قد يتفاجئ الكثير من المرضى المصابين بأمراض الغدة الدرقية وحتى بعض الأطباء المعالجين بما تلعبه التغذية من دور مهم ومساعد في علاج هذه الأمراض وحتى في الوقاية منها. أُثبت علمياً أن العلاج الدوائي أو الإجراءات العلاجية لهذه الأمراض قد لا تكون نتائجها إيجابية ومرضية إذا لم ترفق بحمية غذائية صحيحة موضوعة من قبل أخصائي التغذية على أسس تغذوية صحيحة وعلمية.
في البداية وحتى نستيطع فهم العلاقة بين التغذية والغدة الدرقية لا بدّ لنا من أن نفهم الآلية التي تؤثر فيها هرمونات هذه الغدة (T3،T4) على استقلاب العناصر الغذائية التي نتناولها.
1- التأثير على استقلاب السكريات:
يتمثل دور هذه الهرمونات في تنشيط جميع عمليات الاستقلاب المتعلقة بالسكريات من زيادة استهلاك سكر الدم وزيادة تحلل الغليكوجين (يطلق على نوع السكر المخزن في الكبد) بالإضافة إلى دورها في تنشيط امتصاص السكريات من الأمعاء.
2- التأثير على استقلاب الدسم:
تزيد هرمونات الدرق من عمليات الأكسدة الخلوية عموماً في الجسم، وتقوم بتنشيط استهلاك الدسم كمصدر للطاقة، كما تؤدي إلى زيادة أكسدة الحموض الدسمة من قبل الخلايا، وهذا ما قد تفسر جزءاً من تأثير الهرمونات الدرقية المولدة للحرارة.
أما نقص إفراز الهرمونات الدرقية فإنه يؤدي إلى زيادة الكولسترول والشحوم الفوسفورية وثلاثيات الغليسيريد في الدم.
ومن إحدى الآليات التي ينقص بها الهرمون الدرقي تركيز الكولسترول في المصورة هي زيادة معدل إفراز الكولسترول في الصفراء بشكل كبير وبالتالي طرحه مع البراز.
3- التأثير على استقلاب البروتينات:
تزيد هرمونات (T3،T4) من بناء البروتين التي تعتبر الحجر الأساسي في بناء خلايا الجسم وأنسجته. إنّ الجرعات الفيزيولوجية (الطبيعية) منها لها تأثيرات بنائية على البروتين، في حين أن الجرعات الجرعات الكبيرة تسبب هدم البروتين وهذا يسبب اضطرابات مرضية (ميزان آزوتي سالب). كما تسبب T3 ، T4 أيضاً تنشيط تكوين وإفراز هرمون النمو GH.
4- التأثير على استقلاب الفيتامينات:
تؤدي الهرمونات الدرقية إلى زيادة الحاجة لمرافقات الأنزيمات Coenzymes وإلى زيادة الفيتامينات التي تشتق منها هذه المرافقات. حيث لوحظ في حالة فرط الدرقية ازدياد الحاجة إلى الفيتامينات الذائبة بالماء مثل (B12، C ،......) ونتيجة لذلك ينخفض مستوى هذه الفيتامينات في الأنسجة.
كما تؤثر الهرمونات الدرقية على الفيتامينات الذوابة في الدهون فهي ضرورية لتركيب فيتامين A من الكاروتين ولتحويل فيتامين A إلى الريتينال (شكله الفعال في الجسم) ففي حالة فرط الدرقية تزداد الحاجة إلى فيتامين A وبذلك يقل تركيزه في الأنسجة، أما في حالة نقص الدرقية يزداد تركيز الكاروتين في مصل الدم، وهذا قد يعطي الجلد لونه الأصفر.

مصدر الصورة:
هنا
المصادر في نهاية السلسلة