انتشار الاكتئاب والإرهاق لدى الأطباء.
الطب >>>> مقالات طبية
وفضلاً عن ذلك، فإنّ للإرهاقِ تأثيراً سلبيّاً واضحاً على جميع جوانبِ الرّعايةِ الطّبّية، إذ أنّهُ قد يؤدّي إلى انخفاضِ جودةِ الرّعايةِ الطّبيّةِ وارتفاعِ معدّلاتِ الأخطاءِ وغيرِها من العواقب،
وما يزيدُ الوضعَ سوءاً هو إهمالُ معظمِ الأطبّاءِ الّذين يعانونَ من أعراضِ الاكتئاب والإرهاقِ مراجعةَ الأطبّاءِ المختصين لأسبابٍ تتعلق بضيقِ وقتِهم وبسمعتهم وخوفاً من نبذِ الأوساطِ الطّبّيةِ للأطّبّاءِ ذوي الاضطراباتِ المتعلّقةِ بالصّحّةِ العقليّة.
وكلّ ما سبقَ ذكرُه يجعلُ من موضوعِ الإرهاقِ الّذي يصيبُ الأطبّاءَ أمراً لا يُستهان به، وبالفعلِ فقد ازداد الاهتمامُ بهذا الموضوعِ ازدياداً ملحوظاً في الفترةِ الأخيرة، إذ يقومُ موقعُ Medscape الطّبّي بإجراءِ استبيانٍ سنويٍّ يشاركُ فيه عددٌ كبيرٌ من الأطبّاءِ في الولاياتِ المتّحدةِ بهدفِ تكوينِ فكرةٍ واضحةٍ عن مدى انتشارِ الإرهاقِ لدى الأطبّاء والعواملِ الّتي تؤدّي إلى حدوثه، بالإضافةِ إلى معرفةِ مدى تأثيرِه على حياةِ الأطبّاء وعلى علاقتِهم مع المرضى، وقد شملَ هذا الاستبيانُ أكثرَ من 15000 طبيبٍ وطبيبةٍ من مختلفِ الاختصاصات، وكانت أبرز النتائج كالتالي:
· أقرّ حوالي 42% من الأطبّاء بمعاناتِهم من الإنهاكِ بينما أقرّ 12% منهم بمعاناتِهم من الأعراضِ العامّةِ له، كذلك تبيّنَ وجودُ أعراضِ الاكتئابِ السّريريّة والّتي تحتاجُ لمعالجةٍ فعّالةٍ من قبل مختصّين لدى 3% من هؤلاء الأطبّاء.
· كان لأطبّاءِ العنايةِ المشدّدةِ والعصبيّةِ النّصيبُ الأكبرُ من الشّعورِ بالإرهاق، يليهم أطبّاء النّسائيّةِ وأطبّاءُ الطّوارئِ والأشعّة، في حين كانت أقلُّ نسبةٍ من الشّعورِ بالإرهاقِ من نصيبِ أطبّاءِ التّجميلِ (وبالطّبعِ فإنَّ النّتيجةَ منطقيّةٌ جداً، إذ يعملُ هؤلاءِ في ظروفٍ أقلَّ توتّراً وبعيداً عن الضّغوطات) وكانت نسبةُ الإرهاقِ لدى الطّبيباتِ الإناثِ أكبرَ منها لدى الذّكور.
· أشارَ أكثرُ من نصفِ الأطبّاء الّذين يعانون من الإرهاقِ والتّعبِ بسببِ العملِ إلى أنَّ روتين العملِ المتكرّرِ هو السّببُ الأساسيُّ في ذلك الإرهاق، وبعضهم نسبَهُ إلى ساعاتِ العملِ الطّويلة، في حين أشارَ آخرونَ إلى أنَّ السّببَ هو قلّة احترامِ المرضى لهم.
· وعند سؤالِ الأطبّاء حول كيفيّةِ تعاملهم مع الإرهاق، اتّضحَ وجودُ اختلافٍ بين الطّرقِ الّتي يتّبعها كلٌّ من الأطبّاء الذّكور والإناث في التّعامل مع هذا الأمر، إذ تفضّل الطّبيباتُ التّحدّثَ عن الهمومِ والمشاكلِ مع الأصدقاءِ والأقارب، بينما أكّد الأطبّاءُ أنّهم يتعاملونَ مع الأمرِ من خلال شغلِ أنفسِهم بممارسةِ التّمارينِ الرّياضيّة.
· طُلب من الأطبّاء الّذين أقرّوا بمعاناتهم من الاكتئابِ تصنيفَ العواملِ المؤثّرةِ على اكتئابِهم فكانت نوعيّةُ عملهم العاملَ الأكثرَ تأثيراً، تليهِ الأعباءُ الماليّةُ والعائليّةُ والعلاقاتُ العاطفيّةُ والحالةُ الصّحّيةُ بالتّرتيب.
· هل يمكن للاكتئابِ أن يؤثّرَ على علاقةِ الأطبّاء بالمرضى؟ تفاوتت الإجاباتُ على هذا السّؤال، إذ أكّد 40% من الأطبّاء أنّ اكتئابَهم لا يؤثّر على علاقتِهم بالمرضى بينما أقرّ آخرونَ بأنّهم يعاملون مرضاهم بطريقةٍ غيرِ ودّيةٍ وبأنّهم قد يرتكبونَ بعض الأخطاء، بل أشار حوالي 4% منهم إلى إمكانيّة أن يؤدّي بهم اكتئابهم إلى إيذاءِ المرضى.
· أكّد حوالي 70% من الأطبّاء خوفهم من تلقّي رعايةٍ طبّيّةٍ لمعالجةِ الاكتئاب، في حين تلقّى 25% منهم معالجةً فعليّة.
· لا ينفي انتشارُ الإرهاقِ والاكتئابِ وجود أطبّاء سعداء، فقد تبيّنَ أنّ أكثر الأطبّاء المتفائلين والمسرورين بعملهم هم أطبّاءُ العيونِ وأطبّاء التّجميل.
· وعندما سُئل الأطبّاء الّذين لا يشعرون بالإرهاقِ أو الاكتئابِ عن السّرِّ في ذلك، أوضح معظمهم أنّ نظرتَهم الإيجابيّةَ إلى عملهم تجعلهم يشعرون بالرّاحة، بينما أشارَ آخرون إلى أهميّةِ الموازنةِ بين عملِهم وحياتِهم الخاصّة.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا