(الجسر-السد) الفاصل بين محيطين
العمارة والتشييد >>>> التصميم المعماري
السد - الجسر - الذي يربط بين الولايات المتحدة وروسيا بطول 89 كم.
جسر تحت الماء...بإمكانيات هائلة و ايجابيات كبيرة و رغم أنه خضع لدراسة بيئية و بني ليحافظ على الحياة البحرية. لكن هل من الممكن ألا يؤثر على الطبيعة بشكل سلبي ؟؟؟
في منطقة بين المحيطين المتجمد الشمالي و الهادي، يظهر مضيق بمناخ هش و حساس للغاية، يرتبط بتصنيع الجليد، بوصفه منطقة استراتيجية بالنسبة للمناخ العالمي. ويتكون من نظام بيئي متميز مقارنة بالمناخ المحيط، يحتوي على أنواع نادرة جدا من المخلوقات التي تشمل على سبيل المثال الحيتان البيضاء، فيل البحر، الدببة القطبية والحيتان الزرقاء، والدلافين.
ونظرا لمستوى مياه المضيق الضحلة نسبيا؛ فإن الهيكل المقترح قادر على النزول إلى قاع المحيط، مع بروزه فقط بضعة أمتار فوق مستوى المياه. إن الهيكل يعمل بالضغط، فهو عبارة عن جدارين متوازيين يقطعان المياه المجاورة وكل منهما محمول ومقوى على حدة، ويكون هذا الجسر صالحا للسكن في بعض الأحيان. يبلغ عرض كل جدار 10 متر، موفرا البنى التحتية للقطار والسيارات في ذروتها.
إن هذا الهيكل الضخم يتطلب البساطة، وهي سمة تتحقق فقط من خلال خط مباشر يربط بين ضفتي المضيق.
إن الفضاء الواسع الناتج عن هذا الفصل، والذي يمتد على طول 50 مترا، سيصبح واجهة لعبور الإنسان والتبادل، ويوفر للزوار والسكان فرصة اجتياز المضيق سيرا على الأقدام، كما كانت الغاية أصلا من قبل الحضارات الأولية. كما يوجد دائما مناظر طبيعية بحرية يمكنك مشاهدتها عند عبور المضيق وذلك عبر تثقيب أنابيب تخترق خط الأفق في الفراغ.
إن هذا المشروع يخلق بيئة تعتمد على الطاقة الخضراء، والاستفادة من الموقع و من التيارات الكامنة، لتثبيت نظام إيكولوجي كامل قابل للتجديد.
بالاضافة الى ذلك، إن فصل القطب الشمالي عن المحيط الهادي يمكنه تحسين درجة الحرارة، حيث تنخفض درجة حرارة الماء في القطب الشمالي بسبب انخفاض التبادل بين مياه القطب و المحيط. بالتالي فإن الغطاء الجليدي في القطب الشمالي سيستقر على حاله، أي أن ذلك سيحمي الغطاء من الذوبان، كما ستستقر نسبة الملوحة في المياه بسبب انخفاض تدفق المياه المالحة.
إن مياه المحيط الهادي لا تؤثر فقط على ملوحة المياه بل نتيجة لذلك إنها تغيّر المناخ العالمي. إن الهيكل المبني يستغل التيارات الموجودة في القناة . حيث أن عدة ثقوب في الهيكل تعمل كأنها توربينات، فتسرّع حركة المياه والتيارات وبما أن مستوى المياه في المضيق ضحل نسبيا فان التدفقات تكون أسرع وتساعد على توليد المزيد من الطاقة.
و بسبب كبر حجمها. فإن التوربينات تتحرك ببطء شديد، بشكل يسمح للحيوانات البحرية بالعبور، بحيث لا تؤثر على الحياة البحرية بشكل سلبي. والطاقة الناتجة عن هذه العملية يتم توجيهها الى أقسام محددة، كمثال على ذلك المساكن والمختبرات.
ان الهيكل المقترح يقسم الجزيرتين الأساسيتين في المشروع إلى قسمين أحدهما المدينة المغلقة، والتي سيتم بناؤها في أعلى الجزيرة على ارتفاع 400 متر، وتتألف من مساكن ومسارح ومراكزثقافية. ويمكن أن ينظر المسافرون إلى إطلالة متكررة لمدينة مغمورة عبر المضيق، مولدة مدينة عامودية تؤسس نمطا جديدا من الحياة والمعيشة.
وبفضل الحرارة الطبيعية للصخور الجوفية، سيتم تأمين التدفئة والتبريد الطبيعي للهيكل.
مع كل هذه الدراسة لبناء هذا الهيكل و مع تحليل ايجابياته. و لكن هل سيحافظ علة هذه الايجابيات و لن يؤثر بالفعل على الحياة البحرية؟ هل يستحق أن نبدأ بالبناء تحت الماء و العيش هناك؟
المصدر: هنا