هبوط الضغط الانتصابي
الطب >>>> مقالات طبية
يعاني الكثير من الناس من مشكلة الدوار حين الاستيقاظ بعد أن كانوا متمددين فما هو السبب برأيكم ؟؟ و ماذا أطلق الأدب الطبي على هذه الحالة ؟؟ وهل هذا يعني أننا مصابين بمرض معيّن أو لا ؟؟؟ ... دعونا نعرف المزيد عن هذه الحالة في هذا المقال... هبوط الضغط الانتصابي هو حالة فيزيولوجية (وليست مرضاً) , تعرَّف بانخفاض الضغط الانقباضي (الأعظمي) بما لا يقل عن 20 ملم.ز (ميلي متر زئبقي ) أو بانخفاض الضغط الانبساطي (الأصغري ) بما لا يقل عن 10 ملم.ز وذلك عند الدقائق الثلاث الأولى من الوقوف بعد تمدد أو استلقاء , من قبل الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب والجمعية الأميركية الأوتونومية . عند الأشخاص الطبيعيين يزيد تقلّص العضلات من العود الدمويّ الوريديّ إلى القلب مروراً عبر الدسامات الوريديّة (التي تسمح بمرور الدمّ باتجاهٍ واحد إلى القلب مباشرةً), كما يستجيّب الجهاز العصبيّ الذاتيّ (الأوتونوميّ) إلى تغيّر الوضعيّة بتقبيضه للشرايين والأوردة وزيادة معدل وناقلية وقلوصيّة القلب بهدف معاوضة النّقص الحاصل في الضغط الشريانيّ. تُصادف هذه الحالة غالباً في طب الأسرة وقد تترافق بأعراض أخرى ولكن ليس بالضرورة! هذا وقد لوحِظَت هذه الحالة عند مختلف الفئات العمريّة ولكن خصوصاً عند المتقدمين في العمر وبخاصّة المريضين منهم أو المؤهلين للمرض بسهولة. تترافق هذه الحالة مع عدة تشخيصات, حالات وأعراض أخرى من بينها, )))خفة الرأس بعد الوقوف مباشرةً ((( , زيادة في معدل مرة السقوط, احتشاء سابق للعضلة القلبيّة أو نوبة نقص تروية عابرة, وقد يُتوقـَّع أيضاً صدمة نقص التروية.
#الفيزيولوجيا_المرضية: عندما ينتقل البالغ من وضعية الاستلقاء إلى وضعية الوقوف, يتجمع 300-800 مل من الدّم في النهايات السفليّة. يُعتَبر الحفاظ على الضغط ضمن مجاله الطبيعي أثناء تغيّر الوضعيّة آليةً معقدةً إلى حدٍ ما; إذ تتطلب استجاباتٍ سريعة متعددة منها القلبية, الوعائيّة, العصبيّة, العضليّة والهرمونية العصبية. وإذا اختلّ أيٌّ من هذه الاستجابات فمن الممكن أن يحدث هبوط في الضغط أو في ترويةٍ عضوٍ ما!
وبالتالي ستظهر مباشرةً أعراض نقص تروية الجهاز العصبي المركزي (CNS) بما فيها الإحساس بالضعف العام, الغثيان, ألم الرّأس, ألم الرقبة, (((خفّة الرّأس))), الدوخة, الرؤية المشوّشة, الوهن, الرعشة, الخفقان, واعتلال الوعي المعرفي. أيضاً سُجـِّل دوار الدوخة (vertigo) في بعض الحالات.
كما ذكرنا فإن انتقال الانسان من وضعية الاستلقاء إلى الوقوف يؤدي إلى تقبض عضلات البطن والطرفين السفليين ضاغطةً الأوردة مما يدفع الدم عائداً إلى القلب ويدعم ذلك وجود الدسامات الوريدية الّتي تساعد الدم على التغلب على تأثير الجاذبية الّذي يسبب ميل الدم إلى التجمّع في الأوردة بعيداً عن القلب.
عند الأشخاص ذوي حجم الدمّ السويّ , يتجمع الدم الزائد في الأوردة الّتي تلعب دور مستودعٍ هامّ إضافيّ معاوِض لحجم الدّم يحمل 65% من دم كلّ لحظة.
يلعب الجهاز العصبيّ الذاتيّ دوراً هاماً في المحافظة على ضغط الدّم ضمن حدوده الطبيعية خصوصاً عند التنقل بين مختلف الوضعيّات, إذا يعدّل الجزء الوديّ من الجهاز العصبي الذاتيّ درجة التوتر في مختلف الأوعية والقلب بالآلية التالية .... تتوضع مستقبلات الضغط بشكلٍ رئيسيّ في الشريانين السباتيّين والأبهر وهي حسّاسة بحدّة لتغيّرات ضغط الدّم. عندما تتحسّس هذه المستقبلات أدنى انخفاضٍ في الضغط, يحدث ازديادٌ منظّم في التدفّق الودّيّ .
تتقبض الشرايين لتزيد من المقاومة المحيطية وبالتالي ضغط الدم , كما يزداد كلٌّ من معدّل وقلوصيّة القلب. كلّ هذه الاستجابات تهدف إلى الحفاظ على ضغط الدّم والتروية. قد تتدخل آليات فيزيولوجية أخرى من بينها مستقبلات الضغط المنخفض في القلب والرئتين , نظام (الرينين-أنجيوتنسين) -ألدوستيرون, الفاسوبريسّين, والإطلاق الجهازيّ للنورإيبينفرين (نور أدرينالين).
ليست المناقشة التفصيلية لكل حالة من حالات هبوط الضغط الانتصابيّ موضوعنا اليوم, لكن بعض الملاحظات قد تكون هامّة
. عموماً يجب أن تعمل كل أجزاء الجهاز القلبيّ الوعائيّ والجهاز العصبي معاً بتناغمٍ كامل.
فإذا لم يكن حجم الدم داخل الأوعية كافياً, أو اعتلّ الجهاز العصبيّ الذاتيّ, أو قلّ العود الوريديّ إلى القلب أو حتى عجِزَ القلب عن ضخّ الدّم بسرعة أكبر وأقوى قد يُشاهد هبوط الضغط الانتصابيّ.
#التشخيص_التفريقي : يصنّف هبوط الضغط الانتصابيّ إلى : عصبيّ المنشأ, غير-عصبيّ المنشأ, أو ذي منشأ علاجيّ (كالّذي تسببه بعض الأدوية).
.. * على الرّغم من أن قياسات هبوط الضغط الانتصابيّ ليست من الاختبارات الجسديّة القياسيّة, ولكنّها يجب أن تُجرى في حال وُجِدَ في تاريخ المريض أعراضٌ من نقص التروية المخيّة أو أيّ مرضٍ مترافق بهبوط الضغط الانتصابيّ.
* تسبب أمراضٌ أخرى أعراضاً مشابهة من (((خفة الرأس))) أو الدوخة, فإذا عانى المريض من هذه الأعراض دون تغيرات في ضغط الدّم, تُؤخَذُ عندئذٍ حالاتٌ أخرى بعين الاعتبار.
* عندما يكون سبب هبوط الضغط الانتصابيّ (النزف أو الفقد العميق لحجم الدّم), تكون الأدوية السبب الأشيع ويجب أخذها بعين الاعتبار قبل غيرها من الأسباب, ولكنّ هذا ليس قطعيّاً ويختلف حسب زمن أخذ الدواء وترافق الأعراض معه. #العلاج : أوّل خطوات علاج هبوط الضغط الانتصابيّ هي التشخيص والسيطرة على الأسباب. **مريض مصاب بهبوط ضغط انتصابيّ مترافقٍ بأعراض ولديه مرض دون علاج كامل أو خاصّ قد يتحسنّ بدون مداخلةٍ دوائية.
زيادة تناول الملح والسوائل هي غالباً الخطوة البدئيّة, على الرّغم من احتمال صعوبة تنفيذها عند بعض المرضى, كالّذين يعانون من قصور القلب الاحتقانيّ الحادّ.
قد تُستعمل أيضاً مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لزيادة حجم الدّم داخل الأوعية. **قد يُستعمل الـ Flurinef (الفلودروكورتيزون القشراني المعدنيّ) عند بعض المرضى لزيادة حجم الدم داخل الأوعية. يجب استعمال هذا العامل بتروٍّ فهو قد يسبب بالإضافة إلى خطر الزيادة في حجم الدم, -عند العديد من المرضى- نقص بوتاسيوم أو مغنيزيوم الدم. أيضاً تعتبر آلام الرأس, الوذمات, زيادة الوزن وفرط الضغط الاستلقائي من الآثار الجانبية لهذا الدواء.
**ميدودرين (بروأميتين) وهو مقبض وعائي فعّال في بعض حالات هبوط الضغط الانتصابيّ. **اُستُعمِل الإريثروبويتين لعلاج فشل الجهاز العصبي الذاتي المترافق مع نقص كتلة الكريات الحمر أو فقر الدم.
المصدر : هنا