بزل السائل الأمنيوسي
الطب >>>> مقالات طبية
بزل السائل الأمنيوسي هو اختبار يُجرى قبل الولادة؛ إذ تؤخَذُ كميّةٌ قليلةٌ من السائل الأمنيوسي الموجود ضمن الكيس الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين، وذلك بواسطة إبرة رفيعة تُدخَلُ في الرحم عبر جدار البطن تحت توجيه التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكوغرافي)، ثم تُرسَلُ عيّنةُ السائل إلى مخبرٍ لتحليلها، وإجراء مختلف الاختبارات عليها حسب المخاطر الجينية المحتملة.
يُجرَى هذا الاختبارُ عادةً بين الأسبوعَين 14 و 20 من الحمل، ولكن يمكن إجراؤه في الثلث الثالث من الحمل للبحث عن حالات معينة؛ مثل الإنتانات و درجة نضج رئتَيّ الجنين، ويُعدُّ هذا الاختبار حساساً للغاية (98-99٪)، وعادة ما يَنصحُ به أطباءُ النسائية والتوليد في حالات الحمل عالية الخطورة بسبب ظهور أيّة مشكلات صحية أو وراثية مثل متلازمة داون، والتليف الكيسي، وعيوب الأنبوب العصبي مثل السنسنة المشقوقة Spina Bifida.
كيف يُنفَّذُ هذا الإجراء؟
Image: https://www.birthinjuryjustice.org/
يستغرق الإجراء بأكمله حوالي 45 دقيقة؛ ويجب أن تكون المثانةُ ممتلئة قبل البدء، مع أنَّ هذا قد يكون مزعجاً أحياناً بسبب ضغط الجنين على المثانة الممتلئة، ولكنَّها خطوةٌ مهمة من أجل تحقيق رؤية أفضل للجنين أثناء البزل، ثم يُجرى التصوير بالأمواج فوق الصوتية حيث يمكن للطبيب أن يرى الطفل على الشاشة. وبدايةً يُغسَلُ البطنُ بسائلٍ مضادٍّ للجراثيم لمنع أيّةِ إصاباتٍ، ثم تطبيق جِل مخدّر لجلد البطن في مكان البزل.
وأخيراً؛ تُدخَلُ إبرةٌ طويلةٌ رفيعةٌ عبر البطن إلى داخل الرحم، حيث تُجمَع عينة من السائل الذي يحيط بالجنين (حوالي 3-4 ملاعق صغيرة)، وقد يبدو هذا الجزءُ مُخيفاً ولكنّهُ في الواقع سريعٌ جداً.
يحتوي السائلُ الأمنيوسي على الخلايا والعديد من المواد الكيميائية التي يُنتِجُها الجنين، وتُرسَلُ هذه العينة إلى المختبر، وتستغرق معرفة النتيجة حوالي أسبوعَين، وتكون في معظم الحالات طبيعيةً، وعادة ما تنتظر الأم 20-30 دقيقة أخرى بعد العملية قبل الذهاب إلى المنزل للتأكد من سلامة كلٍّ من الأم والجنين.
لماذا يُجرَى بزل السائل الأمنيوسي؟
يُبزَلُ السائل الأمينوسي للبحث عن عيوب خلقية معينة مثل متلازمة داون والشذوذات الصبغية الأخرى.
ولأنَّ البزل يحمل خطراً صغيراً لكلٍّ من الأم وطفلها؛ لذلك يُجرى لدى النساء اللواتي لديهن خطورةُ ظهورِ الأمراض الوراثية لدى أطفالهن، وذلك بعد مناقشة فوائده ومخاطره مع طبيبهنّ، وهذا يتضمن اللواتي لديهنّ:
- تصوير بالأمواج فوق الصوتية أو نتائج مخبرية غير طبيعية.
- تاريخ عائلي يتضمن عيوب خلقية معينة.
- حمل أو طفل سابق مع عيوب خلقية.
ما أبرز الاضطرابات الجنينية التي يمكن أن تظهر بهذا الاختبار؟
- متلازمة داون Down syndrome.
- فقر الدم المنجلي Sickle cell disease.
- التليف الكيسي Cystic fibrosis.
- الحثل العضلي Muscular dystrophy.
- مرض تاي ساكس Tay-Sachs و الأمراض المشابهة.
- الكشف عن اضطرابات تطور الدماغ والعمود الفقري، مثل السنسنة المشقوقة spina bifida و انعدام الدماغ anencephaly .
البزل ينطوي على مخاطر مختلفة، منها:
- تسرب السائل الأمنيوسي: نادراً ما يحدثُ، ويكون ذلك عن طريق المهبل، ولكن في معظم الحالات تكون كمية السائل المفقودة قليلةً، ويتوقف التسرب خلال أسبوع واحد، ويستمر الحمل طبيعيّاً.
- الإجهاض: البزل في الثلث الثاني من الحمل يحمل خطراً طفيفاً للإجهاض - حوالي 0.6 في المئة، وتشير البحوث إلى أن الخطر يكون أعلى عند بزل السائل الأمنيوسي قبل الأسبوع الخامس عشر من الحمل.
- الإصابة الناتجة عن الإبرة أثناء البزل: يمكن أن يُحرِّكَ الجنينُ ذراعَه أو ساقَه؛ ممَّا قد يؤدّي إلى إصابتها بالإبرة، ولكن نادراً ما تكون إصابات خطيرة.
التحسّس لعامل الريزوس RH: نادراً ما يسبِّب البزل دخول خلايا دم الجنين إلى مجرى دم الأم؛ وهذا يؤدي إلى إنتاج أجسام ضدّية تَعبُر المشيمة، وتحطِّمُ الكريات الحمر لدى الجنين. -
يمكن قراءة المزيد هنا .
- إصابة الرحم بالإنتان في حالات نادرة.
- انتقال العدوى: يمكن أن تنتقل بعض الأمراض أثناء البزل مثل التهاب الكبد الوبائي hepatitis C أو داء المقوسات toxoplasmosis أو فيروس نقص المناعة االمكتسب HIV (الإيدز AIDS).
المصادر:
هنا
هنا
هنا