ماذا يخبّئ لون الشعر الأحمر لأصحابه؟
الطب >>>> مقالات طبية
قد يبدو من الغريب أن يكون ذوو الشّعر الأحمرِ مختلفين عن أقرانهم في شيءٍ غيرِ لون الشّعر، ولكنّهم كذلك بالفعل، فهم يختلفون عن أصحاب الشّعر الغامق من ناحية الشّعور بالألم، إذ نجد ذوي الشّعر الأحمرِ أشدَّ حساسيّةً للألم النّاتج عن الحرارة، أيِ البرودةِ والسّخونةِ، وأقلَّ حساسيّةً للألم النّاتج عن الكهرباء. هل تظنّون أنّ ذلك محضُ خرافةٍ؟
إضافةً إلى أنّهم يحتاجون إلى تخديرٍ أكثرَ بنسبة 20% مقارنةً بذوي الشّعر الغامق، ولذلك فإنّ المخدِّرَ الموضعيَّ ليدوكين lidocaine المستخدمَ بكثرةٍ في طبّ الأسنان أقلُّ فاعليّةً لدى أصحابِ الشّعر الأحمرِ.
على العكس تماماً، إنَّه علمٌ محضٌ. فحُمرةُ الشّعر ناتجةٌ عن طفرةٍ في مورّثةٍ تُدعى MC1R، وهي المورّثة المسؤولة عن تصنيع مستقبل الميلانوكورتين 1(MC1R) الموجودِ على سطح خلايا الميلانينِ الّتي تصنّع صباغَ الميلانينِ في جسمِ الإنسان، وهو ما يعطي قزحيّةَ العينِ والبشرةَ والشّعرَ ألوانهم، وكذلك لهذه المورّثة دورٌ في عمليّة الرّؤيةِ، إذ يوجد الميلانينُ ضمن طبقات الشّبكيّة. وفي الوقت ذاتِه، تنتمي المورّثة MC1R إلى عائلة المورّثات المسؤولة عن تصنيع مستقبلات الألم، وهذا يفسّر اختلافَ ذوي الشّعر الأحمر من ناحية الشّعور بالألم عن غيرهم.
تفرز خلايا الميلانينِ نوعين من الميلانين: الإيوميلانين والفيوميلانين، والنّسبة بين مقدارَيهما هي ما يحدّد لون كلٍّ من الشّعر والبشرة وقزحيّة العين.
بسبب الطّفرة لدى ذوي الشّعر الأحمر لا تكون المورّثةُ MC1R فعّالةً، ولذلك يزداد إنتاجُ الفيوميلانينِ من قِبَل خلايا الميلانينِ لديهم، ما يعطي الشّعرَ اللّونَ الأحمرَ أوِ الأشقرَ، ويجعلُ البشرةَ فاتحةَ اللّونِ تكتسبُ الاسمرارَ بصعوبةٍ.
يحمي الإيوميلانينُ الجلدَ من الأذيّةِ الّتي تسبّبها له الأشعّةُ فوقَ البنفسجيّةِ عند تعرّضه للشّمس مثلاً، بينما لا يحميه الفيوميلانينُ منها، لذا نجد أصحابَ الشّعرِ الأحمرِ أشدَّ حساسيّةً للشّمس، وأكثرَ عرضةً للإصابة بسرطانيِ الجلد الحميدِ والخبيثِ.
المصادر:
1 - هنا
2 - هنا
3 - هنا
4 - هنا
5 - هنا