منزلُ خزّانِ المياه!
العمارة والتشييد >>>> الترميم وإعادة التأهيل
أشرفَ المطوّرُ العقاريّ "لي أوزبورن" "Leigh Osborne" على تحويل أحدِ أجمل أبراجِ تخزين المياه الواقعةِ في العاصمةِ البريطانيةِ لندن إلى ما دعاهُ بـ "أحدِ أكثرِ المنازل فخامةً وغرابةً ضمن المدينة".
واستغرقَت هذِه العمليةُ مدّةً زمنيةً تقاربُ السنة؛ وبتكلفةٍ بلغَت 3.2 مليونَ دولار.
Image: homedsgn
صُمّمَ هذا البرجُ بطوابقِه الثماني وفقَ الطراز القوطيّ؛ لتأمينِ إمدادات المياه اللّازمة لاحتياجاتِ مشفى ودارِ إيواء "Lambeth"، وكان أطولَ أبراجِ مياه لندن بعد الانتهاءِ من تشييدِه عامَ 1867م، وبلغَت سماكةُ جدران البرج 1.5م وبارتفاعِ 30م، لكن نتيجةً لهجرِه والتوقّفِ عن استخدامِه مؤخّراً؛ فقد اتّخذَ منه الحمَامُ ملجأً وتدهورت حالتُه، إذ يقولُ "أوزبورن" لجريدةِ "PentharthTimes": كانَ الأمر أشبهَ بفيلم رعب؛ فقد وجدنا قرابةَ ألفي حمامةٍ ميّتة، ناهيكم عن التلوّثِ الناتجِ عن فضلاتِها.
Image: homedsgn
بدأَت أعمالُ الترميمِ وإعادةِ التأهيل للمنشأةِ بعد الانتهاء من عمليّاتِ التنظيفِ واسعةِ النطاق، واستغرقتِ الأعمالُ جميعُها ثمانيةَ أشهرٍ فقط؛ وهو ما يُعدُّ إنجازاً مقارنةً بمشاريعَ مشابهة.
إذ يقولُ "أوزبورن" لجريدةِ "New York Times": لقد كان الوضعُ معقّداً جدّاً، إذ توجّبَ علينا التقيّدُ بالموعدِ النهائيّ لتسليمِ المشروعِ إلى جانبِ الميزانية المُحدَّدة مسبقاً.
إنّ تغييرَ وظيفةِ مُنشأةٍ صُمّمت بهدف استيعابِ المياه إلى منشأةٍ مُلائمةٍ لأنشطةِ الحياةِ اليومية للإنسان ليس أمراً سهلاً؛ فقد توجّبَ على العمّالِ إزالةُ الكثيرِ من قطع الطوبِ المبنيّة لخلقِ المساحاتِ المُناسبةِ للمتطلّباتِ السكنية، وقد استحدثَ الفريقُ المعماريُّ فراغاتٍ جديدةً ضمن برجِ المياه، ووُظّفتِ المنشأةُ المُلحَقةُ بالخزّانِ كمطبخٍ حديثٍ وغرفٍ للمعيشةِ والنوم؛ إضافةً إلى الخدماتِ الصحّيةِ وصالةٍ رياضيةٍ خاصّة، وكذلك زُوّدَ المنزلُ بنظامِ تدفئةٍ وإضاءةٍ بتقنيّاتٍ عاليةِ التحكّم، وشُيّدَ بمحاذاةِ المبنى مصعدٌ جديدٌ مرتبِطٌ مع فراغِ الدرجِ الأصليّ.
Image: homedsgn
Image: homedsgn
Image: homedsgn
Image: homedsgn
Image: homedsgn
أمّا الجزءُ العُلويُّ من البرجِ فكان عبارةً عن خزّانٍ معدنيٍّ ضخمٍ يتّسعُ لـ 750000 جالونٍ من المياه (2840 مترٍ مكعبٍ تقريباً)، وحُوّلَ هذا الفراغُ المُميَّزُ إلى غرفةِ معيشةٍ ووُضعَت ضمنَه نوافذٌ في الاتّجاهاتِ الأربعِ لتمنحَ السكّانَ إطلالةً شاملةً على مدينة لندن.
Image: homedsgn
وأعربَ "أوزبورن" عند انتهاءِ المشروعِ عن فخرِه بعمليةِ المحافظةِ على المبنى المُدرَجِ ضمنَ لائحةِ التراثِ البريطانيّ المُعرَّضِ للخطر؛ وتحويلِه إلى منزلٍ رائعٍ لأجيالِ المستقبل.
تابعَ فريقُ برنامجِ Grand Design ووثّقَ عمليةَ إعادةِ التأهيلِ لهذا البرج، ويرى المُتحدّثُ الرسميّ للبرنامجِ أنّ المُطوّرَ العقاريّ "لي أوزبورن" هو أحدُ الأشخاصِ المميّزينَ الّذين يتّخذُونَ خطواتٍ خطرةٍ وجريئة، شخصٌ ينجزُ الأعمالَ إنجازاً مُختلِفاً عن المعتاد، ويمكن تتبّعُ آثارِ فلسفته هذِه في جميعِ مراحلِ التصميمِ والتّنفيذ."
فما رأيُكم بهذه الطريقةِ المُبتكَرةِ في الحفاظ على المباني التاريخية؟ وهل تستوفي شروطَ الحياةِ الوظيفيةِ والصحيةِ الّتي تتطلّبُها حياتُنا اليوم؟!
مصادرالمقال
1
هنا
2
هنا
3
هنا