علاج " سحري" للسرطان يضعك على شفير الهاوية
الغذاء والتغذية >>>> منوعات غذائية
وقد عمدَ المريضُ إلى صُنع مستخلصِهِ الخاص، الذي تناولَ مِنه مقدارَ مِلعقَتَي شاي يوميّاً، إلى جانبِ تناوله لمستحضرِ الفاكهة التجاري الذي يدعى Novodalin.
لماذا استخدم المريض بذور المشمش؟
انتشرت منذ العام 1950 بعض الأقاويل حول قدرةِ مستخلصِ بذورِ المشمش على معالجةِ السرطان بطريقةٍ سحرية وفعالة! وذبحسب تلك الأقاويل، فإن المشمش يحتوي على مركّبٍ يُدعى الأميغدالين Amygdalin، والذي يعطي عند تفككه مركّب اللاترايل Laetrile. تُفكّك الجراثيم المعوية والإنزيمات الهاضمة كلا هذين المركبين إلى مركّب السيانيد Cyanide الذي يعتبر مركّباً كيماويّاً سامّاً يمنع خلايا الجسم من استهلاكِ الأوكسجين عند تناولهِ بجرعاتٍ كافيةٍ مما يُسبّب موتَ الخلايا. ويتمسّك مؤيّدو استخدامِ زيت بذورِ المشمش كعلاجٍ للسرطان باعتقادٍ خاطئ مفادُهُ أنَّ هذا السيانيد يستهدِفُ الخلايا السرطانيّة فقط، وبالتالي فهو آمنٌ على الجسم ولا يؤثر إلا على تلك الخلايا، لكنَّ الأبحاث السريرية الحديثةَ قد بيّنت عدمَ وجودِ آثارٍ مفيدةٍ للأميغدالين أواللاترايل في علاج السرطان، علماً أن استهلاك السيانيد بجرعاتٍ خفيفة تحت العتبة الضارّة لا يعدّ ضاراً، ذلك أن أجسامنا استقلابه تستطيع استقلابه بشكلٍ آمنٍ عندما يكون بكميّاتٍ صغيرةٍ، ويُطرح من الجسم مع البول.
وبالعودة إلى المريضِ المتسمّم، فقد لاحظَ الأطباء أثناء إجراء عمليٍ جراحيّ روتينيّ أنه يستهلكُ كمياتٍ منخفضةً جداً من الأوكسجين، فأرسلت عينةً من دمِه لتحري وجودِ السيانيد فيها، فوجدوا آثاراً من مادّة الثيوسيانايت Thiocyanite. ثم علموا أن الرجل كان يتناولُ مستخلصاتِ بذور المشمش بشكلِ أقراصٍ ومستحضراتٍ منزلية على مدى السنواتِ الخمسِ السابقة ظنّاً منه أنها ستعالج سرطان البروستات لديه، أي أنّه كان يستهلك ما يُقارب 17.32 ملغ من السيانيد يوميّاً، والذي يعتبر مقداراً كافياً لرفع مستوى سيانيد الدم بحوالي 25 ضعفاً فوق المستوى المقبول.
حاول الأطباء إعلام المريض بالمخاطر التي ترافق تناولَه لهذه المستخلصات، ولكنّه لم يُنصت للأطباء واستمرّ بتناولِها من تلقاء نفسِه.
الجديرُ بالذكر أنّ بيع بذورِ المشمشِ النيئة ممنوعٌ في أستراليا منذ العام 2015، لكن الحصول عليه ما يزال ممكناً من دولٍ أخرى، كما يمكن شراءُ الأميغدالين واللاترايل على الإنترنت باسم "الفيتامين B17" علماً ألّا وجودَ لفيتامينٍ بهذا الاسم.
ويأمل الباحثون أن تكون هذه الحالةُ دليلاً على أنّ الاستخدامَ المزمنِ للأدويةِ المكمّلة قد يؤدي لتأثيراتٍ سميّةٍ تحمل معها خطرَ حدوث مضاعفاتٍ خطيرةٍ قد تستدعي مراجعة الأطباء بحالاتٍ لا نموذجيّة.
المصادر:
1. هنا
2. هنا
الدرسات المرجعية:
1. هنا
2. هنا