التخدير...عندما يتغلب الإنسان على الألم.
الطب >>>> مقالات طبية
تُحقِّق هذه الأدوية:
- تهدئةَ المريض.
- منعَ الألم.
- النومَ والنسيان.
- الغيابَ عن الوعي أثناء العملية الجراحية.
وتُستخدَم أدويةٌ أخرى إلى جانب المخدرات مَهمَّتها إرخاءُ العضلات والحفاظُ على الوظائف الحيوية ضمن الحدِّ الطبيعي، كما تُستخدَم أدويةٌ لمُعاكسة تأثيرِ المخدرات.
تختلف الطرق المستخدمةُ في التخديرِ تبعاً لنوعِ الإجراءِ الطبي، حالةِ المريض الصحية، رغبته وغيرها من الاعتبارات، ومن هذه الطرق:
- التخديرُ الموضعي: يُخدَّر جزءٌ صغيرٌ من الجسم بتطبيق المادةِ المخدِّرةِ موضِعياً على هذا الجزء، وهو الجزء الذي ستُجرى عليه العملية ويبقى المريضُ خلالها واعياً، فتُستخدم هذه الطريقة في العملياتِ الصغرى كخياطة الجروحِ الصغيرة في اليد أو في فروة الرأس.
- التخدير الناحي: هنا يُخدَّر جزءٌ أكبرُ من الجسم، كما قد يُعطى المريضُ أدويةً تساعده على الاسترخاء والنوم، وتشمل هذه الطريقة:
o حصار العصب المحيطي: يُخدَّر جزءٌ من الجسم معصّبٌ من قبل عصبٍ معينٍ أو مجموعةٍ من الأعصاب، ويستخدم هذا لإجراءِ عملياتٍ جراحيةٍ على اليدِ والساعد والقدم والساق والوجه.
o التخدير فوق الجافية والتخدير الشوكي: وهنا تُحقن المادّةُ المخدِّرة قُربَ النخاعِ الشوكي والأعصاب الصادرة عنه، مما يحاصِر الألمَ في قطاعٍ معينٍ من الجسم، كالمعدة أو الفخذين أو الساقين، ويُمكن استخدامُه لتسكينِ آلام الولادة الطبيعية.
- التخدير العام: يؤثر هذا النوعُ من التخدير على كاملِ الجسم وعلى الدماغ كذلك، فيكون المريضُ مسترخياً وغائباً عن الوعي ولا يشعر بالألم، وتُطبَّق هنا المادةُ المخدرةُ عن طريق الحقنِ الوريدي أو بالاستنشاق مع هواء التنفس.
يعتمِد اختيارُ الطريقةِ الأنسب للتخدير على مجموعة من العوامل وهي:
- الحالةُ الصحية العامة للمريضِ وتاريخُه المرضي: ويتضمن هذا العملياتَ الجراحيةَ السابقة، وأمراضَ القلب والتنفس والسكري والأمراضَ الدمويةَ والأمراض النزفية والتخثرية والأدويةَ التي يتناولها المريض، وكذلك سوابقَ التحسس من الأدوية لدى المريضِ نفسه أو لدى أحدِ أقاربه، بالإضافة إلى الأمراضِ ذات الأهمية لدى أقارب المريض.
- نوعُ العمل الجراحي.
- الفحوصاتُ الطبية: كالفحوصاتِ الدموية المخبرية، والفحوصاتِ الكهربائية كتخطيطِ القلب الكهربائي وغيرها.
- في بعض الحالات يمكن الأخذ برأي المريض، كما أن الطبيب قد يفضل طريقةً على أخرى.
مخاطرُ ومضاعفاتُ التخدير:
قد يحمل التخديرُ بعضَ المخاطر والمشاكل الصحيةِ التي قد تكون خطيرةً وربما تهدد حياة المريض، لكنها نادرة الحدوث خاصةً لدى الأشخاص الأصحاء، ومنها:
- بعد التخدير العام قد تظهر مشاكلٌ قلبيةٌُ ورئوية وإقياءٌ وآلامٌ في الحلق.
- عند تطبيق جرعةٍ كبيرةٍ قد يصل المخدرُ الموضعيُّ إلى الدورانِ العام ويؤثرُ على الدماغِ أو القلب وأعضاء الجسم المختلفة.
- قد يحدث الصداعُ بعد التخديرِ الشوكي.
تتأثر خطورةُ التخديرِ بعواملَ مختلفةٍ أيضاً، كنوعِ التخدير ونوع العملية والعمرِ والحالةِ الصحية واستجابةِ الجسم للأدوية كما أنَّ أمراضَ القلب والرئتين والتدخين والكحول والمخدرات وتناولَ الأدوية المختلفة ترفعُ من احتمال حدوث المضاعفات الخطيرة، و يتوجب على الطبيب مناقشةُ هذه العوامل مع المريض وتوضيح الأخطار والفوائد والوصولِ إلى الوسيلة الأمثل بالنسبة للمريض وكذلك الطبيب.
تحضيرُ المريض للتخدير:
يوجِّهُ الطبيبُ المريضَ إلى الصيامِ عن الطعام لمدةٍ معينة قبل العملية (الهدف من هذا هو منع دخول الطعام إلى الرئتين (الاستنشاق) أثناء التخدير العام بسببِ غيابِ المنعكسات الطبيعية ( مثل السعال) التي تمنع هذا عادةً، حيثُ أنَّ دخولَ الطعام إلى الرئتين قد يهدِّد حياة المريض) كما يجب إيقافُ بعضِ الأدوية التي يتناولها المريضُ دورياً قبل وقتٍ معينٍ وبعضها يجب الاستمرارُ به حتى صباحِ يومِ العملية، ويتم إطلاعُ المريضِ على هذه التعليمات من قِبلِ طبيبِ التخدير، كما يعمل الطبيبُ على تهدئةِ المريض وإزالةِ مخاوفه، وقد يُضطرُّ في بعضِ الأحيان إلى استخدامِ أدوية لتحقيقِ هذه الغاية، وعلى المريض أن يطلبَ المساعدةَ من أحدِ أصدقائه أو أحدِ أفراد العائلة ليرافقه أثناء إقامته في المشفى ويساعده عند المغادرة حيث يُمنَع المريضُ من قيادةِ السيارة بعد التخدير.
في حالِ كانَ المريضُ طفلاً يجبُ على الوالدين تحضيره و طمأنته، وعليهم ألا يكذبوا عليه بخصوصِ الألم بل من الأفضل أن يكونوا صريحينَ معه وأن يعملوا على تهدئتِه وإزالةِ الخوفِ من نفسه وأن يؤكِّدوا له أنهم سيبقَون قريبين منه أثناءَ العملية.
قبلَ البدء بالتخدير وأثنائه يكونُ طبيبُ التخدير مسؤولاً عن راحةِ المريض وحالتهِ الصحية، حيث يقوم بتطبيقِ المواد الدوائية اللازمة، ويراقب العلاماتِ الحيويةَ باستمرار( الضغط والنبض والتنفس ...) ليتدخَّلَ عند اللزوم، ويعملُ على إمداده المستمر بالمقاديرِ الدقيقة من الموادِ الدوائية اللازمة لمنعِ عودة الإحساس بالألم أثناء العمل الجراحي.
وعند الانتهاء من العملِ الجراحي يوقِفُ طبيبُ التخديرِ الموادَ المخدِّرة ويُنقَل المريضُ إلى غرفةِ الإنعاش حيث يتمُّ مراقبةُ علاماتِه الحيوية وإعطاؤه الأدوية المعاكسة لتأثير المخدرات، وإعطاؤه المسكناتِ في حال شعوره بالألم، وتجدر الإشارةُ إلى أنَّ المدةَ اللازمة لزوالِ تأثير التخدير تختلف من مريضٍ إلى آخر تبعاً إلى عواملَ شخصيةٍ وصحية ونوعِ المخدر وطريقةِ تطبيقه.
وبعدها قد يعاني المريضُ من بعضِ الآثار التي يمكن أن تستمر لساعاتٍ ومن هذه الآثار:
- التنميلُ وغياب الإحساسِ بجزءٍ من الجسم في حال التخديرِ الموضعيِّ أو الناحي.
- اختلالُ التحكُّمِ بالعضلات والتنسيقِ بينها.
- الغثيانُ والإقياء، ويمكن معالجتها بسهولةٍ في معظمِ الأحيان ولا تستمر طويلاً.
- الشعورُ بالبرد والقشعريرةِ عند الاستيقاظِ من التخدير.
عند إجراءِ العمليات الجراحية الصُّغرى يمكن للمريضِ في أغلب الأحيان مغادرةُ المشفى في نفسِ اليوم، ولكن عند إجراء عملياتٍ أكبرَ وأكثرَ تعقيداً قد يضطر المريضُ للإقامة في المشفى لمدة معينة لمراقبته والعنايةِ الدقيقة بصحته.
نهايةً يجب التأكيدُ على الدورِ الكبيرِ الذي لعبه التخديرُ في تطور الطبِّ وإنقاذِ الكثير والكثير من المرضى حولَ العالم، وعلى أنَّ التخديرَ بحد ذاته لا يحملُ مخاطرَ صحيةً في معظمِ الحالات إذا كان المريضُ بصحةٍ جيدة وعند تطبيقه بأيدي خبيرةٍ وحتى على المرضى ذوي الحالاتِ الحرجة، وكذلك نؤكد على أهمية الاسترخاءِ والثقةِ بالكادرِ الطبي المختص واتّباعِ تعليماته وإزالةِ الخوف عند الخضوع لأحدِ أشكالِ التخدير.
المصدر :
هنا