارجية ، العضلات أو العظام الموجودة.
في الحقيقة، يعود البدء في استخدام جهاز LPG إلى فرنسا حيث قام المهندس لويس غويتي Louis Guitay بابتكار هذه الأجهزة واستخدامها لعلاج جسمه فيزيائياً إثر تعرضه لحادث سير، لكنّه وبعد أن لاحظ تحسناً في مظهر السيللوليت الموجود لديه ( أي في طريقة توزع السيللوليت) بدأ الاستخدام التجاري لهذه الأجهزة، والتي تتألف من محرك لطبقات الشحم الداخلية في الجسم مزوداً بمحرك و جهاز تهوية ، إضافة للولبين متناوبين بهدف تحريك وإراحة الجلد.
تبين الدراسات أنّ جهاز LPG يؤدي إلى تناقص بمحيط الخصر و المناطق المعرضة له لكن دون حدوث تناقص في وزن الجسم بصورة دائمة. من جهة أخرى تشير بعض المعطيات أنّ نسبة السيللوليت في الجسم ومساحة المنطقة المتضررة يلعبان الدور الأساسي في تحديد نسبة الإستفادة من العلاج بهذا الجهاز . وبحسب دراسة نُشرت عام 2013، شملت 118 سيدة لتحديد أثر 15 جلسة (بمعدل 2جلسة أسبوعياً) من العلاج بـ LPG على شكل الجسم و الوزن لديهن؛ فإنّ 99% من المنتسبات نجحن بإنقاص ما يقارب 2.9 سم من مجمل محيط المناطق المعرضة للعلاج، من جهة أخرى بيّنت الدراسة أيضاً أنّ حوالي 83% من المنتسبات نجحن في خسارة الوزن بينما 13% منهن اكتسبن الوزن و ذلك خلال فترة العلاج. من جهةٍ أخرى وفي دراسةٍ تم نشرها عام 2009 م، فإنّه فقط 5 سيدات من 13 سيدة خضعت للعلاج بجهاز LPG أي بنسبة 15% فقط لوحظ تحسناً في مظهر السيللوليت لديهن في نهاية العلاج الذي استمر على مدى 15 جلسةً، رغم وجود اختلاف ذي معنى احصائي في قيم محيط المناطق المعرضة للعلاج.
فما هو رأي العلم من هذا التناقض؟ يُمكن تفسير هذه النتيجة بأن هذه الأجهزة تقوم بإعادة نحت المنطقة المعرضة مسببة إعادة توزيع الشحم المتواجد فيها دون التخلص منه نهائياٌ. وهذا ماقد يكون متوافقاً مع دراسة د. شأنغ Chang والتي بينت أن نسبة 12% من الخاضعين لهذا النوع من العلاجات استردوا أشكالهم السابقة بعد انتهاء فترة العلاج.
من جهة أخرى أظهرت بعض الدراسات عدم وجود علاقة بين وجود السيللوليت ووزن الجسم ، وبحسب بعض النتائج فإنّ خطورة تشكل السيللوليت و زيادة إنتشاره تزداد مع تناقص الوزن لحدوث تغير في توزيع الشحم. من خلال المراجعة السريعة للدراسات المهتمة بجاز LPG نلاحظ أن فعالية هذا الجهاز هي مؤقتة لا تعتمد على حمية غذائية معينة و لا تسبب تغيراً في نمط حياة الأشخاص و لا يعتبر هو المسؤول عن خسارة أوزانهم.
في النهاية؛ لابدّ من الاشارة إلى أنه وبالرغم من موافقة منظمة الغذاء و الدواء الأمريكية (Food and Drug Administration (FDA على استخدام أجهزة LPG لمعالجة السيللوليت إلا أنّ الدراسات العلمية المهتمة بدراسة سلامتها و آثارها الجانبية تعتبر قليلة نسبياً و ذلك لعدة أسباب أهمها قلة عدد المنتسبين في هذا النوع من الدراسات، قصر فترة متابعة المنتسبين، بالإضافة إلى كون العينة المتطوعة سليمة و لا تعاني من أية أمراض. ولا بدّ من الإشارة كرسالة نهائية يحملها هذا المقال إلى أهمية اقران هذا النوع من العلاجات بحمية غذائية متوازنة لأنها مازالت تحمل مفتاح حل الرشاقة ، إضافة إلى ضرورة اجراء دراسات تحدد الأثر السلبي لهذه الأجهزة لدى مرضى الضغط الشرياني والكولسترول والشحوم.
اعداد وترجمة: كنده حبيب
المصادر
هنا
هنا
هنا
هنا